تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثورى وغيرهم ولكى أقرب لك الصورة، المحقق الذى يحقق فى جريمة معينة يسأل أسئلة معينة ويذهب لمكان الجريمة ويجمع الوثائق والمستندات التى تثبت إدانة هذا أو براءة هذا وهكذا وهذه الأمور تستغرق وقت فإذا كان هذا فى جريمة قد تكون سرقة لأموال فما ظنك بحديث النبى –صلى الله عليه وسلم- ألا تظن أنه سيكون هناك علماء يهتمون بالحفاظ عليه من محاولة الكذب على النبى –صلى الله عليه وسلم-، لقد كان هؤلاء العلماء الأفذاذ يختبرون الرواة الذين ينقلون ما سمعوا سواء كانوا من التابعين أو من تابعى التابعين وهكذا فكان العلماء المتخصصين فى هذا الفن وهو ما يسمى بعلم الرجال ينظرون فى الأحاديث التى يرويها فإن وجدوا أنه مثلا يدخل حديث فى حديث أخر أو ينسى كثيرا أو يعرف بالكذب فمثلا يدعى أن مثلا الإمام مالك حدثه ومعلوم أن الإمام مالك لم يخرج من المدينة إلا للحج ومعلوم أن هذا الرجل لم يدخل المدينة قط فيحكمون عليه بأنه كذاب وهكذا ضوابط ومقاييس ‘إذا اطلع عليه المرئ يعجب من حرص العلماء –رحمهم الله- على حفظ هذا الدين، ولكن لم نعلم ما الذى يفعلونه حيال هذه الأحاديث التى يرويها هؤلاء الكذبة أو ضعيفى الحفظ، كانوا يحكموا على رواية الكذاب بأنها (موضوعة) أى كذب لم يقلها النبى –صلى الله عليه وسلم- ويطرحوا كل حديثه، وأما ضعيف الحفظ لأى سبب كانوا يحكمون على حديثه بأنه ضعيف أى احتمال أن يكون النبى –صلى الله عليه وسلم- قال هذا الكلام احتمال ضعيف ولذلك كانوا يردون كل مروياته حيطة لحديث النبى أن يدخل فيه ما ليس منه، قد يقول قائل أليس من الممكن أن يكون هذا الراوى ضعيف الحفظ روى بعض الأحاديث الصحيحة فلو تركنا كل أحاديثه نكون بذلك تركنا سنة وبذلك يضيع جزء من الدين، نقول نعم هذا جائز عقلا ولكنه مستحيل شرعا مثل بقاء العالم ممكن عقلا أن تظل الدنيا ولا تفنى جيل يخلفه جيل نعم جائز عقلا ولكن الشرع أخبرنا أن الدنيا ستنتهى وسينتقل الناس للآخرة، إذن فبقاء الدنيا مستحيل شرعا فلذلك لن يحدث، وهنا أيضا نقول ضياع حديث واحد من كلام النبى –صلى الله عليه وسلم- مستحيل شرعا لأن الله أخبرنا أنه سيحفظ هذا الدين فلو وجد حديث صحيح يرويه راوى ضعيف الحفظ فستجد هذا الحديث سمعه من نفس الشيخ الكثير من الثقات الأثبات الحفظة الذين سينقلونه لنا، أما ما انفرد به الضعفاء فهذا قطعا خطأ منهم بسبب سوء الحفظ

وأخيرا أقول لك لو قرأت فى الشروط التى وضعها العلماء فى قبول الحديث، وكم العلماء الذين نقلوا لنا كلام النبى –صلى الله عليه وسلم-، والمجهود الذى بُذل لمعرفة أحوال الرجال وكيف سمعوا ومتى ولدوا ومتى ماتوا وما هى البلدان التى دخلوها والتى لم يدخلوها، وأمور كثيرة لو اطلعت عليها لشعرت بالفخر أنك خلف لهذا السلف الكريم الذى يستحق كل احترام وتقدير، ولعلمت كيف أنهم حقا أسعد الناس بهبة العقل الذى أعطاه الله للبشرية

وللحديث بقية ....

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير