مناقشة أحد الكُتّاب في إعلال حديث المهدي
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 04 - 08, 08:10 ص]ـ
276 - روى سفيان الثوريُّ، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبيِّ، عن ثوبانَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَقْتتَلُ عندَ كَنْزِكم ثَلاثةٌ، كلُّهم ابنُ خليفةٍ، ثمَّ لا يَصيرُ إلى واحدٍ مِنْهم، ثمَّ تطلُعُ الرَّاياتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ المشرقِ، فيقتلونكم قتلاً لم يُقْتَله قومٌ)) ثمَّ ذكرَ شيئاً لا أحفظُهُ، فقال: ((فإذا رأيْتُمُوه فبايعُوهُ ولو حَبْواً على الثَّلْجِ، فإنَّه خليفةُ اللهِ المهديُّ)) (1).
أخرجه: ابن ماجه (4084) عن محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف.
وأخرجه: البيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 515 من طريق إبراهيم بن سويد الشبامي.
وأخرجه: البيهقيُّ في " دلائل النبوة " 6/ 515، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 34/ 194 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب.
وأخرجه: البيهقيُّ في " دلائل النبوة " 6/ 515 من طريق محمد بن مسعود.
خمستهم: (محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وإبراهيم بن سويد، ويعقوب بن حميد ابن كاسب، ومحمد بن مسعود) عن عبد الرزاق بن همّام الصنعانيِّ، عن سفيان الثوريِّ بالإسناد أعلاه.
وخالفهم أحمد بن منصور الرماديُّ عند أبي عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " (548) فرواه عن عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان الثوريُّ، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به. لم يذكر فيه أبا أسماء الرحبيَّ. والصواب ذكره في الإسناد؛ لاتفاق أكثر من راوٍ عن عبد الرزاق على ذكره، كما أنَّ عبد الرزاق توبع على روايته، تابعه الحسين بن حفص (2).
إذ أخرجه: الحاكم 4/ 463 من طريقه عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبيِّ، عن ثوبان رضي الله عنه، فذكره.
هذا إسناد رجاله ثقات، وقد صحح إسناده صاحب كتاب " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة " الدكتور عبد العليم البستوي إذ قال: 191 - 192: ((وأما عنعنة أبي قلابة وسفيان الثوري وهما من المدلسين، فلا تضر في صحة الإسناد أيضاً؛ لأنَّ المدلسين ليس كلهم على حد سواء عند المحققين، وقد رتبهم الحافظ ابن حجر في كتابه " طبقات المدلسين " على خمس مراتب منها: الأولى: من لم يوصف بذلك إلا نادراً، والثانية: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته وقلة تدليسه 000 وذكر أبا قلابة في المرتبة الأولى، وسفيان الثوري في المرتبة الثانية، وذكر عن البخاريِّ أنَّه قال في سفيان: ما أقل تدليسه، وبناءً على هذا فعنعنتهما لا تضر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي (3) أيضاً. وقال ابن كثير: تفرد به ابن ماجه. وهذا إسناد قويٌّ صحيح (4). وقال البوصيري في "الزوائد" (5): هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات. النتيجة: إسناده صحيح)).
ومن جانب آخر فقد ضعّف العلامة الألباني الحديث في " السلسلة الضعيفة " 1/ 119 (85) واستنكره بسبب عنعنة أبي قلابة، واستنكر فيه لفظة: ((خليفة الله المهدي)) وذكر كلاماً قيّماً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رد هذه اللفظة فَلْيُنْظَرْ.
في حين غالى صاحب كتاب " المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية " الدكتور عَدَاب محمود الحَمش في تضعيف الإسناد إذ قال: 318: ((سفيان الثوريُّ، وخالد الحذاء، وأبو قلابة الجرمي ثلاثتهم مدلسون، ولم يرد هذا الحديث من طرقهم إلا بالعنعنة، ولو كان في الإسناد واحد من هؤلاء الثلاثة وقد دلّس حديثه، لما جاز لنا الاحتجاج به!)).
قلت: وذكر بعد ذلك كلام الدكتور البستوي المتقدم ورَدَّ عليه، فقال: ((إنَّ سفيان الثوري من أشد الناس تدليساً كما يقول الحافظ ابن حبان، وقد كان يمكن التساهل في مسألة تدليسه – جدلاً – في غير مسألة اعتقادية يعلق عليها الأكثرون آمالاً، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا ينبغي التساهل أيضاً؛ لأنَّ سفيان الثوريَّ ممن يروي عن علي ابن زيد بن جدعان، وهو ضعيف صاحب مناكير، وهو من رواة هذا الحديث بعينه، وما يدرينا أنَّ هذا الحديث من رواية الثوريِّ، عن علي بن زيد، فدلّسه فجعله بالعنعنة، عن خالد الحذاء؟ وترتيب طبقات المدلسين عند ابن حجر ترتيب نظريٌّ، لا يصلح
¥