تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فخالف فيه عبد الوهاب سفيان الثوري فرواه موقوفاً ورواية سفيان مرفوعة واسقط من الإسناد أبا أسماء الرحبي. وهذه المخالفة لا تضر رواية سفيان؛ لأنَّ عبد الوهاب بن عطاء ضعفه أحمد في " العلل ومعرفة الرجال " (359) رواية المروذي فقال: ((ضعيف الحديث، مضطرب))، وقال عنه النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (374): ((ليس بالقوي)). فبذلك لا تقارن روايته برواية سفيان الثوري، الجبل في الحفظ والإتقان، حتى إنَّه ما خالفه ثقة إلا وكان الصواب عند الثوري، فما بالك إذا ما خالفه ضعيف. إذن فالحديث حديث سفيان.

وقد وردت متابعة لخالد الحذاء على أبي قلابة، ولكنَّها لا تصح.

فقد أخرجه: البيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 516 من طريق كثير بن يحيى، قال: حدثنا شريك، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقبلوا براياتِ السودِ من عَقِبِ خراسان فأتوها ولو حبواً، فإنَّ فيها خليفة الله المهديَّ)).

فقد تابع عليُّ بنُ زيد خالداً الحذاء على روايته، ولكن هذه المتابعة ضعيفة؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان من جهة، فقد قال عنه أبو حاتم فيما نقله ابنه عنه في " الجرح والتعديل" 6/ 241 (1021): ((ليس بالقوي))، وقال النَّسائيُّ فيما نقله عنه المزي في " تهذيب الكمال " 5/ 249 (4659): ((ضعيف))، وأورد الذهبيُّ هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" 3/ 127 (5844) وعده من منكرات علي بن زيد، فقال: ((أراه منكراً)).

ومن جهة أخرى فقد اختلف على شريك، فرواه عنه كثير بن يحيى بالإسناد أعلاه، في حين رواه عنه وكيع عند أحمد 5/ 277 ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1445) عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به، لم يذكر فيه أبا أسماء الرحبيَّ.

فتبين بذلك ضعف هذه المتابعة وعدم فائدتها.

انظر: " إتحاف المهرة " 3/ 53 (2513).

وقد جاء هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

أخرجه: نعيم بن حماد في " الفتن " (852)، وابن ماجه (4082)، والعقيلي في " الضعفاء الكبير " 4/ 381، وابن عدي في " الكامل " 9/ 164 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: بينما نحنُ عندَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبلَ فتيةٌ منْ بني هاشم، فلما رآهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم اغرورقتْ عيناهُ، وتغيرَ لونهُ قالَ: قلتُ: ما نزالُ (9) نرى في وجهكَ شيئاً نكرهُهُ؟ فقال: ((إنَّا أهلُ بيتٍ اختارَ اللهُ لنا الآخرةَ على الدنيا، وإنَّ أهلَ بَيْتي سيلقونَ بعدي بلاءً، وتشريداً، وتطريداً، حتى يأتي قومٌ منْ قَبِلِ المشرقِ معهم راياتٌ سودٌ، فَيَسألونَ الخيرَ، فلا يُعطونَهُ، فَيُقاتِلونَ فَيُنصَرونَ فَيُعطونَ ما سَألوا، فلا يَقبلونَهُ، حتّى يَدفعوها إلى رجلٍ منْ أهلِ بيتي فيملؤها قِسْطاً، كما ملؤوها جَوْراً، فمنْ أدرك ذلك مِنكم، فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج)) (10).

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي مولى بني هاشم، قال الذهبي في " ميزان الاعتدال " 4/ 423 (9695): ((قال يحيى: ليس بالقوي، وقال أيضاً: لا يحتج به، وقال ابن المبارك: ارم به) وقال: ((وقال وكيع: يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله – يعني: حديث الرايات – ليس بشيء))، وأخرج العقيليُّ في "الضعفاء الكبير " 4/ 381 قال: حدثنا محمد بن حفص الجوزجاني، قال: سمعت أبا قدامة يقول: سمعت أبا أسامة: ((في حديث يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله في الرايات السود، فقال: لو حلف عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته، أهذا مذهب إبراهيم! أهذا مذهب علقمة! أهذا مذهب عبد الله!؟)).

وقد توبع يزيد على روايته إذ أخرج الحاكم 4/ 464 من طريق حنان (11) بن سدير، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به.

وهذه متابعة لا يفرح بها إذ إنَّ فيها حنان بن سدير، قال عنه الدارقطني في " العلل " 5/ 184: ((من شيوخ الشيعة))، وقال الذهبيُّ في " تلخيص المستدرك " 4/ 464: ((هذا موضوع)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير