تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفائدة الحادية والثلاثون:

في قوله:"إلا من هديته " بيان لفضل الرسل الكرام عليهم السلام؛ لأن الله هدى بهم الناس، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، فعلى أيديهم كانت هداية الناس فكم لهم من الفضل علينا بعد الله ونحن لا ندرك ذلك حقيقة الإدراك، فصل الله وسلم عليهم جميعا.

الفائدة الثانية والثلاثون:

يدل الحديث على حاجة الإنسان إلى الهداية في كل لحظة من لحظات حياته؛ لأن قوله:" كلكم ضال إلا من هديته " يفيد العموم في كل أوقات الإنسان، فهو ضال محتاج لهداية ربه، وهذا يفيد تعلق المؤمن بربه دائما، وهو سبحانه وتعالى أولى به.

الفائدة الثالثة والثلاثون:

الله سبحانه وتعالى أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال:" فاستهدوني أهدكم " فهذا أمر ووعد، فلا عذر بعد ذلك للبطال.

ثم قال صلى الله عليه وسلم:"يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم " وهذا فيه من الفوائد ما يلي:

الفائدة الرابعة والثلاثون:

دل هذا الجزء من الحديث أن الإنسان ضال حتى عن أمور معاشه وملبسه إن لم يهده الله إليها وييسرها له، وهذا يُعَظِّم فاقة الإنسان لربه.

الفائدة الخامسة والثلاثون:

يربي الحديث افتقار المؤمن لربه حتى في طعامه وشرابه وملبسه، فالإنسان جائع عاري إن لم يطعمه الله ويكسه.

الفائدة السادسة والثلاثون:

دل الحديث بصريح عبارته أن الرزق من عند الله فعلام يحزن الإنسان إن فاته نصيبه؟!

الفائدة السابعة والثلاثون:

الحديث يشعر بأن الله يقسم الأرزاق بين عباده، فيطعم هذا ويحرم هذا، ويكسي بعض العباد ويعري آخرين، والمؤمن إن علم ذلك خرج من قلبه الحسد، فعلام الحسد على شيء ليس للعبد فيه تصرف وإنما المتصرف الله سبحانه وتعالى، وبهذا أيضا يزيد اليقين في قلبه برزق الله.

الفائدة الثامنة والثلاثون:

في الحديث إظهار لمنَّة الله سبحانه وتعالى على خلقه في هدايته لهم وإطعامهم وكسوتهم، وهذه المنَّة لا حدود لها، ويجب أن تقابل بالشكر.

الفائدة التاسعة والثلاثون:

يربي الحديث المؤمن على التفكر في حياة نفسه، من طعامه وشرابه ولباسه، وهذا من أعظم الأشغال التي ينبغي أن ينشغل بها المسلم.

الفائدة الأربعون:

التفكر في معاني الحديث يطرد العجب والكبر من قلب المؤمن، فإذا كان لا يستطيع أن ينفع نفسه في أهم ضرورياته من الأكل واللباس فبماذا يفخر ويعجب.

الفائدة الحادية والأربعون:

نص الحديث على الطعام في قوله:" كلكم جائع إلا من أطعمته " ولم يذكر الشراب لأنه داخل في معنى الطعام، فذكر أحدهما يغني عن الآخر.

الفائدة الثانية والأربعون:

قُدم الطعام على الكساء في الحديث من باب تقديم الأهم بالنسبة للخلق، فالإنسان يصبر على العري إلا أنه يشق عليه الصبر على الجوع، فتناسق الحديث حسب اهتماماتنا.

الفائدة الثالثة والأربعون:

دل هذا الجزء من الحديث على أن الله هو المطعم والكاسي سبحانه وتعالى، فكل طعام أو كساء رُزقه العبد فهو من ربه فليحمده عليه.

الفائدة الرابعة والأربعون:

دل الحديث بالمقابل على أن من أصابه الجوع والعري فالله منعه، فعليه الرجوع وطلب الأمر من مصدره سبحانه وتعالى.

الفائدة الخامسة والأربعون:

اقتصر في الحديث على الضروريات في الحياة من الطعام والكسوة لتعلق قلوب الناس بها أكثر من غيرها، ولأنه يدخل عليهم الضرر في فواتها أكثر مما يدخلهم الضرر في غيرها، وإلا فإن كل شيء بيد الله، والله معطيه أو مانعه.

الفائدة السادسة والأربعون:

لم يرد في رواية مسلم ذكر للمال، فلم يقل: وكلكم فقير إلا من أغنيته فاستغنوني أغنكم، والذي يظهر والله أعلم لأن المال غير مقصود لذاته، وإنما يقصد للطعام والكسوة وضروريات الحياة، فاستغنى بذكر الغاية عن الوسيلة.

الفائدة السابعة والأربعون:

أظهر الحديث ضعف الإنسان غاية الضعف حيث لا يملك لنفسه هداية ولا طعاما ولا كساء، فأي ضعف فوق هذا الضعف، وهذا الذي يجعل الأمر محتما على الإنسان ألا يستقل بنفسه وإنما بغيره، ولا يوجد أقوى من أن يرتبط بربه، كما أن الحديث أظهر حاجة الإنسان لربه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين حتى في ضرورياته التي لا بد له منها.

الفائدة الثامنة والأربعون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير