تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفائدة الثامنة والسبعون:

تدل على كرم الله سبحانه وتعالى حيث يسأل عباده أن يسألوه، ويعدهم بالإجابة.

الفائدة التاسعة والسبعون:

قوله:"فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي " مرادف لقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} (الحجر:21)

ثم قال صلى الله عليه وسلم:" يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه " وفي ذلك من الفوائد الشيء الكثير، ومنها:

الفائدة الثمانون:

في هذا الجزء من الحديث رد على الجبرية حيث نسب الأعمال للعباد، فقال:"إنما هي أعمالكم ".

الفائدة الحادية والثمانون:

في قوله:"إنما هي أعمالكم " مع قوله:"فاستهدوني أهدكم " تأصيل لمذهب أهل السنة والجماعة في باب القدر وهو: أن الهداية والإضلال بيد الله، والعبد له قدرة واختيار، وعمله ينسب إليه، ولهذا نسب الأعمال إليهم فقال:"أعمالكم" ولا يكون هذا إلا مع مباشرتها بقدرتهم واختيارهم.

الفائدة الثانية والثمانون:

قوله:" ثم أوفيكم إياها " تحتمل الموافاة في الدنيا، وتحتمل الموافاة في الآخرة، وعلى هذا ما يصيب الإنسان في الدنيا من سوء فبسبب أعماله، فليحذر العبد المؤمن.

الفائدة الثالثة والثمانون:

على القول أن الموافاة تكون في الدنيا، فإن حرف"ثم" في قوله:" أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها " يفيد التراخي، وعلى هذا قد يعمل الإنسان السوء ثم تتأخر موافاة الله له، وهذا يجعلنا لا نغتر بحلم الله عنا، ولا نأمن من الاستدراج، وبالمقابل قد يعمل الإنسان الخير وتتأخر موافاة الله له، وهذا يجعلنا نحتسب أجورنا عند الله في الآخرة.

الفائدة الرابعة والثمانون:

دل قوله:" أحصيها لكم " على أن كل ما عمل الإنسان من عمل فهو مكتوب محفوظ عند الله، وعلى هذا كم من الذنوب نسيها الإنسان إلا أنها مكتوبة عليه؟ فلنزم الاستغفار.

الفائدة الخامسة والثمانون:

في قوله:"أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها " إظهار للعدل الذي اتصف الله به، والذي تمثل هنا في موافاة كل عامل بما عمل، وهذا يرجح مذهب أهل السنة في تفسيرهم الظلم الذي تنزه الله عنه بأنه بخس إنسان من حسناته، أو أن يوضع عليه من أوزار غيره، وهذا نفاه الله لعدله في قوله:" إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ".

الفائدة السادسة والثمانون:

جمع الحديث أعمال القلوب الثلاثة، وهي:

أ ـ المحبة: وهذا في جميع ألفاظ الحديث حيث إنها تزيد من محبة العبد لربه.

ب ـ الرجاء: وهذا في قوله:"وأنا أغفر الذنوب جميعا ".

ج ـ الخوف: وهذا في قوله:"إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ".

وعلى هذه الثلاثة تدور بقية الأعمال القلبية.

الفائدة السابعة والثمانون:

دل قوله:" فمن وجد خيرا فليحمد الله " أن دخول الجنة يكون بفضل الله وحده وليس بمجرد الأعمال، فإن أعمال العباد لا تؤهل الإنسان لدخول الجنة وإنما يدخلها المؤمنون بفضل الله، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: " لن يدخل أحدا عملُهُ الجنة، قالوا: ولا أنت يارسول الله، قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته " أخرجه البخاري (5349) ومسلم (2816).

الفائدة الثامنة والثمانون:

يدل الحديث على أن الجن مكلفون بعبادة الله سبحانه وتعالى كالإنس، وسيحاسبهم الله على أعمالهم، كما في لفظ الحديث.

الفائدة التاسعة والثمانون:

يورث الحديث الحياء من الله سبحانه وتعالى، فمع غناه الكامل وعظمته إلا أنه ينادي عباده لدعائه واستغفاره.

الفائدة التسعون:

الحديث دليل على أن الله يحب مدح نفسه، وهو أهل للمدح، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: ما من شخص أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه " متفق عليه أخرجه البخاري (4358) و (4922) و (6968) ومسلم (2760).

فهذه تسعون فائدة تخللها فوائد أخرى، يسر الله وأعان على استنباطها فله الحمد وحده، سائلا الله أن ينفعني بها، وأن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

http://www.almoslim.net/node/91786

ـ[أبو هياء]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:20 م]ـ

جزاك الله خيرا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير