تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي الفاضل: محمد الأمين .. وفقه الله لكل خير.

أعتذر عن تأخري في الرد لبعض الانشغالات.

قلتَ: في تعقيبك (قولك صحيح لكنه لا ينطبق على مثالنا. لأن حديثي عمن لم يعرفهم النسائي وابن حبان. فلا يكون هذا زائد علم. وكم من رجل نص عليه ابن المديني أو أبو حاتم بالجهالة فتجد توثيقه عند ابن حبان والنسائي. والرجل من التابعين، فإذا لم يعرفه هؤلاء (وهم أقرب لزمنه) فالنسائي وابن حبان أولى. ناهيك على الدارقطني وابن عبد البر والذهبي والهيثمي والمعاصرين).

وأقول لك ما قلته قبلُ _ في التعقيب السابق _: (إن الحكم بجهالة الراوي ليست جرحاً حتى نعارض بها من حكم على الراوي بالجرح أو التعديل) فحكم أبي حاتم أو ابن المديني على رجل بأنه مجهول هو إخبار منهما بعدم معرفتهما للراوي، وتوثيق النسائي له هو حكم منه بثبوت ضبط الراوي بعد أن سبر حديثه.

وإذا لم تعتد بتوثيق إمام كبير كالنسائي ولم ترض بحكمه في سبره لحديث (وليس بسبري أنا!) هذا الراوي فبمن ترضَ؟!

ثم ما معنى توثيق النسائي لمثل هذا الراوي؟ أيوثق رجلاً بلا بينة؟!

ثم قولك (فإذا لم يعرفه هؤلاء (وهم أقرب لزمنه) فالنسائي وابن حبان أولى) فكأن فيه إشارة إلى أنك تقول أنه لا بد من معاصرة الناقد للراوي حتى يقبل منه حكمه في الراوي! وهذا لا أعلم أحداً قال به، لأننا لو قلنا به فمعنى ذلك إسقاط أقوال كل الأئمة الذين تكلموا عن رواة لم يعاصروهم!!! وحاشاك أن تقول بذلك!

وقد تقول (وقد قلته) إنني رأيت النسائي قد وثق رواة ليس لهم من الحديث إلا القليل، وهذا يدل على تساهله ... الخ

وأقول لك: لا شك أن الحكم على الراوي الذي ليس له من الحديث إلا القليل بالتوثيق أو التضعيف فيه صعوبة، ومع ذلك فليس هو بمستحيل.

ولذا وجد من أئمة الجرح والتعديل _ متشددهم ومتساهلهم _ الحكم على الراوي قليل الحديث بالتوثيق _ أما الحكم عليه بالضعف فهو مشهور لا يخفى على مثلك _.

وأنا أذكر لك أمثلة فيمن تراهم أنت من المعتدلين أو المتشددين (ولن أمثل لك بالنسائي أو ابن معين أو البخاري ومسلم وابن خزيمة والترمذي والدارقطني وابن حبان والحاكم و .. والذين تعدهم هؤلاء كلهم من المتساهلين في هذا الجانب!).

من وثقه يحيى القطان:

_إسماعيل بن سميع الحنفي: قال عنه (لم يكن به بأس في الحديث) ووثقه أحمد وجماعة، وهو قليل الحديث كما قال أبوعلي الحافظ.

من وثقهم أحمد بن حنبل:

_ إبراهيم بن أبي حرة: قال عنه (ثقة قليل الحديث).

_عيسى بن دينار، قال عنه (ليس به بأس) وقد قال أبوحاتم (صدوق عزيز الحديث).

_ أمي بن ربيعة، وثقه أحمد وابن عيينة وأبوحاتم وأبوداود وغيرهم، وهو قليل الحديث كما قال ابن سعد.

من وثقهم أبوزرعة الرازي:

_أرقم بن شرحبيل: وثقة أبوزرعة واحتج أحمد بحديثه، وهو قليل الحديث كما قال ابن سعد.

الصقعب بن زهير، وثقه أبوزرعة، وقد قال عنه الحاكم (ثقة قليل الحديث).

من وثقهم أبوحاتم الرازي:

_إبراهيم بن أبي حرة: وثقة أبوحاتم، وقد قال عنه أحمد كما سبق (ثقة قليل الحديث).

_سالم بن أبي حفصة: قال أبوحاتم: (كان شيعياً، ما أظن به بأساً في الحديث، وهو قليل الحديث).

__عيسى بن دينار: قال أبوحاتم (صدوق عزيز الحديث)، وقد وثقه أحمد كما سبق.

_ الصلت بن بهرام: قال عنه أبوحاتم: (صدوق) وقد قال عنه ابن حبان (عزيز الحديث).

_ عمران بن قدامة: قال عه أبوحاتم: (ما بحديثه بأس، قليل الحديث).

بل هناك رواة قال عنهم ابن المديني (له نحو عشرة أحاديث) وقد وثقهم جماعة كبيرة من أهل العلم، وأنا أسرد لك بعضهم:

1_إسماعيل بن سالم الأسدي: وثقه أحمد وأبوزرعة وأبوحاتم وابن عدي وجماعة.

2_أيوب بن عائذ: وثقة أبوحاتم والبخاري وابن المديني وأبوداود.

3_خالد بن سلمة بن العاص: وثقة أحمد وابن المديني وابن عمار ويعقوب بن شيبة.

4_ سلم بن زرير العطاردي: قال ابن عدي (أحاديثه قليلة وليس في مقدارها أن يعتبر ضعفها)، ومع ذلك قال عنه أبوحاتم: (ثقة ما به بأس).

5_ عبدالله بن أبي المجالد: وثقه أبوزرعة وابن معين.

6_ عثمان بن غياث الراسبي: وثقة أحمد وقال أبوحاتم: (صدوق).

بل ما رأيك في:

زيد بن جبير الطائي، قال عنه ابن معين (ثقة، يروي ستة أحاديث أو سبعة)، وقد قال أبوحاتم: (صدوق) وفي نسخة كما قال ابن حجر: (ثقة صدوق).

وهارون بن رئاب، قال عنه ابن عيينة: (كان عنده أربعة أحاديث) وقد وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم.

بل أعجب من ذلك أن هناك راو وثقه أبوحاتم الرازي (وهو المتشددين عندي وعندك!) وليس له إلا حديث واحد!!!

وسأذكره إن شاء الله مع ذكر كلام العلماء في هذه المسألة وأمثلة على ذلك في مقال مستقل قريباً.

فهل تقول إن القطان وأحمد وأبوزرعة وأبوحاتم إنهم من المتساهلين في هذا الجانب أيضاً؟!

وخذ هذا المثال التطبيقي الذين يبين لك اعتماد أهل العلم على أحكام الأئمة بتوثيق الراوي وإن جهلهم البعض:

فهذا الأسود بن مسعود العنبري البصري ليس له من الحديث إلا القليل، بل لا أعرف له إلا حديثاً واحداً رواه وهو (تقتل عماراً الفئة الباغية)، وقد قال عنه ابن معين ثقة، ووثقه ابن حبان، ولما وقف الحافظ ابن حجر على قول الذهبي عنه في الميزان (لا يدرى من هو) قال: (وهو كلام لا يسوى سماعه!، فقد عرفه ابن معين ووثقه، وحسبك).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير