[وقفة مع زواج المتعة؟!]
ـ[فراس بن محمد حمودة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:03 م]ـ
[وقفة مع زواج المتعة؟!]
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا مَهْ مَهْ فَقَالَ ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ فَجَلَسَ قَالَ أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.
شذرات ذهبية من الحديث:
1 - فمن خلال التأمل بالحديث تجد مدى الأمن والآمان والعدل الذي نشره رسول الله صلى الله عليه وسلم _ بأبي هو وأمي _ في المجتمع، فهذا فتى ينادي بصوت عالي حتى أن الصحابة رضوان الله عليهم سمعوه، ينادي وهو يعلم علم اليقين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يظلمه وسوف ينصفه.
2 - الفتى يعلم بأن الزنا حرام لذلك جاء إلى الرسول يطلب منه الأذن في ذلك.
3 - في الحديث دلالة على مدى حب الرسول الله صلى عليه وسلم فجواب الفتى ( ... جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ) تعبر عن مدى هذا الحب العظيم في النفوس.
4 - كان يكفي رسول الله صلى الله عليه وسلم _ بأبي هو وأمي _ أن يقول لهذا الفتى أن الزنا حرام؛ وقد حرمه الله بنص القرآن الكريم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أتبع أسلوب وطريقة رائعة في الإقناع.
5 - إن هذا الأسلوب في الدعوة والإقناع يذكرنا بقصة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللهُ المُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ) ففي هذه الآية سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يناقش الآخر عن ماهية الإحياء والممات وإنما أنتقل إلى برهان آخر.
6 - الوقفة الخاصة بموضوعنا هي لو سألنا من يقول بجواز زواج المتعة هل ترضى ذلك للذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم فهل سوف يكون جوابه كجواب الفتى؟!
7 - بالنسبة لزواج المتعة فأدلة التحريم فيها واضحة من خلال الأحاديث والآثار التي وردت بذلك، ولكن هذه وقفة في أسلوب الإقناع والحوار.
8 - في أحاديث أخرى نرى أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجيب على سؤال السائل وزيادة عليه، كما في حديث الوضوء من ماء البحر، فأما المتأمل في هذه الحديث فيجد بأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بالإجابة على قدر السؤال، دون توجيه السائل إلى حلول أخرى، منها على سبيل المثال: التعدد في الزواج، الصيام وغيرها مما يكبح لديه هذه الغريزة.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ...