تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - أخرج البيهقي عن أبي طاهر الفقيه، قال: أنبأنا أبو بكر القطان، قال: حدثنا أبو الأزهر [وهو: أحمد بن الأزهر النيسابوري]، قال: حدثنا روح [وهو ابن عبادة]، قال: حدثنا الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن أشوع، عن ربيعة بن الأبيض، عن عليّ رضي الله عنه، قال: ((البرق مخاريق الملائكة)) (38).

ورواه ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (39) عن أبي سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل عن [ابن أشئ] (40) عن ربيعة بن الأبيض، عن عليّ به.

ورواه الطبري من طريق أبي عاصم وعبدالرحمن بن مهدي وأبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن سفيان الثوري به (41).

ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ((العَظمة)) من طريق أبي نعيم عن سفيان به (42).

ورواه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) عن أبي النضر هاشم بن القاسم الليثي الحافظ، قال: حدثنا المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه-، قال: ((الرعدُ ملكٌ، والبرق مخاريق بأيدي الملائكة يسوقون بها السحاب)) (43).

قلت: هذا الحديث تفرد به سلمة بن كهيل وهو محفوظ عنه، فرواه عنه الثوري وأبا نعيم، والثوري قد أدرك سعيد بن أشوع، لأن سلمة مات سنة (123) وسعيد مات سنة (129) وهنا يبعد أن يكون الثوري قد دلسه، لأنه لو أراد أن يدلسه لأسقط سلمة، وهو قد أدرك سعيداً، وأما رواية سلمة عن ابن أشوع فصحيحة لأنهم كانوا يروون عن أقرانهم وينزلون في الأسانيد، وسفيان كان يحب الغرائب، ولهذا رواه.

والعلة في الحديث هي جهالة ربيعة بن الأبيض هذا، والكذب على عليّ كان قديماً كما روى مسلم في مقدمة صحيحة: "أي علم أفسدوا عن علي" أي لكثرة الوضع والكذب عليه رضي الله عنه.

وذكر ابن حبان لربيعة هذا في كتابه ((الثقات)) لا يرفع عنه الجهالة، وما أتى ابن حبان في ترجمته بشيء إلا ما جاء في هذا الحديث، فقال ابن حبان: "ربيعة بن الأبيض، يروي عن علي. روى عنه ابن أشوع."

وأما رواية المسعودي ـ وهو عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة ـ فإنه قد روى عن سلمة، ولكنه أخطأ فيه، وكان قد اختلط في آخر عمره!

وقد سئل الدارقطني عن حديث ربيعة بن الأبيض هذا؟ فقال: "يرويه الثوري عن سلمة بن كهيل عن ابن أشوع عن ربيعة بن الأبيض عن عليّ، ورواه المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجل عن عليّ، والقول قول الثوري" (44).

قلت: الدارقطني –رحمه الله- سئل عن الاختلاف في الإسناد فقط، وعمن هو محفوظ، ولم يُسئل عن صحة الحديث أو ضعفه، فبيّن رحمه الله أنه محفوظ من رواية الثوري، وأن رواية المسعودي خطأ!

وهناك أمر لا بد من التنبيه إليه وهو أن حديث الثوري فيه ذكر البرق فقط، ولم يذكر الرعد، أما حديث المسعودي ففيه ذكر الرعد والبرق.

ثانياً: ابن عباس –رضي الله عنه-

1 - قال الطبري: حُدّثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي رَوق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: ((الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته)) (45).

قلت: هذا لا تقوم به حجة فلا يعرف من الذي حدث الطبري به!

2 - قال الطبري: حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا عبد الملك بن حسين، عن السُّدي عن أبي مالك عن ابن عباس، قال: ((الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير)) (46).

قلت: ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ((العَظمة)) من طريق الحسين بن الأسود عن أبي أسامة عن عبد الملك به (47).

وعبد الملك بن حسين هو أبو مالك النخعي الواسطي، قال ابن معين: "ليس بشيء." وقال البخاري: "ليس بالقوي عندهم" (48).

3 - قال الطبري: حدثنا الحسن، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا أبو عوانة عن موسى البزار عن شهر بن حوشب عن ابن عباس –رضي الله عنهما-، قال: ((الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه)) (49).

قلت: وأخرجه أيضاً أبو الشيخ الأصبهاني في ((العظمة)) من طريق أبي عوانة به (50). وفيه شهر بن حوشب وهو لا شيء، لا يحتج به. قال ابن عَدي: "وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به" (51).

وسيتبيّن لنا أن شهراً كان يحدث به عن كعب، ويحدث به من قوله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير