وبأطول منه رواه أحمد (2483/ 1: 274) والطبراني في الكبير (12429/ 12: 45)، قال المنذري في المجمع (8/ 242): رجالهما ثقات، ورواه النسائي (9027/ 5:336)، والأصبهاني في العظمة (7651/ 4: 1249)، وأبو نعيم في الحلية (4: 305)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1872/ 4:491). وكذا في صحيح الجامع حديث رقم (3553).
2: ما جاء من آثار عن الصحابة والتابعين:
أ / أخرج البخاري في الأدب (722/ 1: 252) وحسنه الألباني: أن ابن عباس رضي الله عنه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له، قال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه).
قال الشوكاني في فتح القدير (3: 77): " وقد روى نحو هذا عنه من طرق، وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أن الرعد ملك، وكذا أخرج نحوه أبو الشيخ عن ابن عمر، وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال الرعد ملك اسمه الرعد " اهـ.
وأخرجه الأصبهاني في العظمة (77410/ 4:2185): عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (الرعد ملك يحدو يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير).
وقد أخرجه عن ابن عباس أيضا ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل، والضياء في المختارة، وابن أبي الدنيا، والخرائطي، وابن جرير الطبري.
ب / أخرج البيهقي في سننه (6271/ 3: 363) من عدة طرق وكذا الإمام أحمد كما في العلل (5637/ 3: 373) والذهبي في السير (9: 548) عن علي رضي الله عنه قال: (الرعد ملك، والبرق مخراق من حديد). وقد أخرجه عنه أيضا ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وابن جرير، وابن المنذر، والخرائطي في مكارم الأخلاق.
فهذا ما روي عن الصحابة كعلي وابن عباس وأبي هريرة وابن عمرو رضي الله عنهم، من أن الرعد ملك.
وهو ما روي أيضا عن غير واحد من التابعين كمجاهد وعكرمة والضحاك وأبي صالح وغيرهم:
فروى البيهقي (6276/ 3: 363) وأبو نعيم في الحلية (3: 258) والذهبي في السير (4: 475) وابن جرير الطبري (1: 150) عن مجاهد قال: (الرعد ملك يزجر السحاب بصوته). وقبلهم رواه عنه الشافعي ففي الأم (1: 254) قال أخبرنا الثقة أن مجاهدا كان يقول: (الرعد ملك والبرق أجنحة الملك يسقن السحاب) قال الشافعي "ما أشبه ما قال مجاهد بظاهر القرآن ".
وروى البيهقي (6268/ 3: 363) وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وغيرهم عن عكرمة وسأله رجل عن قوله ويسبح الرعد بحمده قال:" ملك يزجر السحاب كما يزجر الحادي الإبل".
وروى سعيد بن منصور في سننه (1161/ 5: 429) وابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله عز وجل ويسبح الرعد بحمده قال: "الرعد ملك من الملائكة يسبح ".
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ويسبح الرعد بحمده قال "هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه".
3: كلام أهل العلم من المفسرين وغيرهم وبيان ما جاء في اختلاف الروايات في ذلك:
قال القرطبي (1/ 217): " وأختلف العلماء في الرعد ففي الترمذي عن ابن عباس قال: "سألت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ما هو قال ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشاء الله فقالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر الله قالوا صدقت " الحديث بطوله، وعلى هذا التفسير أكثر العلماء، فالرعد اسم الصوت المسموع وقاله علي رضي الله عنه، وهو المعلوم في لغة العرب، وقد قال لبيد في جاهليته فجعني الرعد والصواعق ** بالفارس يوم الكريهة النجد، وروي عن ابن عباس أنه قال الرعد ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت ".
¥