يظن أن المؤلف من العقلانيين الذين يستخدمون نقد المتن في كل مناسبة وأرى أن الدكتور تعسف جدا في نقد المتن وهي مما تختلف فيه وجهات النظر و عبارة عن استنتاجات وتحليلات لانتفق مع الدكتور في كثير منها.
وهذا الحديث (أويس القرني) عده البيهقي وغيره من دلائل النبوة من الأمور التي تدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عن شيء لم يحصل وقد حصل.
قال البيهقي: باب ما جاء في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن خير التابعين أويس القرني ووصفه إياه، وقدومه على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصفة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة.
من المسائل التي توسع فيها الدكتور (مسألة طلب الدعاء من الغير)
ونرد على الدكتور من كلام ابن تيمية رحمه الله (الذي فات على الدكتور نقله):
قال شيخ الإسلام:ويشرع للمسلم أن يطلب الدعاء ممن هو فوقه وممن هو دونه فقد روي طلب الدعاء من الأعلى والأدنى؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودع عمر إلى العمرة وقال: " {لا تنسنا من دعائك يا أخي} لكن صلى الله عليه وآله وسلم لما أمرنا بالصلاة عليه وطلب الوسيلة له ذكر أن من صلى عليه مرة صلى الله بها عليه عشرا وأن من سأل له الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة فكان طلبه منا لمنفعتنا في ذلك وفرق بين من طلب من غيره شيئا لمنفعة المطلوب منه ومن يسأل غيره لحاجته إليه فقط
وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وآله وسلم ذكر أويسا القرني وقال لعمر: " {إن استطعت أن يستغفر لك فافعل}
وفي الصحيحين أنه كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما شيء فقال أبو بكر لعمر استغفر لي لكن في الحديث أن أبا بكر ذكر أنه حنق على عمر وثبت أن أقواما كانوا يسترقون وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرقيهم. وثبت في الصحيحين {أن الناس لما أجدبوا سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستسقي لهم فدعا الله لهم فسقوا} وفي الصحيحين أيضا: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استسقى بالعباس فدعا فقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. وفي السنن {أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم جهدت الأنفس وجاع العيال وهلك المال فادع الله لنا فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فسبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال: ويحك إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك}. فأقره على قوله إنا نستشفع بك على الله وأنكر عليه نستشفع بالله عليك؛ لأن الشافع يسأل المشفوع إليه والعبد يسأل ربه ويستشفع إليه والرب تعالى لا يسأل العبد ولا يستشفع به.
ـ[سعد بن ثقل العجمي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 12:23 م]ـ
الله أكبر أيها القتادي الهاشمي!
حجةٌ باهرةٌ وقولٌ رصين
وليحفظ الله الشيخ الحميدي
ـ[القتادي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 09:39 م]ـ
الله أكبر أيها القتادي الهاشمي!
حجةٌ باهرةٌ وقولٌ رصين
حياك الله وبياك أخي الكريم العجمي وأرجو أن أكون قد قدمت ما يفيد ونسأل الله أن نكون عند حسن الظن وأن يغفر لي ولك وللدكتور الحميدي
ونتابع بقية الملاحظات على كتاب الدكتور الحميدي
أبو بكر بن عياش عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر قال هشام فأخبرني حوشب عن الحسن أنه أويس القرني قال أبو بكر بن عياش فقلت لرجل من قومه أويس بأي شيء بلغ هذا قال فضل الله يؤتيه من يشاء
قال الدكتور: فيه علل منها تعرف الخلل ونتجنب الزلل
الأولى: أنه مرسل منقطع 0000الخ
الثانية: هشام الراوي عنه هو ابن حسان الأزدي
ثم أورد الدكتور أسماء العلماء الذين أعلوا رواية هشام بن حسان عن الحسن خاصة
الثالثة: وإنما نقل هشام عن حوشب عن الحسن أنه فسره بأويس فهو تفسير من الحسن لا غير
قلت (القتادي)
: مراسيل الحسن البصري فيها كلام يطول بإمكان القارئ الرجوع لكتاب الدكتور العوني (مراسيل الحسن البصري)
قال الشريف العوني: والإنصاف أن مراسيل الحسن يرتقي بها إلى أن تكون مراسيل حسانا قوية
لاتبلغ درجة أصح المراسيل كما لاتسقط إلى أوهى المراسيل وقال: مراسيله إلى النبي من أجود المراسيل.
يتبع
ـ[القتادي]ــــــــ[12 - 09 - 08, 12:38 ص]ـ
أما رواية هشام بن حسان القردوسي عن الحسن فالكلام فيها كثير والصحيح والراجح صحة سماع هشام بن حسان عن الحسن
وقد رجح ذلك أبو نعيم والذهبي في السير وغيرهم
قيل لنعيم لم قال: لأنه كان صغيرا.
قلت: الذهبي: هذا فيه نظر بل كان كبيرا وقد جاء أيضا عن نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة قال كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن فهذا أصح
قال سعيد بن عامر الضبعي سمع هشاما يقول جاورت الحسن عشر سنين
وقال ردا على كلام وهب
وهب بن جرير عن أبيه قال جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منه يوما واحدا أصوم وأذهب إليه ما رأيت هشاما عنده قط
قلت: (الذهبي): هشام قد قفز القنطرة واستقر توثيقه واحتج به أصحاب الصحاح وله أوهام مغمورة في سعة ما روى ولا شك أن يونس وابن عون أحفظ منه وأتقن كما أنه أحفظ من ابن إسحاق ومحمد بن عمرو وأتقن
قال القتادي: وحتى لوكان هناك واسطة فالواسطة هو حوشب الثقفي وهو صدوق أو ثقة
قال ابن حجر والمزي قبله:تمييز.
حوشب بن مسلم الثقفي مولاهم يكنى أبا بشر ويأتي ذكره غير منسوب روى عن الحسن البصري وعنه شعبة وجعفر الضبعي ونوح بن قيس ومسلم بن إبراهيم وغيرهم قال أبو داود كان من كبار أصحاب الحسن قلت وذكره بن حبان في الثقات وقال الأزدي ليس بذاك.
قلت: وفات على ابن حجر توثيق ابن سعد له فيستدرك عليه!
قال ابن سعد:حوشب بن مسلم
وكان يبيع الطيالسة، وكان ثقة إن شاء الله، روى عنه هشام بن حسان.
وهنا فائدة أخرى وهي ثناء الحسن البصري لأويس وهو يرد على من يقول بأن أويس شخصية غير حقيقية أشبه بالرجل الخيالي
وهذا الثناء من الحسن البصري يدل على أمور تقطع الشك في شخصية أويس بغض النظر عن صحة الحديث المرسل
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء
¥