فإن كنت أنت لم تقف إلا على عدد محدود من الأحاديث التي ذكر البخاري أنه عدها البخاري للأعمش مما يقول فيه: حدثنا مجاهد
فإن هذا لا يقدح في صحة كلام البخاري، ومن علم حجة على من لم يعلم
والله أعلم
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 10:59 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
قال الإمام البخاري فيما نقله عنه الترمذي في العلل ((عددت للأعمش أحاديث كثيرة نحو ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها حدثنا مجاهد))
قلت هذا النص من البخاري مفاده اتهام جميع من ذكرنا الأئمة بقصور الإستقراء
بل واتهام تلاميذ الأعمش بأنهم نقلوا نقلاً يخالف الواقع
وقد جمعت ما وقفت من أحاديث الأعمش عن مجاهد في كتب
فلم يقع لي بعد البحث الطويل إلا نحو ثلاثين حديثاً وعامتها بالعنعنة
مما يؤيد قول بقية الأئمة وأما قول البخاري فلم أستطع على برهنة نصفه فضلاً عما هو أعلى من ذلك
وسيأتيك التفصيل في المشاركة القادمة
فأقول أولا:
في العلل للترمذي (بترتيب أبي طالب القاضي، الباب الجامع في الرجال، آخر الكتاب، ص388 ط/ عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية، تحقيق السيد صبحي السامرائي، والسيد أبو المعاطي النوري، ومحمود خليل الصعيدي)
47 - قلت لمحمد: يقولون: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث؟ قال: ريحٌ ليس بشيء، لقد عددت له أحاديث كثيرة نحوا من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها: حدثنا مجاهد
وأما قولك:
قلت هذا النص من البخاري مفاده اتهام جميع من ذكرنا الأئمة بقصور الإستقراء
بل واتهام تلاميذ الأعمش بأنهم نقلوا نقلاً يخالف الواقع
فلا يَسَعُني موافقتك عليه. لماذا؟
لأن النفي ليس بقوة الإثبات:
قال لي الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين حفظه الله:
{من قواعد اللغة العربية أن نفي الشيء إنما يكون نفيا للعلم بالشيء}
ثم ضرب لي مثلا حديث عائشة:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند:
26343 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَتْ عَائِشَةُ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ قَائِماً فَلاَ تُصَدِّقْهُ مَا بَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِماً مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ. تحفة 16147 معتلى 11536
وقال أبو عبد الله البخاري في كتاب الوضوء، باب 60،
224 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَتَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِماً، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَجِئْتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ. أطرافه 225، 226، 2471 - تحفة 3335
فليس في كلام حذيفة أدنى اتهام لعائشة بأنها: نقلت نقلا يخالف الواقع!؟
فالنفي مرتبط بعلم النافي، ولا يعدوه، ثم إن عدم العلم بالشيء لا يعني عدم ذلك الشيء،
وهناك أمر آخر:
إن البخاري روى أحاديث حفص بن غياث عن ابنه عمر، إلا حديثين، فالظاهر أنه اطلع على كتاب حفص بن غياث، وكبار أصحاب الأعمش أربعة:
شعبة، وسفيان، وأبو معاوية، وحفص بن غياث
وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث في كتابه على السماع،
روى الخطيب بسنده إلى ابن عمار (تاريخ مدينة السلام 4266 ط دار الغرب بتحقيق د/ بشار عواد)
{قال: ولقد سألته (يعني حفص بن غياث) ما لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلانٍ عن فلانٍ ليس فيه حدثنا ولا سمعتُ؟ قال: فقال: حدثنا الأعمش، قال: سمعتُ أبا عمَّار عن حذيفة قال: ليأتين أقوام يقرأون القرآن يقيمونه إقامة القدح لا يَدَعُون منه ألفا ولا واوا، لا يُجاوزُ إيمانُهم حناجرهم، وذكر حديثا آخر مثله
قال (قلت القائلُ ابن عمار): وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع}
فالسؤال: هل اطلعت أنت على كتاب حفص بن غياث؟
والسؤال الثاني: هل اطلعت على مسند الإمام البخاري؟ أم اطلعت على سنن أبي بكر الأثرم، اللهم إلا قطعة صغيرة منه؟
والثالث: جمع الإمام أحمد المسند وهو نحو أقل من تسعة وعشرين ألف حديث (28464 بترقيم المكنز)، وكان الإمام أحمد يحفظ ألف ألف حديث. فأين بقية الألف ألف؟ هل وقفت عليها؟
فقولك:
{وقد جمعت ما وقفت من أحاديث الأعمش عن مجاهد في كتب
فلم يقع لي بعد البحث الطويل إلا نحو ثلاثين حديثاً وعامتها بالعنعنة}
ليس بحجة على البخاري، لا سيما وأنك لم تبحث إلا بعد أن ضاع جانب كبير من العلم، قبل أن نولد نحن بمئات السنين.
كما لا يلزم في الحقيقة أن تكون جميع الأحاديث التي عناها البخاري بقوله المتقدم مرفوعة، فقد يكون فيها موقوفات،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 07:18 م]ـ
اصبر حتى ينتهي البحث
وأنا قلت ان مضمون الكلام أن علماء المتقدمين في بحثهم قصور
وقل لي بربك
أمثل الأعمش يرغب عن رواياته بالتصريح بالتحديث من مجاهد حتى لا نجدها في الصحاح والمسانيد والسنن والمعاجم
وهل مثل علي بن المديني ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وأبو حاتم الرازي يخفى عليهم أكثر من عشرين حديثاً يصرح فيها الأعمش بالتحديث من مجاهد
وهذا معنى قولي أن قول البخاري لو كان صحيحاً لكان استقراء هؤلاء جميعاً قاصراً
لذا فالأمر ليس بيني وبين الإمام البخاري حتى تذكر لي جهلنا بكتب المتقدمين
بل بين البخاري وبين كل من ذكرت من العلماء
وهذا الإمام أحمد في العلل عندما سأله ابنه عن أحاديث الأعمش عن مجاهد
أورد له الأثر السابق عن أبي بكر بن عياش
ثم إني أراك تخلط خلطاً
فالمسألة مسألة استقراء وليس نقل ما شاهده الراوي
حتى تقاس على مسألة حذيفة وعائشة
ثم من قال لك أن أحمد أودع كل الأحاديث التي يحفظها في المسند
وكل دعوى ينبغي أن تظهر بينتها وإلا فلا يجوز لنا أن نلزم العباد بها
وعامة أهل العلم يخالفونها
ثم إن العلم الذي ضاع لا يساوي شيئاً في الموجود
وأنت نفسك لا يمكنك تحديد حجمه حتى تزعم أنه كبير
فإنك لو فتحت كتب العلل لوجدت عامة الأحاديث التي يذكرها أهل العلم في العلل
موجودةً في الكتب التي بين أيدينا وهذا من حفظ الله عز وجل لهذا الدين
¥