بالإضافة إلى مخالفته لسائر الرواة عن أبي صالح وهم روح بن القاسم وسليمان بن بلال وعبدالعزيز بن المختار والدراوردي وابن أبي حازم ووهيب بن خالد فرووه عن سهيل عن أبيه عن مرداس الجندعي عن كعب الأحبار من قوله قال الدارقطني وهو الصحيح، ينظر علل الدارقطني (10/ 125: 1913)
وأخرجه ابن ماجه (2/ 966: 2892)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 476: 4106) كلاهما من طريق أخرى عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً أيضاً،
وفي إسنادهما يعقوب بن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير مجهول الحال ق (التقريب/7836).
والراوي عنه صالح بن عبدالله مولى لبني عامر بن لؤي، قال البيهقي تفرد به صالح بن عبدالله هذا وليس بالقوي، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 407: 1786) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا، وفي (التقريب/2872) صالح بن عبدالله بن صالح العامري مولاهم المدني مجهول ق.
أقول: هما راويان فرق بينهما ابن أبي حاتم: فالأول: صالح بن عبدالله بن صالح المديني روى عن عبدالواحد مولى عروة روى عنه بن أبى فديك وقال: سألت أبى عنه فقال مجهول. والثاني:-وهو الذي معنا- صالح بن عبدالله مولى بنى عامر من قريش روى عن يعقوب بن عباد بن عبدالله بن الزبير روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامى. أ. هـ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا، ولم أقف على جرح فيه ولا تعديل، سوى قول البيهقي في الشعب ليس بالقوي كما تقدم، ينظر الجرح والتعديل (4/ 407: 1784، 1786).
? النظر في رواية عطاء:
اختلف على عطاء في رفع الحديث ووقفه كما تقدم، ولا شك أن رواية الوقف لا يعتبر بها ولا تقاوم رواية الرفع فإنها من رواية أبي الربيع السمان وهو متروك كما تقدم، ورواية الرفع جاءت من رواية حماد بن سلمة وقد سمع منه في الحالتين ولا يعلم متى سمع هذا الحديث، ولكن أعلها أبوحاتم في العلل (1/ 285: 847) ورجح أن الحديث من رواية مجاهد عن عمر، وليس من رواية مجاهد عن ابن عمر.
? الحكم على الحديث:
إسناده ضعيف، عمران بن عيينة سمع من عطاء بعد اختلاطه وأعله أبو حاتم بالإرسال ورجح أنه من رواية مجاهد عن عمر وهي مرسلة.
وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا روح وعفان المعنى قالا ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود قال عفان عن أبيه ابن مسعود ? قال: " إن الله ? ابتعث نبيه ? لإدخال رجل إلى الجنة فدخل الكنيسة فإذا هو بيهودي وإذا يهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبي ? أمسكوا وفي ناحيتها رجل مريض فقال النبي ?: ما لكم أمسكتم قال المريض إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي ? وأمته فقال هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم مات فقال النبي ? لأصحابه لوا (1) أخاكم ".
() قوله لوا أخاكم فيه الأمر لمن كان من المسلمين في حضرته بأن يلوا أمر ذلك الرجل المريض لأنه قد صار بسبب تكلمه بالشهادتين أخا لهم، ينظر نيل الأوطار (8/ 10)، ولم أقف على هذه الكلمة في كتب غريب الحديث.
? الرواة:
روح: بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد البصري ثقة فاضل له تصانيف مات سنة خمس أو سبع ومائتين ع (التقريب/1962)
عفان: بن مسلم البصري ثقة ثبت (تقدم في الحديث رقم 30).
حماد: بن سلمة ثقة عابد (تقدم في الحديث رقم 30).
أبو عبيدة: بن عبدالله بن مسعود مشهور بكنيته والأشهر أنه لا اسم له غيرها ويقال اسمه عامر كوفي ثقة والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه مات بعد سنة ثمانين ع (التقريب/8231).
? التخريج:
روى هذا الحديث عن عطاء حماد بن سلمة أخرجه أحمد (1/ 416: 3951) والطبراني في الكبير (10/ 153: 10295) من طريق حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة، والأصبهاني في دلائل النبوة (1/ 38: 12) من طريق موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (3/ 389) من طريق أحمد بن حنبل به.
أقول: وقد تابع عفان في قوله عن أبي عبيدة بن عبدالله ابن مسعود عن أبيه، حجاج بن المنهال عند الطبراني وموسى بن إسماعيل عند الأصبهاني.
? الحكم على الحديث:
إسناده ضعيف للانقطاع، فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبدالله بن مسعود ?.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[20 - 05 - 08, 05:22 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى كل خير،
وأسأل الله تعالى أن يوفقك في امتحاناتك، وبحوثك