تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين- الحديث، هذا ظاهر في الدلالة على ذلك لأن التلاوة إني وجهت وجهي وأنا أول المسلمين ففي ذلك أوضح بيان وأشفي جواب لما ذكر، وقد نص على ذلك القاضي عياض في شرح مسلم عند ذكره الحديث وقال وجه قوله من أنه لم يرد تلاوة الآية بل الأخبار بالاعتراف بحالة فنبه بذلك على قواعد جليلة من أنه يجوز أن يراد بشيء من كلمات القرآن غير التلاوة وقد نص على ذلك الأئمة من المالكية والشافعية وعلم ذلك من قولهم وأنه إذا أريد بذلك غير التلاوة جاز أن يحذف شيء منه ويزاد على سياق قول قائله، ومن ذلك ما رواه البخاري في حديث هرقل فإن فيه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة- إلى قوله بأنا مسلمون فذكر فيه سلام على من اتبع الهدى والتلاوة والسلام وذكر فيه ويا أهل الكتاب، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أنس قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار والتلاوة ربنا آتنا، وقد سماه أنس دعاءا ولم يسمه تلاوة، وفي البخاري حديث لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات والأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من يبعث - الحديث، وحديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف، وحديث ابن عمر قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، وحديث البراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء) فتوجه نحو الكعبة (وقال السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط المستقيم) ومن ذلك ما رواه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" ففي ذلك دلالة ظاهرة على المعنيين جميعا الحذف حيث حذف الهاء من تفعلوه والزيادة والقصد سياق كلام المتكلم إذا قصد غير التلاوة، ومن ذلك ما روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم فالق الأصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا أقض عني الدين واغثني من الفقر، وروى في كتاب إلى ملك فارس من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس- إلى قوله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، وروي في عهد أبي بكر لعمر هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله- إلى أن قال والخير أردت ولكل امرئ ما اكتسب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وفي رسالة أبي بكر إلى علي أيام توقفه عن البيعة فقال والله على ما نقول شهيد وبما نحن عليه بصير، وقال علي في جوابه آخر كلام له وإني عائد إلى جماعتكم ومبايع صاحبكم- إلى قوله ليقضي الله أمرا كان مفعولا وكان الله على كل شهيدا. ومن رسائل القاضي الفاضل وقد ذكر الفرنج: وغضبوا زادهم الله غضبا وأوقدوا نارا للحرب جعلها الله لهم حطبا، ومن ذلك قول الفقيه الإمام الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباته في خطبه المشهورة السائرة شرقا وغربا قال في خطبة هنالك: يرفع الحجاب ويوضع الكتاب ويجمع من وجب له الثواب وحق عليه العذاب فيضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، وقال في خطبة أخرى ياله من نادم على تضييعه أسفا على المسيء من صنيعه حيث عاين رتب الصالحين وأبصر منازل المفلحين الذين قدروا الله حق قدره وكانوا تصب نهيه وأمره ولم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكره، وقال في أخرى ألا وأن الجهاد كنز وفر الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير