[نشر العبير من كلام البشير النذير (حديث رقم 2)]
ـ[سعد ابراهيم السيد]ــــــــ[22 - 05 - 08, 10:31 م]ـ
عَنْ أبى هُرَيرَة رَضِىَ اللع عَنْهُ قال: قَاْلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ إِذْ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثم خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ مِنِّي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟؟ فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فِي كُلِّ ذِي كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ "
رواه البخارى فى كتاب المساقاة [باب فضل سقى الماء]
ورواه مسلم فى كتاب السلام [باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها]
لغة الحديث
العطش: العطش هو إحساس الإنسان بالحاجة إلى الماء.
فإذا: للمفاجأة.
يلهث: اللهْثُ هو إرتفاع النفس من التعب، ولهث الكلب أى أخرج لسانه من شدة التعب.قَالَ فِي الْقَامُوسِ: اللَّهْثَانُ: الْعَطْشَانُ، وَبِالتَّحْرِيكِ الْعَطَشُ كَاللَّهَثِ وَاللُّهَاثِ، وَلَهَثَ كَمَنَعَ لَهْثًا وَلُهَاثًا بِالضَّمِّ: أَخْرَجَ لِسَانَهُ عَطَشًا وَتَعَبًا أَوْ إعْيَاءً كَالْتَهَثَ وَاللُّهْثَةُ بِالضَّمِّ: التَّعَبُ وَالْعَطَشُ.
الثرى: الثرى هو التراب النَّدِىُّ أى أن الكلب يكدم بفمه الأرض الندية. وأكله للثرى لقربه من الماء في التبريد.
أمسكه فيه: أى أمسك أحد خفيه الذى فيه الماء، و إنما فعل ذلك لأنه احتاج يديه للصعود من البئر، وذلك يُشْعِرُ أن الصعود كان صعباً.
ثم رقى: أى صعد.
فسقى الكلب: فى رواية [حتى أرواه] أى جعله رَيَّاناً.
فشكر الله له: قيل فى معنى ذلك أقوال منها:
* أثنى الله عليه و مدحه.
* قَبِلَ الله منه عمله.
* جازاه الله بفعله.
قال الحافظ رحمه الله:
" وَعَلَى الْأَخِير فَالْفَاء فِي قَوْله: " فَغَفَرَ لَهُ " تَفْسِيرِيَّة أَوْ مِنْ عَطْف الْخَاصّ عَلَى الْعَامّ " فتح البارى 7/ 226
قال القرطبى رحمه الله:
" وقوله: ((فشكر الله له فغفر له))؛ أي: أظهر ما جازاه به عند ملائكته، أو أثنى عليه عندهم "
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 18/ 40
وإن لنا فى البهائم أجراً: أى هل لنا فى سقى البهائم، و الإحسان إليها أجراً.
فى كل ذات كبد رطبة أجر: أى كل كبد حية، و المراد رطوبة الحياة، أو لأن الرطوبة لازمة للحياة فهو كناية. و المراد الإحسان إلى الأحياء بالطعام و الشراب.
من فوائد الحديث
(1) أن أفضل القُرَبِ الخيرُ المتعدي فإن هذا الرجل إذا جوزي بهذا الجزاء الحسن على هذا الفعل اليسير مع هذا الحيوان المندوب إلى قتله بشرطه فكيف به مع من هو صالح؟ وقد ورد النصوص من السنة المطهرة تحض على فعل الخير و الإحسان إلى الناس من هذه النصوص ما يلى:
أولاً: عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ "
روا البخارى فى كتاب المساقاة [بَاب مَنْ رَأَى أَنَّ صَاحِبَ الْحَوْضِ وَالْقِرْبَةِ أَحَقُّ بِمَائِهِ]
ثانياً: عن جابر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" المؤمن يَألَفُ و يُؤْلَفُ و لا خير فيمن لا يَأْلَفُ، و لا يُؤْلَفْ و خيُرُ الناسٍ أنفَعُهُم للنَّاسِ ".
رواه الدارقطنى، و الضياء المقدسى فى المختارة، و هو السلسلة الصحيحة 426
¥