تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإمام أحمد كان لهجاً ببيان اختلاف ألفاظ مشايخه

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[26 - 05 - 08, 12:56 م]ـ

الإمام أحمد كان لهجاً ببيان اختلاف ألفاظ مشايخه

جاء في (تعجيل المنفعة):

(حجاج العامري عن أنس، وعنه أبو الأبيض؛ مجهول؛ قلت [القائل هو ابن حجر]: هذا لا وجود له في الخارج؛ بل هو خطأ نشأ عن سوء فهم.

وبيان ذلك أن أحمد قال في مسند أنس: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي الأبيض - قال حجاج: رجل من بني عامر - عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العصر والشمس بيضاء محلقة.

فمشى الحسيني على ظاهر السياق مع مراعاة العادة في حذف قال في الخط مع النطق بها، فصار ظاهر هذا أن القائل: (قال حجاج) هو أبو الأبيض وأن لأبي الأبيض شيخاً يقال له: حجاج العامري.

وليس كذلك؛ بل القائل: (قال حجاج) هو الإمام أحمد. وحجاج هو ابن محمد، شيخ أحمد؛ وقوله: (رجل من بنى عامر) مقول حجاج بن محمد، يصف بذلك أبا الأبيض.

ومراد أحمد بهذا أن يبين أن حجاج بن محمد ومحمد بن جعفر رويا الحديث له عن شعبة، فأما محمد بن جعفر فلم يزد على قوله (عن أبي الأبيض)، وأما حجاج فوصفه بأنه رجل من بني عامر)، فكأنه قال لما حدث به بسنده إلى ربعي: (عن أبي الأبيض رجل من بني عامر)، فلما ظن الحسيني أن قوله (رجل من بني عامر) مقول أبي الأبيض، عدل عن قوله (رجل من بني عامر) إلى قوله (العامري)، لأنها أخصر في العبارة، فتولد من ذلك أن لأبي الأبيض شيخاً يقال له: حجاج العامري، فأفرده بترجمة ظناً منه أنه زائد على رجال (التهذيب)، ثم إنه لم يجد أحداً ترجمه، فوصفه بأنه مجهول!.

وقد أخرج النسائي الحديث المذكور هنا من طريق جرير عن منصور عن ربعي عن أبي الأبيض عن أنس، ووقع التصريح في رواية زائدة عن منصور بحديث أنس لأبي الأبيض، أخرجه أيضاً.

وقد كان أحمد لهجاً ببيان اختلاف ألفاظ مشايخه؛ فرأيت في (مسنده) في موضع آخر من مسند حذيفة حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا: ثنا شعبة، قال حجاج: حدثني شعبة سمعت قتادة، فذكر حديثاً؛ فعلى قياس ما صنع الحسيني ينبغي أن يترجم حجاج عن شعبة وعنه شعبة.

وقال أحمد أيضاً في مسند البراء بن عازب: حدثنا عفان ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال عفان: حدثنا أبو إسحاق عن البراء؛ فكان يلزم أن يترجم لأبي إسحاق عن البراء وعنه عفان.

وإذا كان ذلك لا يسوغ فكذا القول في حجاج العامري؛ وهذا أمر بين لا خفاء به، وإنما يريد أحمد بذلك بيان اختلاف ألفاظ مشايخه؛ فيترتب على إعادته اسم شيخه غير منسوب أن الصفة التي يزيدها على رفيقه هي صفة الاسم الذي لا ينسبه، فيُظن انه شيخ آخر قديم، وليس كذلك).

ـ[أحمد العاني]ــــــــ[26 - 05 - 08, 07:27 م]ـ

جزاك الله تعالى خيرًا شيخنا الفاضل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير