تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نشر العبير من كلام البشير النذير]

ـ[سعد ابراهيم السيد]ــــــــ[27 - 05 - 08, 10:31 م]ـ

حديث رقم 3

عن عائشة رضى الله عنها قالت:

" سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فى بعض صلاته: اللهم حاسبنى حساباً يسيراً، فلمَّا انصرف قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أن ينظر فى كتابه فيتجاوز عنه إنَّه من نُوقِشَ الحسابَ يومئذٍ يا عائشة هلك، وكلُّ ما يُصِيبُ المسلمَ يكفِّرُ الله عز و جل عنه به، حتَّى الشَّوكة تشوكه"

رواه أحمد، والحاكم، وهو فى صفة صلاة النَّبىِّ للألبانى 184

لغة الحديث

(1) فى بعض صلاته: أى من الفرائض، أو من النوافل أو فى بعض أجزائها من أول القيام، أو الركوع، أو القومة، أو السجود، أو القعود، أو بعد التشهد.

(2) حساباً يسيراً: اليسير هو السهل الخفيف.

(3) فيتجاوز عنه: التجاوز هو التساهل و التسامح.

(4) من نوقش الحساب: نوقش من المناقشة، وأصلها من الإستخراج، ومنه نَقَشَ الشوكة إذا استخرجها، والمراد من المناقشة المبالغة فى الإستيفاء، والإستقصاء فى المحاسبة، والمطالبة بالجليل والحقير، وعدم المسامحة.

(5) هلك: وذلك لأنَّ تحرير الحساب يفضى إلى استحقاق العذاب، لأنَّ حسنات العبد موقوفة على القبول، وإن لم تقع الرحمة المقتضية للقبول لا تحصل النَّجاة. وفى رواية [عُذِّبَ] قال القاضى عياض رحمه الله: " وله معنيان:

الأول: أن نفس المناقشة و عرض الذنوب، و التوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ.

الثانى: أنَّه مفضٍ إلى العذاب بالنَّار "

قال النَّووىُّ رحمه الله:

" هذا الثانى هو الصحيح، ومعناه: أنَّ التقصير غالب فى العباد، فمن استُقْصِى عليه ولم يسامح هلك و دخل النار، ولكن الله يعفوا و يغفر ما دون الشرك لمن يشاء "

مسلم بشرح النُّووى 9/ 255

(6) يكفِّر الله به عنه: أى يغفر الله للعبد الذنوب، و الخطايا بسبب البلاء الذى يصيبه.

(7) حتى الشوكة تشوكه: أى تدخل فى جسده.

من فوائد الحديث

(1) ما كانت عليه عائشة رضى الله عنها من تفهُّم معانى الحديث.

(2) عدم تضجُّر الشيخ من مراجعة تلاميذه له فى مسائل العلم.

(3) جواز مراجعة المتعلِّم للعالم، و سؤاله عما يشكل عليه من المسائل ليفهمه.

(4) إثبات البعث، والحساب. قال تعالى:

{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} (الغاشية 25: 26)

والإِياب مأخوذ من الأوب بمعنى الرجوع إلى المكان الذى كان فيه قبل ذلك. والمراد به هنا: الرجوع إلى الله - تعالى - يوم القيامة للحساب والجزاء.

أى: فإنَّ إلينا وحدنا رجوعهم بعد الموت لا إلى أحد سوانا، ثم إن علينا وحدنا - أيضاً - حسابهم على أعمالهم، ومجازاتهم عليها بالجزاء الذى نراه مناسبا لهم.

(5) أنَّ الناس يوم القيامة متفاوتون فى الحساب، فمنهم من يحاسب حساباً يسيراً كما فى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)} (سورة الإنشقاق)

، ومنهم من يحاسب حساباً شديداً كما فى قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً} [الطلاق: 8]، ومنهم من يدخل الجنَّة بغير حساب و لا عذاب.كما ورد فى حديث أبى أمامة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بلا حساب عليهم و لا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا و ثلاث حثيات من حثيات ربي."

رواه أحمد، و الترمذى، و هو فى صحيح الجامع 7111

(6) أنَّ من حصلت له المناقشة فى الحساب يوم القيامة يهلك.

(7) أنَّ كل من لم يناقش الحساب يوم القيامة فهو ناجٍ من الهلاك و العذاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير