[ما السبب الذي جعل علماء الحديث يتحدثون عن العلل في الحديث؟ او لما ذا العلة في الحديث]
ـ[عبد الرحيم الكتامي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام لو تفيدوني بالإجابة عن هذا السؤال:
ما السبب الذي جعل علماء الحديث يتحدثون عن العلل في الحديث؟ او لما ذا العلة في الحديث وما هي الأسباب التي ادت إلى نشأتها؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - 06 - 08, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنفرض أن أحد الثقات جاء يوماً وقال لك أن حادثاً وقع بين سيارة حمراء وسوداء, وبعد أن قص عليك صديقك الثقة هذه الواقعة جاء جمع من الثقات وتكلموا لك عن نفس الحادث ولكن مع اختلاف ... فكان الحادث على حسب روايتهم بين سيارة صفراء وسوداء. تجد أن صاحبك الأول روى رواية خالف فيها غيره من الرواة الثقات؟! هل كان يكذب حين ذكر روايته؟ لا طبعاً, ولكن الرجل أخطاء كما هو حال ابن آدم, فمهما علت مرتبة الراوي وثقته من الممكن أن يخطيء في قصة يرويها أو حادثة حصلت أمامه, وأبى الله أن تكون العصمة الا لرسوله عليه الصلاة والسلام.
فتجد أن الحكيات المروية قد يقع فيها الخطاء من أي أحد ... وكل منا حصل له أن حدث بشيء فعلم بعدها بفترة أنه وهم بروايته الأولى ويصحح ما كان قد غلط فيه.
ومن المعلوم أن الأخبار والقصص والرويات تتفاوت في الأهمية, بحيث أن بعض الرويات التي لو ذكرت أمامك ما القيت لها بالاً ولم يخطر على بالك أن تتثبت من صحتها, والبعض الآخر لعلك تبذل الأوقات الطويلة في البحث عنها والتثبت منها لأهميتها, ونفاسة الرواية من نفاسة راويها.
وهل هناك رواية هي أنفس من الرواية التي تروى عن النبي عليه الصلاة والسلام؟ لا شك أن العناية بها ستكون دقيقة وشديدة أكثر من غيرها من الروايات, ولذلك كان المحدثون في القديم حين تأتيهم الرواية عن الثقة لا يكتفون بكونه ثقة, بل يقابلون مروياته مع مرويات غيره من الثقات فيتبين لهم قوة حفظه وجودة روايته, وقد وقع لكبار الحفاظ أخطاء في الرواية فتبين خطأهم من مقارنة مروياتهم مع مرويات غيرهم من الحفاظ.
الآن نرجع الى تعريف العلة: هي سبب خفي يقدح في صحة الحديث, أي أن الحديث ظاهره الصحة ولكن تبين لنا بعد دراسة الحديث والتدقيق فيه أن هناك ما خفي من حاله وتبين الخلل في الرواية بعد التدقيق والتمحيص.
ولنفرض أن لك صديق تعرفه منذ سنوات طوال, وأنت تعرف من طول المعاشرة أن صاحبك هذا لا يأكل لحم الدجاج مثلاً, وجاء رجل ثقة وقال لك أنه رأى صاحبك هذا يأكل لحم الدجاج, فانت مباشرة تنكر هذه الرواية لمعرفتك الوثيقة بصاحبك, وبعد التمحيص تعلم أن الراوي قد رأى طبقاً من الدجاج أمام صاحبك وظن أنه يأكل منه!!! ولذلك نقل لك ما نقل.
*****
المقصد من ما سبق أن الخطاء في رواية الاسناد أو المتن جائزة ومن الممكن أن يقع المحدث في الخطاء, وطول الصحبة مع الحديث ورجال الحديث ومعرفة حالهم يتبين لك أن هناك بعض الأخطاء في الرويات اما من حيث المتن أو الاسناد ولا تتبين لك الا عند وصولك الذروة في هذا الفن ... وهذا ما يقال له القدرة على كشف علة الحديث.
والله تعالى أعلم
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[11 - 06 - 08, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم أخي على همتكم في الطلب والسؤال
أولا قبل أي شئ لابدج من تعريف العلة حتي يتبين لنا ما هي وما تهدف إليه من معرفة
العلة في اللغة هي المرض
وفي الاصطلاح هو سبب خفي في السند او المتن ويكثر في السند يقدح في الحديث مع أن الظاهر السلامة منه
كما قال البيقوني
و ما بعلة غموض أو خفا **** معلل عندهم قد عرفا
العلة التي لا تقدح في صحة الحديث، فإنها لا تسمى علة اصطلاحية
وهذا لا يعرفة إلا المتخصص الذي تبحر في علم الحديث و العلل
وكان الامام علي بن المديني يقول (الباب إن لم يجمع طرقة لم يتبين علله) أو كما قال
الهدف من بيان العلل ودراستها هو معرفة الصحيح من الضعيف من الاحاديث
وسبب إهتمام العلماء بهذا العلم هو بعد ظهور الفتنه بعد مقبل عثمان بن عفان رضي الله عنه وإنتشار الكذب وغيره
قال محمد بن سيرين (سمو لنا رجالكم)
فعصر الصحابة كان لا يوجد فيه كذب في رواية الحديث لان الصحابة كلهم عدول حتي أن أهل الحديث أتفقوا على أن مرسل الصحابي صحيح ولكن بعد عصر الصحابة بدأ ظهور الفتن وغيرها من الاسباب التي يمكن أن يطعن بها في صحة الحديث
هذا ما يحضرني الان ولله الحمد للعلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين كلاما كثير في بيان العلل ومعرفتها
وهناك كتاب اسمة جهود المحدثين في بيان علل الحديث آظنه للشيخ عمر الصباح من تلاميذ الشيخ عبد الله السعد حفظهما الله
عفا الله عنا وعنكم
آمين
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[عبد الرحيم الكتامي]ــــــــ[15 - 06 - 08, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أساتذتي الكرام على إجابتكم الطيبة
أرجو من الله تعالى ان يجعل فضلها في ميزان حسناتكم
ولا زال عندي بعض الأسئلة في علوم الحديث أريد الاستفادة منها خصوصا وانه يصعب علي العثور عليها بين طيات الكتب.
قريبا إن شاء الله تعالى سأوافيكم بها
ودمتم في رعاية الله
¥