تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإمام الزهري مكثر من التدليس؛؛ لايحتج بحديثه حتى يصرح بالسماع؟!!]

ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 11 - 02, 07:30 م]ـ

ذكر ابن حجر في مراتب الموصوفين بالتدليس خمسة مراتب كما هو معلوم ..

والمرتبة الثالثة كثر فيها الاستدراك عليه في بعض الرواة المذكورين فيها؛ وهذه المرتبة جعلها لمن أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم ... .

وقد ذكر في هذه المرتبة الإمام الزهري، وذكر أن الشافعي والدارقطني وغيرهما وصفوه بالتدليس!!

وأقول لا يكفي هذا في نظري للحكم عليه بكثرة التدليس، خصوصاً وأن الأئمة يحتجون بحديثه؛ سواءً صرح فيه بالسماع أم لا.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 11 - 02, 09:59 م]ـ

جاء في ((منهج المتقدّمين في التدليس)) للشيخ / ناصر الفهد ص84:

(3 - محمد بن مسلم بن شهاب الزهري)

الحافظ، الإمام، لم أجد أحداً من المتقدمين وصفه بالتدليس، غير أن ابن حجر ذكر أن الشافعي والدار قطني وصفاه بذلك (1).

والذي يظهر أنهما أرادا الإرسال لا التدليس بمعناه الخاص عند المتأخرين، أو أنهم أرادوا مطلق الوصف بالتدليس غير القادح ـ بمعنى أنه قد وقع منه أحياناً (2) ـ؛ لأنن التدليس يمعناه الخاص منه قليل جداً بالمقارنة إلى مجموع رواياته، ولنم يتردد أحداً من الأئمة في قبول روايته مطلقاً، بل هو أحد أعمدة الحديث النبوي.

وقد حصر الأئمة ما رواه عمن سمع منه ما لم يسمع منه (3) ـ، وهو من أهل المدينة والتدليس لا يعرف في المدينة.

وسيأتي ذلك إن شاء الله في الكلام على أبي الزبير، لهذا قال الذهبي عنه (4): (محمد بن مسلم الزهري الحافظ الحجة كان يدلس في النادر) اهـ، فوصفه بندرة التدليس.

ثم إذا انتقلنا إلى المتأخرين وجدنا ما يلي:

1 - قال العلائي (5):

(ممد بن شهاب الزهري الإمام العلم مشهور به (أي بالتدليس) وقد قبل الأئمة قوله ((عن))) اهـ.

2 - ثم بعده ابن حجر وضع الإمام الزهري في (المرابة الثالثة) من مراتب المدلسين فقال (6):

(محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري الفقيه المدني نزيل الشام مشهور بالإمامة والجلالة وصفه الشافعي والدار قطني وغير واحد بالتدليس) اهـ.

فنجد أنهما اتفقا على أنه مشهور به، ولم يذكره أحد من المتقدمين بذلك، ثم وضعه ابن حجر في المرتبة الثالثة وهي (7):

(من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالمساع ومنهم من رد حديثهم مطلقاً ومن من قبلهما) اهـ.

ويعسر إثبات تدليس الزهري (التدلس الخاص) (8) فضلاً عن أن يشتهر به، وأما رد حديثه إلا عند ذكر السماع فلا أظنك تجد ذلك عند أحد من الأئمة المتقدمين.

بل إن ابن حجر رحمه الله خالف في ذلك المتأخرين أيضاً، فإن العلائي وسبط ابن العجمي أيضاً في (التبيين في أسماء المدلسين) قد ذكرا أن الأئمة قبلوا قوله (عن).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

(1) ذكر البلخي ـ وهو معتزلي لا يوثق به ـ في كتابه (قبول الأخبار) ورقة 218 أن أبا حاتم قال (الزهري أحب إلى من الأعمش وكلاهما يحتج بحديثه فيما لم يدلسا) اهـ، ومفهمومه أن الزهري قرين للأعمش في تدليسه وليس كذلك، والعبارة في (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم نقلاً عن أبيه 8/ 73 (الزهري أحب إلى من الأعمش يحتج بحديثه وأثبت أصحاب أنس الزهري) اهـ.

(2) فوقوع التدليس، بمعناه العام عند السلف ـ قل أن يسلم منه أحد، وقد روى ابن الجعد في مسنده رقم (50) عن شعبه أنه قال: (ما رأيت أحداً من أصحاب الحديث إلا يدلس إلا ابن عون وعمرو بن مرة).

(3) انظر: مثلاً (المراسيل) لابن أبي حاتم ص191، (جامع التحصيل) ص269.

(4) (ميزان الاعتدال) 6/ 235.

(5) (جامع التحصيل) ص109.

(6) (طبقات المدلسين) ص45.

(7) (طبقات المدلسين) ص13.

(8) (قد ذكر له في كتب التراجم حالات من ذلك كما قال الذهبي (نادرة)، ثم إنها معروفة بينها الأئمة.

ـ[ابن معين]ــــــــ[17 - 11 - 02, 11:15 م]ـ

أثابك الله أخي الفاضل: بوالوليد على هذه الفائدة.

وجزاك الله خيراً أخي الفاضل: خليل على هذه النقول المفيدة.

وممن تابع العلائي وسبط ابن العجمي في وضع الزهري في الطبقة الثانية من المدلسين: أبوزرعة العراقي في كتاب المدلسين (89_90رقم 60).

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 02, 08:52 ص]ـ

قول الأخ ناصر: غير صحيح. فتدليس الزهري ثابت عنه. بل يقال أنه هو أول من أعلم أهل الشام بالتدليس، ولم يكونوا عارفين به من قبل. والأخ ناصر سبق وأثبت تدليس الزهري أثناء رده لحديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة.

وإجمالاً فكتاب طبقات المدلسين لابن حجر كتاب رائع ممتاز لكنه يحتاج لبعض المراجعات. فقد صنف الأعمش من الطبقة الثانية والصواب الثالثة. وصنف الزهري من الطبقة الثالثة والصواب الثانية. والأمر -على أية حال- راجع للاجتهاد الشخصي، ولا يمكن وضع قاعدة ملزمة للجميع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير