تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج ـ أن حال الحياة وحال الموت بيد الله، الله متصرف فيها كما يشاء، وهذا وإن كان صحيحا من حيث المعنى إلا أنه ناقص المعنى فإن الله متصرف بكل شيء بقوته وقهره سبحانه وتعالى.

ولا شك بأن المعنى الصحيح من هذا الأمور هو أكملها وأوسعها وهو الاحتمال الأول، لأنه يشمل حال الحياة وحال الممات، فكان لسان حال المؤمن:

أن حياتي كلها بجميع أعمالها أصرفها لله وحده، فأعبده فيها موحدا له لا أشرك معه غيره، وأستمر على هذا التوحيد إلى حال مماتي فاثبت عليه أيضا موحدا بالله غير مشرك.

الفائدة التاسعة والثلاثون:

دل قوله: " وبذلك أمرت " أن المؤمن يستسلم لأمر الله، وأنه لا خيار له في عبادته لربه، وإنما هو طاعة لأمره، وتنفيذا لحكمه سبحانه، فإن قصر في ذلك فقد قصر في واجب من الواجبات التي شرعها الله له.

الفائدة الأربعون:

في قوله: " وأنا من المسلمين " روايتان:

" وأنا من المسلمين " و " وأنا أول المسلمين " وكل واحدة لها معنى:

فرواية مسلم: " وأنا من المسلمين " أي أصرف صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله وحده لا شريك له، وأنا بذلك من المسلمين المأمورين بذلك.

والرواية الأخرى: " وأنا أول المسلمين " أي: أنا أمرت بأن أصرف صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله، وسأكون أول المسلمين الممتثلين بذلك، وعلى هذا فيها دلالة على المسارعة في فعل الخيرات، وامتثال الأوامر.

الفائدة الحادية والأربعون:

المستفتح بهذا الدعاء تلكم عن نفسه أولا بما مضى بيانه " وجهت وجهي ... " ثم توجه بخطابه إلى ربه بأنه الملك " اللهم أنت الملك ... "

وهذا أحسن ما يكون من ترتيب الخطاب أن يبدأ الفقير ببيان حاله وأنه قاصد الملك لا يقصد غيره أبدا، ثم يثني على الملك بما هو أهله، فإن ذلك يقع من الملك الموقع الحسن، ولهذا بعد أن بيّن المصلي حاله وأنه توجه لربه لا شريك له، وأنه لم يتجه لغيره، بدأ بالثناء المباشر على ربه بأنه الملك لا إله غيره، فقال: " اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ".

الفائدة الثانية والأربعون:

اسم الله الملك يناسب مقام الاستفتاح دون غيره من الأسماء الحسنى لأن المقام مقام مناجاة ومخاطبة وتذلل، واسم الملك أليق بذلك، ولهذا بدأ به المصلي في قوله في هذا الدعاء " اللهم أنت الملك ".

الفائدة الثالثة والأربعون:

هذا الدعاء كله ثناء على الله ومن ذلك:

" الذي فطر السموات والأرض " و " لله رب العالمين " و " اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت " و " أنت ربي " و " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " و " لا يهدي لأحسنها إلا أنت " و " لا يصرف عني سيئها إلا أنت " و " والخير كله في يديك، والشر ليس إليك " و " لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت ربنا وتعاليت ".

ومقام الاستفتاح يناسب أن يكثر المصلي من الثناء على الله فإن الثناء بوابة الملوك، والله ملك الملوك، ولا يليق المدح إلا له سبحانه وتعالى.

الفائدة الرابعة والأربعون:

هذا الدعاء يُظهر فقر العبد لربه، ومن ذلك:

" وبذلك أمرت " و " وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي " و " أنا بك وإليك ".

ومقام الاستفتاح يناسب أن يظهر العبد فقره لربه وذله له، فإنه أرجى لرحمة ربه.

الفائدة الخامسة والأربعون:

في قوله: " أنت ربي وأنا عبدك " تمام منزلة العبودية لله، والمسكنة له، فإن المصلي يعترف بربوبية الله التي تعنى أنه قائم بشئون عبده وحاجاته كما هي دلالة معنى " رب " في اللغة، وبالمقابل العبد يعترف بأنه عبد لهذا الرب، ومن صفات العبد أنه لا يملك شيئا، ولا يتصرف بشيء إلا فيما يرضي سيده، فأي فقر يظهره العبد لربه أشد من قوله " أنت ربي وأنا عبدك ".

الفائدة السادسة والأربعون:

كما أن قوله: " أنت ربي " يشعر بالتودد لله، ويتضمن معنى طلب الرحمة، فإن الرب يرحم مربوبه، والمصلي بحاجة لرحمة الله وهو قائم يناجي ربه.

الفائدة السابعة والأربعون:

في قوله: " ظلمت نفسي " دليل على أن ما يرتكبه العبد من خطأ وذنب هو ظلم لنفسه في المقام الأول.

الفائدة الثامنة والأربعون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير