تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبالمقابل أيضا " واصرف عني سيء الأخلاق والأعمال لا يصرف عني سيئها إلا أنت " وهو أيضا دليل على تأثير الأخلاق السيئة على أعمال العبد، فمن ساءت أخلاقه ساءت أعماله ولا بد.

الدعاء الثالث:

" سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد:

الفائدة الثانية والتسعون:

هذا الاستفتاح اختاره بعض أهل العلم على بقية الأنواع لأجل أنه كله ثناء محض على الله، وكان عمر بن الخطاب ط يعلمه الناس، وهذا يعطينا مؤشرا على فهم الصحابة في تعليم الناس، وأن المعلم عليه أن يختار أفضل أنواع العلم لينشرها، فقد تضمن التسبيح والتحميد والبركة والعلو.

الفائدة الثالثة والتسعون:

بدأ هذا الحديث على خلاف الأدعية الأخرى، فالغالب أن الأدعية تبدأ بـ " اللهم " بينما هذا الحديث بدأ بـ " سبحانك اللهم " وذلك تقديما لتنزيه الله على أي كلام آخر، وهذا أليق بحال المصلي أن يبدأ بلفظ يشعر بالتنزيه أكثر من غيره.

الفائدة الرابعة والتسعون:

معمول التسبيح محذوف حيث قال: " سبحانك " ولم يذكر عن ماذا؟ وذلك ليشمل تنزيه العبد لربه كل النقائص وبدون ذكر أو تحديد، وهذا أبلغ في مقام التنزيه.

الفائدة الخامسة والتسعون:

جمع هذا الدعاء أحب الكلام وهي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقد ثبت أنهن أفضل الكلام، فاجتمع لهذا النوع من الاستفتاح ميزتان:

الأولى: كونه مما يستفتح به في للصلاة.

الثانية: كونه أفضل الكلام.

الفائدة السادسة والتسعون:

بُدء في هذا الحديث بالتسبيح والتنزيه قبل التحميد لأن موضوع هذا النوع من الاستفتاح كله تقديس وتمجيد لله فناسب أن يبدأ بالتنزيه.

الفائدة السابعة والتسعون:

قوله: " سبحانك اللهم " أبلغ في تخصيص التنزية من قول: سبحان الله، وذلك لكاف الخطاب وهي تفيد الإغراق في تخصيص الخطاب، والصلاة مقام مخاطبة بين العبد وربه فناسب تخصيص الخطاب.

الفائدة الثامنة والتسعون:

قوله: " اللهم " يدخل فيها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى، والمصلي يريد أن يخاطب ربه بأكبر قدر ممكن من الأسماء الحسنى، فناسب " اللهم " لأن غيرها يدخل فيها.

الفائدة التاسعة والتسعون:

قوله: " وبحمدك " أي: أبتدئ بحمدك.

الفائدة المائة:

قرن بين التسبيح والتحميد لأن التسبيح تنزيه عن صفات النقائص جميعا، فاقتضى إثباتا لصفات الكمال كلها وهو ما يشعر به التحميد، وهذا دليل على أن النفي المحض لا يمدح الله به كما هو قول الجهمية والمعطلة، بل الله سبحانه ينفي عن نفسه المقدسة صفات النقص لإثبات صفات الكمال.

الفائدة الحادية ومائة:

الواو في قوله: " وبحمدك " تحتمل أمورا:

أ ـ واو مع، والمعنى: سبحانك مع تحميدك، فيقرن بين التسبيح والتحميد.

ب ـ واو العطف، والمعنى: سبحانك اللهم وبحمدك سبحتك، فعطف جملة على جملة.

ج ـ واو الاستئناف، والمعنى: وبحمدك حمدناك.

د ـ واو الحال، والمعنى: أسبحك متلبسا بحمدك.

الفائدة الثانية ومائة:

الباء في قوله: " وبحمدك " تحتمل:

أ ـ باء السببية، والمعنى: أسبحك وأنزهك بسبب ما تستحق من حمد.

ب ـ باء الإلصاق، والمعنى: أسبحك متلبسا بحمدك.

وعلى كل فالمعنى أن المستفتح بهذا الدعاء يقرن بين التسبيح والتحميد لأن كل منهما لا يغني عن الآخر، ولا يظهر كماله إلا باقترانه بالاسم الآخر، فكان المستفتح بهذا الدعاء يقول في استفتاحه: أبدأ بتسبيح الله وتنزيهه عن صفات النقص التي يتنزه عنها، وأحمده على صفات كماله التي يستحق الحمد عليها.

ولهذا – والله أعلم لم يأت الباء في غير التحميد في هذا الدعاء، وقد خلى " تبارك وتعالى " عن لحوق الباء، لأن كلا من التبارك والتعالي يصلح إفراده عن الآخر،بخلاف التسبيح والتحميد.

الفائدة الثالثة ومائة:

قوله: " وتبارك اسمك " أي كثر خيره.

الفائدة الرابعة ومائة:

قوله: " اسمك " يحتمل أمرين:

أ ـ أن المراد اسم الله، فأسماء الله مباركة، بها يتحصن المتحصن، ويستعيذ الخائف، ويأمن المضطرب، ويرقى ويستشفى بها وهكذا.

ب ـ أن المراد ذات الله، فالاسم يطلق على الذات.

الفائدة الخامسة ومائة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير