التحميد في هذا النوع من الاستفتاح بُين سببه، فقرن بين كل حمد وسببه، فيحمد لأنه قيم السموات والأرض ومن فيهن، ويحمد لأنه نور السموات والأرض ومن فيهن، وهكذا.
الفائدة الثامنة عشر ومائة:
بيان سبب التحميد له أثر على استشعار معناه، فمن حمد الله حمدا مطلقا، ليس كمن يحمده حمدا مقيدا بسببه، فإن أثر التحميد يكون أظهر لمن ذكر سببه، ولهذا عدد في هذا الدعاء أساب تحميد الله فحمده لأنه " نور السموات والأرض " وحمده لأنه " قيم السموات والأراضين " وهكذا.
الفائدة التاسعة عشر ومائة:
في هذا النوع من الاستفتاح جمع بين " قيّم، ومُلك، وملِك السموات والأرض " مع أن المؤدى واحد.
والذي يظهر لأن مقام المصلي - خاصة في نافلة الليل – مقام تفصيل في الثناء، فليس الأمر كالفريضة يتقيد المأموم بالإمام، بل هو أمير نفسه.
ثم إن هناك سببا آخر فيما يظهر لي، وهو أن القيم قد لا يكون مالكا، وقد لا يكون المالك ملِكاً، فجمع بينها في هذا الدعاء ليُظهر عظمة الله سبحانه وتعالى، وأنه قيم ومالك وملِك، وهو أهل لذلك سبحانه وتعالى.
الفائدة العشرون ومائة:
حتى الجمادات شملها قيومية الله سبحانه وتعالى " السموات والأرض ومن فيهن " فلم يخرج من هذه الصيغة شيء.
الفائدة الحادية والعشرون ومائة:
قوله: " السموات والأرض " يشمل العالمين العلوي والسفلي وما بينهما.
الفائدة الثانية وعشرون ومائة:
جمع هذا الدعاء أعلى أنواع المدح لمقام الرب سبحانه وتعالى، فكل هذا الدعاء مدح وثناء، ويزيد على الأنواع الأخرى في كثرة تفصيلاته.
الفائدة المائة والثالثة والعشرون:
الحديث يربي الالتجاء والاعتصام بالله وطلب الحاجات إليه لأنه هو القيوم على السموات والأرض ومن فيهن.
الفائدة المائة والرابعة والعشرون:
هذا النوع من دعاء الاستفتاح يدل على أن الصلاة نور، ولهذا يستفتح المصلي ربه بأنه نور السموات والأرض ومن فيهن، ونور الصلاة قد يكون حسيا، وقد يكون معنويا يرزق من خلاله المصلي المحافظ على صلاته نور البصيرة، ويؤيده عموم قول النبي >: " الصلاة نور ".
الفائدة المائة والخامسة والعشرون:
بالعلاقة بين قول المستفتح بهذا الدعاء: " أنت قيم السموات والأرض " وبين الصلاة نستطيع القول بأن الصلاة تعين على قضاء الحاجات وتيسيرها، والله سبحانه وتعالى شكور لعباده.
الفائدة المائة والسادسة والعشرون:
هذا النوع من الدعاء يعالج أمراض الشكوك وضعف اليقين، ولهذا ختمت أغلب عباراته بقوله: " حق ".
الفائدة المائة والسابعة والعشرون:
الحديث يربي على الإيمان بالغيب وهو أحد الأركان التي لا يقوم الإيمان إلا بها، فالإيمان بالله ووعده وقوله ولقائه وأنبيائه والساعة؛ كلها من أمور الغيب.
الفائدة المائة والثامنة والعشرون:
ذكر في الحديث الوعد ولم يذكر الوعيد؛ وذلك لأن الله غفور رحيم، يعفو ويصفح، أما وعده فكائن لا محالة بإذنه تعالى، وفي هذا تربية على حسن الظن بالله.
الفائدة المائة والتاسعة والعشرون:
قوله: " وبك خاصمت " يحتمل أمرين:
أ ـ أن خصومة المؤمن لغيره تكون في ذات الله، لقوله: " وبك " حيث قصر خصومته بالله، أي لأجل الله، ولهذا كان النبي > لا ينتقم إلا إذا انتهكت محارم الله.
ب ـ ويحتمل أن خصومة المؤمن ومحاجته للآخرين، وظهوره عليهم بالحجة والبرهان مستمدة قوتها من الله وإعانته لعبده المؤمن، لقوله: " وبك خاصمت " أي بإعانتك خصمت أعدائي.
فشملت هذه الجملة الحجة بالبرهان والسنان.
الفائدة المائة والثلاثون:
قوله: " وإليك حاكمت " أي تحاكمت، وهي مناسبة جدا لما قبلها، من قوله: " وبك خاصمت " فإن المخاصمة بمعنييها تحتاج إلى حَكَم بين المتخاصمين، والله سبحانه أحكم الحاكمين.
الفائدة المائة والحادية والثلاثون:
قوله: " وإليك حاكمت " تدل على أنه لا حاكم إلا الله، ولا يتحاكم إلا إلى شريعته، وبالمقابل تبديل شريعته يعتبر تحاكما لغيره، قال الإمام النووي شارحا " إليك حاكمت " قال: " أي من جحد الحق حاكمته إليك، وجعلتك الحاكم بيني وبينه لا غيرك مما كانت تحاكم إليه الجاهلية وغيرهم من صنم وكاهن ونار وشيطان وغيرها، فلا أرضى إلا بحكمك، ولا أعتمد غيره " ().
الفائدة المائة والثانية والثلاثون:
¥