وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ قَالَ فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ اعْتَرَاكَ افْتَعَلْتَ مِنْ عَرَوْتُهُ فَأَصَبْتُهُ وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي.
قَالَ الحافظ ((فتح الباري)) (9/ 345): قَوْله: (قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه أَيْ: الْمُصَنِّفِ (اِعْتَرَاك: اِفْتَعَلْت)
كَذَا فِيهِ، وَلَعَلَّهُ كَانَ " افْتَعَلَكَ " وَكَذَا وَقَعَ فِي " الْمَجَازِ " لِأَبِي عُبَيْدَة وَقَوْله " مِنْ عُرْوَتِهِ فَأَصَبْته وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي " أَرَادَ بِذَلِكَ شَرْحَ قَوْلِهِ " يَعْرُوهُ " وَبَيَّنَ تَصَارِيفَهُ، وَأَنَّ مَعْنَاهُ الْإِصَابَة كَيْفَمَا تَصَرَّفَ، وَأَشَارَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اِعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ) وَهَذِهِ عَادَة الْبُخَارِيّ يُفَسِّرُ اللَّفْظَة الْغَرِيبَة مِنْ الْحَدِيثِ بِتَفْسِيرِ اللَّفْظَةِ الْغَرِيبَةِ مِنْ الْقُرْآنِ.
4 - في ((كتاب الزكاة)) ((بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا})) حديث رقم ((1384)) وفيه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ – البخاري - {فَكُبْكِبُوا} قُلِبُوا فَكُبُّوا
{مُكِبًّا} أَكَبَّ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ فِعْلُهُ غَيْرَ وَاقِعٍ عَلَى أَحَدٍ فَإِذَا وَقَعَ الْفِعْلُ قُلْتَ كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ وَكَبَبْتُهُ أَنَا.
قَالَ الحافظ ((فتح الباري)) (5/ 99): قَوْله: (أَبُو عَبْد اللَّه) هُوَ الْمُصَنِّفُ.
قَوْله: (فَكُبْكِبُوا إِلَخْ)
تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي الْإِيمَانِ، وَجَرَى الْمُصَنِّفُ عَلَى عَادَتِهِ فِي إِيرَادِ تَفْسِيرِ اللَّفْظَةِ الْغَرِيبَةِ إِذَا وَافَقَ مَا فِي الْحَدِيثِ مَا فِي الْقُرْآنِ.
5 - في ((كتاب المغازي)) ((بَاب بَعْثُ أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ))، حديث رقم ((4000)) وفيه وصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ ((فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً ... ))
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ طَوَّعَتْ طَاعَتْ وَأَطَاعَتْ لُغَةٌ طِعْتُ وَطُعْتُ وَأَطَعْتُ
قَالَ الحافظ ((فتح الباري)) (12/ 157):قَوْله: (قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: طَوَّعَتْ طَاعَتْ وَأَطَاعَتْ)
وَأَرَادَ بِذَلِكَ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) عَلَى عَادَته فِي تَفْسِير اللَّفْظَة الْغَرِيبَة مِنْ الْقُرْآن إِذَا وَافَقَتْ لَفْظَة مِنْ الْحَدِيث ... الخ
يتبع بإذن الله ذكر بقية المواضع التي قرر فيها الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ هذه القاعدة، وسأختمها برد الحافظ ابن حجر على من اعترض على صنيع البخاري هَذَا في كتابه وقال: هَذَا تكثير لحجم الكتاب لا لتكثير الفوائد ... الخ
والله الموفق والهادي إلى الصواب.
ـ[حسام كمال]ــــــــ[27 - 06 - 08, 10:18 م]ـ
أكمل بارك الله فيك
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 01:23 ص]ـ
ماشاء الله ,, قاعدة نافعة ومفيدة.
جزاك الله خيراً أبى حازم , أكمل بارك الله فيك.
نحن بإنتظارك. وفقنا الله وإياك.
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:17 م]ـ
الأخوان الكريمان: حسام كمال، أبو محمد النجدي
جزاكم الله خيراً، وسأفعل إن شاء الله، لكن الكتابة والتنسيق على الحاسوب هي التي تستغرق مني الكثير من الوقت، فأنا لست من أهل الاختصاص، فأسأل الله الإعانة، والتوفيق والسداد
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:29 م]ـ
الحمدُ للهِ الذي رَضِي لنا الإِسْلامَ دِينا، ونَصَبَ لنا الدلالةَ على صِحَتِهِ بُرهاناً مُبيناً، وأَوْضَحَ السَّبيلَ إلى معرفَتِهِ واعتقادِهِ حَقْاً يقينا، ووَعَدَ مَنْ قَامَ بأحكامِهِ وحِفْظِ حُدودِهِ أجْرَاً جَسيماً، وذَخَرَ لِمَنْ وافاه بِهِ ثواباً جزيلاً وفَوزاً عظيماً.
تتمة ما سبق أن:
¥