تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد أحمد يعقوب]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:06 م]ـ

أحسنت أخي مهند بهذا النقل النفيس، وكم نقل ناسٌ كلام الذهبي رحمه الله بلا تمحيص ...

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:21 م]ـ

وله في مسائل الإيمان كلام مفيد كذلك:

منها قوله:

وكذلك نكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر … كالسجود للصنم، وللشمس، والقمر، والصليب، والنار.

وقوله:

ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك.

وقوله:

لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم.

وقوله:

دلت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإكرامه، ومن ثم حرم الله تعالى أذاه في كتابه، وأجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه، قال الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا {57} والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} الأحزاب، آية 57. وقال تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} [الأحزاب، آية 53].

وله غير ذلك من الكلام الجيد المفيد، إلا أن عليه مآخذ في مسائل الإيمان

قال صاحب كتاب الجامع في طلب العلم:

بعد بيان أهمية كتاب (الشفا) في موضوع الإيمان والكفر، بقي التنبيه على مافيه من أخطاء، ولن ننبه على مافيه من أحاديث ضعيفة فهذه قد نبه المحقق على أكثرها، وإنما يهمنا هنا التنبيه على الأخطاء في موضوع الإيمان، وهى بعد ماذكرناه قبلا لن تخفى على الطالب، وهى ترجع إلى أن القاضي عياض مذهبه في الإيمان هو مذهب الأشاعرة ــ وهم إحدى فرق المرجئة ــ الذين يخرجون العمل من الإيمان، وأن العبد لايكفر بعمل (قول أو فعل) وإنما يكفر بكفر القلب، واتفقوا مع أهل السنة في أن من أتى قولا أو فعلا دل الدليل على كفره فهو كافر ظاهرا في الحكم وباطنا في الحقيقة، ولكنهم اختلفوا مع أهل السنة في تفسير كفره، فقالوا إنه لم يكفر بنفس القول أو الفعل ولكن لأن اتيانه لهذا القول أو الفعل أمارة على أنه كافر بقلبه. ولأجل اتفاقهم مع أهل السنة في الحكم كان كتاب (الشفا) مفيدا في دراسة الجانب القضائي لموضوع التكفير.

وبعد هذه الإشارة يستطيع الطالب أن يكتشف بسهولة الأخطاء الأشعرية في كتاب (الشفا)، وهى إما أخطاء للقاضي عياض أو أخطاء لغيره، وإليك أمثلة منها:

أما أخطاء القاضي عياض نفسه، فكقوله في تفسير الإيمان إنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان ولم يذكر الأعمال. (2/ 539) في طبعة الحلبي، وذكر القاضي بعض الأفعال المكفرة ثم قال (فقد أجمع المسلمون أن هذا الفعل لا يوجد إلا من كافر، وأن هذه الافعال علامة علي الكفر وإن صرح فاعلها بالإسلام) (الشفا) 2/ 1073. فقوله الإيمان تصديق وإقرار، وقوله (علامة على الكفر) هذا قول المرجئة كما ذكرت من قبل.

وأما أخطاء غيره التي نقلها وسكت عنها، فمنها قوله (قال القاضي أبو بكر: القول عندي أن الكفر بالله هو الجهل بوجوده، والإيمان بالله هو العلم بوجوده، وأنه لايكفر أحد بقول ولا رأي إلا أن يكون هو الجهل بالله، فإن عصى بقول أو فعل نص الله ورسوله أو أجمع المسلمون أنه لايوجد إلا من كافر، أو يقوم دليل على ذلك، فقد كفر، ليس لأجل قوله أو فعله لكن لما يقارنه من الكفر) (الشفا) 2/ 1080، والقاضي عياض وسائر الأشاعرةإذا أطلقوا قول القاضي فالمقصود به أبو بكر الباقلاني من متقدمي الأشاعرة بل كبيرهم وهو واضع قواعد علم الكلام كما ذكرت هذا من قبل، توفي الباقلاني في 403هـ. وقول الباقلاني إن الكفر بالله هو الجهل بوجوده هو صريح مذهب الجهم بن صفوان ت 128هـ، وهو رأس الجهمية (انظر «الفصل» لابن حزم 3/ 227)،وقول الباقلاني (لكن لما يقارنه من الكفر) هو كقول غيره إن القول والفعل علامة على الكفر.

هذه أمثلة للأخطاء الأشعرية (بالشفا) تعرف بها بقيتها.

يتبع إن شاء الله

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:32 م]ـ

وأما ما ذكره الأستاذ شواط ففيه نظر، وكلام الإمام الذهبي رحمه الله كلام دقيق صحيح.

قال الإمام الذهبي رحمه الله عن كتاب الشفا:

حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل لا نقد له في الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع بشفائه، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - غني بمدحه التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم التشبع بالموضوعات فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد ولكن من لا يعلم معذور.

والأشتاذ شواط قد اعتمد على كتاب السيوطي في تخريج الشفا في رده على الذهبي، و كتاب السيوطي هذا فيه نقص وعدم استيفاء، وقد ذكر الغماري أن هناك مستدرك على تخريج السيوطي حيث قال:

وخرج أحاديث " الشفا" للقاضى عياض: المحدث أبو العلاء، إدريس بن محمد العراقى الحسين الفاسى (ت1184ه) المتوفى سنة أربع وثمانين ومائة وألف، وسماه: " موارد أهل السداد والوفا بتكميل مناهل الصفا فى تخريج أحاديث الشفا.

وأما قول الأستاذ شواط أن عدد الأحاديث الموضوعة في الشفا ثلاثة فقط فهذه مجازفة! سيأتي الرد عليها إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير