تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور: 39].

وقال في هذه الآية الكريمة: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ} أي: نخبركم {بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا}؟ ثم فسرهم فقال: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: عملوا أعمالا باطلة على غير شريعة مشروعة مرضية مقبولة، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} أي" يعتقدون أنهم على شيء، وأنهم مقبولون محبوبون.

وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} أي: جحدوا آيات الله في الدنيا، وبراهينه التي أقام على وحدانيته، وصدق رسله، وكذبوا بالدار الآخرة، {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} أي: لا نثقل موازينهم؛ لأنها خالية عن الخير (5).

وردفي نفسير الطبري:

القول في تأويل قوله جل ثناؤه: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ}

قال أبو جعفر: وهذه الآية نظيرة الآية الأخرى التي أخبرالله جلّ ثناؤه فيها عن المنافقين بخداعهم الله ورسولَه والمؤمنين، فقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ). ثمأكْذَبهم تعالى ذكره بقوله: (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، وأنهم بقيلهم ذلكيخُادعون الله والذين آمنوا. وكذلك أخبر عنهم في هذه الآية أنهم يقولون -للمؤمنينالمصدِّقين بالله وكتابه ورسوله- بألسنتهم: آمنا وصدَّقنا بمحمد وبما جاء به من عندالله، خِداعًا عن دمائهم وأموالهم وذَرَاريهم، ودرءًا لهم عنها، وأنهم إذا خَلَوْاإلى مَرَدَتهم وأهل العُتُوّ والشر والخُبث منهم ومن سائر أهل الشرك (1) الذين هم على مثل الذي هم عليه من الكُفر بالله وبكتابه ورسوله - وهم شياطينهم، وقد دللنا فيما مضى من كتابنا على أن شياطينَ كل شيء مَرَدَتُه - قالوا لهم:"إنا معكم"، أي إنا معكم على دينكم، وظُهراؤكم على من خالفكُم فيه، وأولياؤكم دون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،"إنما نحن مستهزِئون"

وورد في صفة المنافقين وذم النفاق للفريابي:

حدثنا تميم بن المنتصر، حدثنايزيد بن هارون، أخبرنا حريز بن عثمان، أخبرنا سليم بن عامر، عن معاوية الهذلي،وكان، من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن المنافق ليصليفيكذبه الله عز وجل ويصوم فيكذبه الله عز وجل ويتصدق فيكذبه الله ويجاهد فيكذبهالله ويقاتل فيقتل فيجعل في النار».

47 - حدثنا أبو بكربن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن أبي الأشهب، قال: قال الحسن: من النفاقاختلاف اللسان والقلب واختلاف السر والعلانية واختلاف الدخول والخروج.

49 - حدثنا يعقوب بنإبراهيم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي أنه سمع الحسن، يقول: إنما الناس بينثلاثة نفر: مؤمن ومنافق وكافر فأما المؤمن فعامل بطاعة الله عز وجل وأما الكافرفقد أذله الله تعالىكما رأيتم وأما المنافق فههناوههنا في الحجر والبيوت والطرق نعوذ بالله والله ما عرفوا ربهم بل عرفوا إنكارهملربهم بأعمالهم الخبيثة ظهر الجفا وقل العلم وتركت السنة إنا لله وإنا إليه راجعون، حيارى سكارى ليسوا بيهود ولا نصارى ولا مجوس فيعذروا وقال: إن المؤمن لم يأخذدينه عن الناس ولكن أتاه من قبل الله عز وجل فأخذه، وإن المنافق أعطى الناس لسانهومنع الله قلبه وعمله. فحدثان أحدثا في الإسلام رجل ذو رأي سوء زعم أن الجنة لمنرأى مثل رأيه فسل سيفه وسفك دماء المسلمين واستحل حرمتهم، ومترف يعبد الدنيا لهايغضب وعليها يقاتل ولها يطلب وقال: يا سبحان الله ما لقيت هذه الأمة من منافققهرها واستأثر عليها ومارق مرق من الدين فخرج عليها. صنفان خبيثان قد غما كل مسلم، يا ابن آدم دينك دينك فإنما هو لحمك ودمك فإن تسلم بها فيالها من راحة ويا لها مننعمة وإن تكن الأخرى فنعوذ بالله فإنما هي نار لا تطفأ وحجر لا يبرد ونفس لاتموت.

50 - حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثني أبو بشر الضحاك بن عبد الرحمن، قال: سمعت بلال بن سعد، يقول: المنافق يقول بما يعرف ويعمل بما ينكر.

والله أعلم وأحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير