تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي هاني إسماعيل، هذه الزيادة في الصحيح مما طار بها فرحا أعداء السنة من النصارى و أهل البدع المنتسبين للإسلام، زاعمين أن في أصح كتاب عند المسلمين –بعد كتاب الله تعالى- قصة فيها أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حاول قتل نفسه مرارا في بداية بعثته ... و الحق أن هذه الزيادة الموجودة في بعض نسخ صحيح البخاري و ليس كلها ليست صحيحة لا سندا و لا حتى متنا كما بينه العلماء و قبل أن أنقل نتفا من كلامهم أحب أن أبين شيئا قد خفي عن بعض الناس ألا و هو أن ليس كل ما في الصحيحين هو على شرطهما و بالتالي لا يجوز لأحد أن يروي شيئا من ذلك و يعزوه لهما أو أحدهما، فالإمام البخاري سما كتابه الصحيح "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليهوسلم وسننه وأيامه" فهو مسند، فكل ما فيه مما لم يتصل إسناده فهو ليس على شرطه. و إجماع الأمة على صحة ما في الصحيحين إلا أحرفا يسيرة، المقصود منه إجماعهم على صحة ما كان على شرطهما في كتابيهما رحمهما الله. و هذه الزيادة ليست متصلة و هي كما قال الإخوة من بلاغات الزهري فهي ضعيفة، و هي في السلسلة الضعيفة للألباني برقم 4859 قال:

- لما نزل عليه الوحي بـ (حراء)؛ مكث أياما لا يرى جبريل، فحزن حزناشديدا، حتى كان يغدو إلى ثبير مرة، وإلى حراء مرة، يريد أن يلقي نفسهمنه، فبينا رسول الله صلي الله عليه وسلم كذلك عامدا لبعض تلك الجبال؛إلى أن سمع صوتا من السماء، فوقف رسول الله صلي الله عليه وسلم صعقاللصوت، ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعا عليهيقول: يا محمد! أنت رسول الله صلي الله عليه وسلم حقا، وأنا جبريل. قال: فانصرف رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد أقر الله عينه، وربط جأشه. ثم تتابع الوحي بعد وحمي.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة"10/ 451:

باطل.

أخرجهابن سعد في "الطبقات" (1/ 196): أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيمبن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس:

أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما نزل عليه ...

قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته: إما محمد بن عمر - وهو الواقدي -؛ فإنه متهم بالوضع. وقال الحافظ في "التقريب":

"متروك مع سعة علمه". وقد تقدمت كلمات الأئمة فيه أكثر من مرة.

وإماإبراهيم بن محمد بن أبي موسى - وهو ابن أبي يحيى، واسمه سمعان الأسلميمولاهم أبو إسحاق المدني -، وهو متروك أيضا مثل الواقدي أو أشد؛ قال فيهالحافظ أيضا:"متروك".وحكى في "التهذيب" أقوال الأئمة الطاعنين فيه، وهي تكاد تكون مجمعة على تكذيبه، ومنها قول الحربي:

"رغب المحدثون عن حديثه، روى عنه الواقدي ما يشبه الوضع، ولكن الواقدي تالف".

وقوله في الإسناد: "ابن أبي موسى" أظنه محرفا من "ابن أبي يحيى".

ويحتمل أنه من تدليس الواقدي نفسه؛ فقد دلس بغير ذلك، قال عبدالغني ابن سعيد المصري:

"هوإبراهيم بن محمد بن أبي عطاء الذي حدث عنه ابن جريج، وهو عبدالوهاب الذييحدث عنه مروان بن معاوية، وهو أبو الذئب الذي يحدث عنه ابن جريج".

واعلمأن هذه القصة الباطلة قد وقعت في حديث عائشة في حكايتها رضي الله عنها قصةبدء نزول الوحي على النبي صلي الله عليه وسلم، مدرجة فيه عند بعض مخرجيه، ووقعت في "صحيح البخاري" عن الزهري بلاغا؛ فقد أخرجه (13/ 297 - 303) منطريق عقيل ومعمر عن ابن شهاب الزهري عن عروة عنها؛ وجاء في آخر الحديث:

"وفترالوحي فترة؛ حتى حزن النبي صلي الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزنا غدامنه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ... " الحديث نحو رواية الواقدي.

وظاهرسياق الحديث في "البخاري" أن هذه الزيادة من رواية عقيل ومعمر كليهما! لكن حقق الحافظ أنها خاصة برواية معمر؛ بدليل أن البخاري قد ساق في أول "الصحيح" رواية عقيل، وليس فيها هذه الزيادة.

وأقوى منه: أن طريقعقيل أخرجها أبو نعيم في "مستخرجه" من طريق يحيى بن بكير - شيخ البخاري فيأول الكتاب - بدونها، وأخرجه مقرونا - كما هنا - برواية معمر، وبين أناللفظ لمعمر.

وكذلك صرح الإسماعيلي أن الزيادة في رواية معمر.

وأخرجه أحمد، ومسلم، والإسماعيلي، وأبو نعيم من طريق جمع من أصحاب الليث بدونها. قال الحافظ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير