تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب- إذا صح سند الحديث إلى ابن عباس رضى الله عنهما، فهو اجتهاد لا يعلممعتمده، فى أمر لا سبيل إلى معرفته إلا بإخبار من النبى صلى الله عليهوسلم، ولم يثبت هذا الإخبار، فالحديث موقوف على ابن عباس، فيكون فى منزلةبلاغ الزهرى، كما يؤخذ من كلام ابن حجر يجب رفضه كرفض بلاغ الزهرى، وإبطاله كإبطاله، ولعل هذا الحديث الضعيف فى سنده، الباطل فى متنه ونصه، هو مستند بلاغ الزهرى، والزهرى إمام موثق، فلا حرج على البخارى فى إلحاقبلاغة بجامعه من جهة توثيق السند، على أن البخارى لم يلحقه بجامعه إلا فىموضع واحد فقط من مواضع حديث بدء الوحي، وهى متعددة فيه بالإسناد نفسهمقرونا بإسناد آخر تارة، وغير مقرون تارة أخرى، ولم يرد فى تلك المواضعذكر لهذا البلاغ الضعيف إلا فى كتاب (التعبير) بلاغا لا تأصيلا.

ثالثا: ثبت فى الصحيح من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه، أن رسول الله صلىالله عليه وسلم تحدث عن فترة الوحي، ولم يرد فى كلامه صلى الله عليه وسلمكلمة واحدة، تشعر بما جاء فى هذا البلاغ الضعيف، حتى ولو مجرد حزن لحق بهتأسفا على هذه الفترة.

... هذا مع أنه لا نرى حرجا فى أن يكون النبى صلى الله عليه وسلم قد اعتراه شئمن الحزن فى مدة فترة الوحي، لانقطاع أنوار الشهود الروحى، ولا نرى حرجافى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يغدو إلى ذرا الجبال تطلعا لتجلياتأمين الوحي الذى عهد لقاءه فى هذه الذرا، وهذا أمر فطرى وطبيعى، فالإنسانإذا حصل له خير أو نعمة فى مكان ما، فإنه يحب هذا المكان، ويلتمس فيه ماافتقده، فلما فتر الوحي: صار صلى الله عليه وسلم يكثر من ارتياد قممالجبال، ولاسيما حراء، رجاء أنه إن لم يجد جبريل فى حراء، فليجده فى غيره، فرآه راوى هذه الزيادة وهو يرتاد قمم الجبال، فظن أنه يريد أن يلقى بنفسه، وقد أخطأ الراوى المجهول فى ظنه قطعا.

... وليس أدل على ضعف هذهالزيادة وتهافتها من أن جبريل عليه السلام كان يقول للنبى صلى الله عليهوسلم كلما أوفى بذروة جبل: "يا محمد إنك رسول الله حقا" وأنه كرر ذلكمرارا، ولو صح هذا لكانت مرة واحدة تكفى فى تثبيت النبى صلى الله عليهوسلم وصرفه عما حدثته به نفسه كما زعموا.

ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[04 - 08 - 08, 05:46 ص]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=135364

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير