وقد بالغ جدا في بعض العبارات، كقوله تعليقا على قول صاحبي التحرير: "قابلنا الكتاب على النسخة التي كتبها المصنف بخطه "؛ فقال الدكتور ماهر: قد أثبتُّ في ثنايا كتاب كشف الإيهام بما لا يقبل الشك أن المحررين لم يريا نسخة التقريب التي بخط ابن حجر بأعينهما فضلا عن المقابلة عليها. (كشف الإيهام /138)
وقوله: " من أين جاءت نسخة الميرغني عند المحررين، وهما لم يرياها؟؟! (كشف الإيهام /407).
أقول: هذه مبالغة شديدة وددت أن الدكتور لم يقع فيها، فهذا اتهام لهما بالكذب والدكتور لا يمكنه الجزم بأنهما لم يريا النسخة بأعينهما اعتمادا على ما ذكره، فربما رأيا النسخة بأعينهما وإن لم يقوما بمقابلتها، وربما قابلاها إلا في المواضع التي تعقبهما فيها الدكتور، فلا تجوز المجازفة بإطلاق مثل هذه العبارات، وقد قال تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا}، وقال: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، وقال: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}.
وقد ملأ الدكتور ماهر كتابه بعبارت شديدة قاسية، لاينبغي إطلاقها من مثله:
كقوله في ص 72: واطراد التناقض في هذا "التحرير" الذي لا يمت إلى التحرير بنسب ولا صلة.
وقوله في 158: فأين تحريرهما وتدقيقهما ومراجعتهما للمصادر الأصول؟! فإذا انتفت هذه الأمور علمت أنه ليس إلا الهوى، وتعجل الوصول، والسير وراء الاشتهار على حساب الحق والإنصاف، نسأل الله العافية والسلامة.
وقوله في ص 176: المحرران لا يتورعان عن أخذ أي نص يخدم مرادهما، وبقليل من التغيير ينسباه [كذا والصواب: ينسبانه] لنفسيهما، وهو أمر يدل على فرط احترامهما لأمانة العلم.
وقوله في ص 353: لاموا غير ملوم، وتعقبوا غير مخطئ، فكانوا كمن قصر صلاته في غير سفر، وتيمم في حضور الماء، بل كمن صلى من غير وضوء، وحج إلى غير قبلة.
وقوله في ص 375: حقا، لقد طفح الكيل، وبلغ - بل زاد - السيل الزبى، وبان ضعف تتبعهما، فهذه الترجمة ناطقة بذلك أشد النطق، ومن هاهنا نجزم بأنه لا نسخ ولا أصول بتاتا إلا نسخة الطبعة الأولى للشيخ عوامة، التي تابعاها بكل ما فيها من خطأ وصواب، وتعقب واستدراك، وبيان وتوضيح ليجعل الله ذلك آية على تحريرهما المزعوم!! والذي لم يكن لهما منه نصيب سوى الاسم، وما أكثره عليهما؟!
وقوله في ص 383: ما هذا إلا تغرير وتمويه، وأنى لهما أن يأتيا بمثل هذه الترجمة، وهما اللذان ما استطاعا ضبط نص تحريرهما؟ ولكنه الولع بالسلخ وحب الظهور ونكران الجميل.
وقوله في ص 406: أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس من النقل بلا عزو، والكتابة من غير بحث والإثبات بلا تدقيق.
وقوله في ص 456: قول من يتعجل ويلقي الأمور على عواهنها، من غير تحر ولا تدقيق ولا شمول. وما أوردهما هذه الموارد إلا الكبر، وكثيرا ما كان المحدثون يقولون في جرح الراوي: أهلكه الكبر، نسأل الله السلامة.
قال بسام: لم أقف على أحد من أئمة الجرح والتعديل جرح راويا بهذه العبارة، وإنما وجدت في هذا المعنى قول عباد بن عباد: لم يمنع هشيم من أن يسمع من سعيد بن أبي عروبة إلا الكبر والأنفة، وقولهم في أحمد ابن صالح: لم يكن له آفة غير الكبر، وقولهم في حجاج بن أرطاة: كان فيه تيه.
وكقول الدكتور ماهر في ص 458: ما دفع المحررين إلى هذا التعقب إلا الولع في تحرير أحكام الحافظ ابن حجر، بدليل أو بغير دليل، فغاب عنهما أن الزمن غير سافر، ومع الأيام يتكشف المستور، وغير الحق لا يبقى.
وقوله في ص 470: ماتركا للحافظ حقا ولاحرمة.
وقوله في ص 473: جرهما لمثل هذا نوم الليل، وانشغال النهار، فلو أنهما تعبا في هذه الترجمة ودققا وراجعا لعلما أن قولهما كله غير صحيح.
وقد نظم أبيات في لومهما وتقريعهما، كقوله في ص 8:
يادولة "التحرير" لست بدولة قد آن يقتل ليلتيك نهار
وقوله في ص 158:
فقل لمن حرر التقريب معذرة ذكرت شيئا وغابت عنك أشياء
وقوله في ص 198:
نَسْخ بلا نُسَخٍ وأنت محرر هذا لعمري منكر ونكير
فنقلت أخطاء وقلت بمثلها للنقل حبل في النقاش قصير
وقوله في ص 205:
وماأدري وسوف إخال أدري هل التحرير سير في الظلام
وقوله في ص 212:
¥