وفي ترجمة سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس الذي قال فيه الحافظ: " مقبول "، وقال فيه صاحبا التحرير: " بل صدوق، فقد روى عنه جمع غفير، وذكره ابن حبان في الثقات "، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " بل هو كما قال ابن حجر فهو وإن ذكره ابن حبان في الثقات إلا أن ابن القطان قال فيه: هو مع شرفه في قومه لايعرف حاله في الحديث" (كشف الإيهام/404).
وفي ترجمة عبدالله بن حسان التميمي الذي قال فيه ابن حجر: " مقبول "، وقال فيه صاحبا التحرير:
" بل صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع غفير، وذكره ابن حبان في الثقات، ولايعلم فيه جرح " فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " قولهما:"لايعلم فيه جرح" تسرع لايغتفر، أو جهل لايحسن الجزم به من قبلهما، وهما يدققان أقوال الحافظ ابن حجر رحمه الله، فهذا الراوي تكلم فيه حافظ المغرب ابن القطان الفاسي فقال: ... غير معروف الحال " (كشف الإيهام /431).
وفي ترجمة محمد بن الأشعث الكندي الذي قال فيه ابن حجر: "مقبول"، وقال فيه صاحبا التحرير: " بل صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، ولايعلم فيه جرح"، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " لكن علمنا فيه جرحا، فقد نص ابن القطان على أنه مجهول الحال " (كشف الإيهام/523)
فهذه أربعة أمثلة من أمثلة كثيرة غيرها احتج فيها الدكتور ماهر على صاحبي التحرير بتجهيل ابن القطان، ولما احتج صاحبا التحرير بتجهيل ابن القطان لم يقبل الدكتور ماهر منهما ذلك، ورد عليهما بأن لابن القطان اصطلاحا خاصا، فهل اصطلاحه الخاص لا يأتي إلا حين يحتج به صاحبا التحرير؟!
الوقفة الرابعة
في ترجمة الفضل بن يزيد الثمالي الذي قال فيه ابن حجر: "صدوق"، وقال صاحبا التحرير:" بل ثقة، وثقه أبوزرعة الرازي، وأبوعبدالله الحاكم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الترمذي: روى عنه غير واحد من الأئمة "، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " الأولى أنه صدوق كماقال الحافظ وسلفه في ذلك الإمام الذهبي فقد قال في الكاشف: صدوق، وليس للمترجم له في الكتب الستة سوى حديثين عند الترمذي" (كشف الإيهام/516)
أقول: ليست الأحكام بالتشهي، فصاحبا التحرير ذكرا دليلهما على ما قالاه، فكان الواجب أن يذكر الدكتور ماهر دليله على تعقبهما في حكمهما، وكل من حكم ابن حجر، والذهبي يحتاج إلى دليل كما هو معلوم.
والعجيب أن الدكتور ماهرا ناقض نفسه في ترجمة قيس بن الحارث الكندي الذي قال فيه ابن حجر: " ثقة" فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما:"بل صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمع ولم يوثقه سوى العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات"، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " هذا غير صحيح؛ فقد قال الذهبي في الكاشف: " ثقة "، فهو ثقة، فقولهما غريب لا أصل له، ولامستند سوى الهوى، فكيف ينزلانه، وقد وثقه أربعة من العلماء، وليس فيه أدنى جرح" (كشف الإيهام/518)
أقول: فلماذا أيد الدكتور ماهر إنزال صاحب الترجمة الأولى عن "ثقة" إلى "صدوق"، وقد وثقه ثلاثة من العلماء، ولا يعلم فيه أدنى جرح؟!
الوقفة الخامسة
جاء في نص التقريب الذي حققه صاحبا التحرير عقب الترجمة 5687:
" حرف الميم: ذكر من اسمه محمد على ترتيب الحروف في آبائهم، وكل من لم تذكر له كنية فهو عبدالله "
فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " كيف لنص أن يفهم، وهما يحذفان منه الكلمة والكلمتين والمقاطع حتى تقع اللائمة على ابن حجر، وتوجه أصابع الاتهام إليه بعدم التحرير، ولا أشك في أنك اكتشفت خطأهما، وها أنا أوضح لهما لا لغيرهما، فحالهما أدعى لبيان الخطأ، إذ لو ملكا التحرير لتنبها إليه. كيف يستقيم صدر كلام ابن حجر "ذكر من اسمه محمد "، مع عجزه "فهو عبدالله"؟! ولم يتنبه المحرران أن سقوط لفظة "أبو" قبل " عبدالله" وبعد "فهو"، وكان واجبا عليهما التنبه لوضوح ذلك ولإحالته المعنى تماما، فالصواب "فهو أبوعبدالله"، وهكذا جاءت في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة بما فيها أصلهما طبعة الشيخ محمد عوامة (كشف الإيهام/523).
¥