- على أن الانتصار للمظلوم مشروع - فأنا لاعلاقة لي بهما، ولم أرهما قط، وإن كنت لاأنكر جهودهما العظيمة المشكورة في خدمة السنة وتحقيق كتب العلم، وإنما قصدت الانتصار للعلم عامة وللحديث خاصة حتى لا تضيع معالم النقد الصحيح في هذا الموضوع، ويطمس نورالحق بظلام التناقضات والأوهام الملازمة للردود التي تكون خلفيتها تصفية حسابات بين المتنافسين، والضحية هي الحقيقة. أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل، وأن يجعلنا للمتقين إماما، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
وكتبه: د/ بسام بن عبدالله بن صالح الغانم العطاوي أستاذ السنة وعلومها في كلية المعلمين في جامعة الملك فيصل في الدمام، وخطيب جامع الزبير بن العوام في غرة رجب الحرام 1429هـ، في حي العمامرة في الدمام حرسها الله وبلاد المسلمين من كل شر.
أمين
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن يجعل جهدك وعملك وتعقبك في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
وأنا أكتب أصيب وأخطيء، والله يعلم أني لا أتعمد الخطأ، وأبذل جهدي على مكنني الله فيه ربي، وأسأل الله أن يكتب لي أجر صوابي وأن يغفر لي الخطأ، والزلل.
ووالله لا يغيضني أن يبين خطأ وقعت فيه، فأسأل الله أن يجعلني دائماً على الحق، وأن يجعل الحق أحب إلي من نفسي، وما كتبه الدكتور بسام فيه صواب كثير، فأسأل الله أن يبارك في علمه وعمله وأهله وولده. وأتمنى ممن يقرأ كلام الدكتور بسام أن ينتفع به، ومن كانت لديه زيادة في ذكر خطأ وقعت ففيه فوالله إن ذلك يسرني، وأتمنى عدم ذكر ردود تذهب بهاء هذا التعقب النفيس، وهذه والله نكات وفوائد وعوائد أصحح فيها ما أكتبه في قابل إيامي، وأنتفع بها.
أكرر شكري للدكتور الفاضل بسام وأسأل الله لي وله ولجميع المسلمين العلم النافع والعلم الصالح، وأن يرزقنا الله الفردوس الأعلى.
ماهر ياسين الفحل
طالب العلم الشرعي
دار الحديث
24/ 7/1429
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 07 - 08, 04:46 م]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل بسام خيرا على ما كتب وأفاد فإن النقد والتصحيح للإخوان من طلاب العلم من باب سد النقص وحفظ عرض الأخ والنصيحة له وللمسلمين فجزاك الله خيرا على ما قدمت
وجزى الله كذلك الشيخ الفاضل ماهر على ماقبل من الحق الذي أتى به الشيخ بسام وتواضع في قبول الحق وهذا علامة على شرف النفس كذلك نحسبك و لانزكيك على الله عز وجل فنسأل الله أن يزيدكما من فضله وأن يغفر لنا ولكما
محبكم
أبو الحسن الأثري
تنبيه: الرد بعلم بين الإخوة كاد أن يفقد وكذلك قبوله لأمور منها محاولة إغلاق هذا الباب وأن من تكلم في هذا الباب إنما هو من ( .... ) و لا شك أن الرد بجهل مرفوض وحاشا المشايخ الأفاضل أن يسلكوا سبيله والله الموفق
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - 07 - 08, 03:48 م]ـ
الحقيقة أننا تعلمنا حسن الخلق من الشيخين الفاضلين قبل أن نتعلم العلم فجزاهما الله خيرا.
لعله تكون لي عودة إن شاء الله بعد استكمال قراءة الموضوع إن رأيت حاجة للتعليق.
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[31 - 07 - 08, 12:07 م]ـ
لا يسعني إلا أن أشكر أخي الحبيب صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور ماهر الفحل على موقفه الكريم وتواضعه العظيم وكلماته الصادقة التي تدل على إخلاص القلب الذي خرجت منه، وأن غاية صاحبها الحق، لايداهن فيه ولايخجل منه بل يقوله به ويعلنه ولو على حظوظ نفسه التي منعت كثيرين من قبول الحق والإذعان له، فأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يحفظ الشيخ ماهرا، وأن يوفقه، ويجزيه خير الجزاء، وأن يجعله هاديا مهديا مباركا منصورا على من عداده، وأن يجعل له من كل كرب فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يرزقه من حيث لايحتسب.
وأحب أن أؤكد على أمر أشرت إليه في نقدي للكتاب، وهو أن من مقاصدي في هذا النقد أن أبين سبب ماوقع فيه من خلل، وهو غلبة العاطفة والمحبة للحافظ ابن حجر رحمه الله والمنهج العلمي الذي يمثله، فالدكتور ماهر حين كتب كتابه كان تحت تأثير هذه العاطفة، فوقع في خلل بينت وجهه في أول نقدي. والمقصود من هذا تحذير قراء الكتاب من عزو ذلك الخلل إلى ضعف علم الشيخ أو قصور ملكته، وإنما كان ذلك بسبب العاطفة المذكورة. وقد نبه العلماء على هذا في مسألة كلام الأقران. قال الذهبي رحمه الله: "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذاك كراريس، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم (ميزان الاعتدال 1/ 251).
فلم يأخذ العلماء بكلام الأقران في بعضهم بلادليل، وأعرضوا عنه، ولم يلتفتوا إليه، ولم يجعلوه قادحا في عدالة المتكلم فيه ولا في علمه، ولاقادحا في عدالة المتكلم ولافي علمه؛ لأنهم رأوا أن ذلك الكلام صدر من قائله تحت تأثير عاطفة معينة غلبت عليه. وهكذا الأمر في توثيق المحب لمن يحبه، وهو لايستحق التوثيق كتوثيق مالك لابن أبي المخارق، وتوثيق الشافعي لابن أبي يحيى، مع اتفاق العلماء عدا مالكا على تضعيف ابن أبي المخارق، واتفاقهم عدا الشافعي على تضعيف ابن أبي يحيى، ولم يجعل العلماء ذلك التوثيق الصادر عن مالك وأحمد قادحا في علمهما؛ لأنهم عرفوا أن ذلك التوثيق سببه عاطفة معينة غلبت عليهما. والعلماء بشر، لايسلمون من تأثير العاطفة في بعض تصرفاتهم.
أما الشيخ أبوالحسن الأأثري فأشكر له مداخلته، وحسن ظنه بإخوانه، بارك الله فيه وجزاه خيرا.
وأما الشيخ الفاضل أبوعبدالملك أسامة بن عقيل الحسن الكوهجي فأشكر له كذلك حسن ظنه بإخوانه، وتعليقه على هذا الموضوع، وكم أفاد وأجاد، ونصح وصدق، فلله دره، وجزاه الله خير الجزاء.
¥