[حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف في الفضائل والأحكام]
ـ[ابوتميم]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آلة وصحبه أجمعين
[حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف في الفضائل والأحكام]
اختلف العلماء في قبول الحديث الضعيف في الأحكام, وفضائل الأعمال على ثلاثة آراء:
الرأي الأول:
يرى بعض العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف مطلقاً,
أي: في الحلال والحرام, والفرض الواجب, والفضائل, والترغيب والترهيب, وغيرها,
بشرطين:
الأول: أن لا يكون الضعف شديد؛ لأن ما كان ضعفه شديدًا, فهو متروك عند العلماء كافة.
الثاني: أن لا يوجد في الباب غيره, وأن لا يكون ثمة ما يعارضه.
وجهة هذا الرأي:
يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف لما كان مُحتَمِلاً للإصابة, ولم يعارضه شيء قوي جانب الإصابة في روايته فيعمل به.
كما أن من حجتهم أنه أقوى من رأي الرجال.
من روي عنه هذا القول:
1/ الإمام أبو حنيفة –رحمه الله-
ذكر ابن حزم أن الضعيف أولى عند الإمام أبي حنيفة من الرأي والقياس إذا لم يجد في الباب غيره.
2/ الإمام مالك بن أنس – رحمه الله-
قال ابن عبد البر: " وأصل مذهب مالك والذي عليه جماعة من المالكيين أن مرسل الثقة تجب به الحجة, ويلزم به العمل, كما يجب بالمسند سواء ". [التمهيد لابن عبد البر:1/ 2]
3/ الإمام محمد بن إدريس الشافعي –رحمه الله-
عمل بعدة أحاديث ضعيفة وقدمها على القياس.
4/ الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله –
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: " الحديث الضعيف أحب إلى من الرأي ".
وقال أحمد: " طريقتي لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب ما يدفعه ".
5/ أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني –رحمه الله-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وعلى هذه الطريقة التي ذكرها أحمد بنى أبو داود كتاب السنن لمن تأمله, ولعله أخذ ذلك عن أحمد ".
6/ كمال الدين ابن الهمام –رحمه الله-
يرى كمال ابن همام أن الاستحباب يثبت بالحديث الضعيف غير الموضوع.
7/ محمد المعين بن محمد الأمين –رحمه الله-
يرى الشيخ محمد أن الحديث الضعيف يحتج به, بل يقدم على الإجماع وقول الصحابي,
وقال: " ترك الإجماع بالحديث الضعيف أولى من ترك الحديث بالإجماع ".
وغير هؤلاء من العلماء يرون الاحتجاج بالضعيف مطلقاً.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الرأي الثاني:
يرى بعض المحققين من أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً, لا في الأحكام, و لا غيرها من الفضائل والترغيب والترهيب.
وجهة هذا الرأي:
يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح, والله – عز وجل- قد ذم الظن في غير ما آية من كتابه , فقال تعالى: {و ما يتبع أكثرهم} يونس:36
و قال تعالى: {إن يتبعون إلا الظن} الأنعام:116
وقال الرسول صلى الله عليه و سلم:
" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.
من قال بهذا الرأي:
1/ يحي بن معين –رحمه الله-
2/ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري –رحمه الله-
الظاهر من صنيع البخاري في صحيحه, وشدة شرطه في الرواة, و عدم إخراجه شيئاً من الأحاديث الضعيفة أن مذهبه عدم العمل بالحديث الضعيف.
3/ الإمام مسلم بن الحجاج القشيري-رحمه الله-
يظهر من تشنيعه في مقدمة صحيحه على رواة الضعيف مذهبه عدم الاحتجاج بالحديث الضعيف مطلقاً.
4/ الحافظ أبو زكريا النيسابوري – رحمه الله –
روى الخطيب البغدادي عن أبي زكريا النيسابوري أنه قال: " لا يكتب الخبر عن الرسول صلى الله عليه و سلم حتى يرويه ثقة عن ثقة حتى يتناهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة ".
6/ أبو حاتم الرازي –رحمه الله –
7/ ابن أبي حاتم الرازي –رحمه الله-
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: " لا يحتج بالمراسيل ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة ", وكذا أقول أنا.
8/ ابن حبان –رحمه الله-
قال ابن حبان: " ما روى الضعيف وما لم يرو في الحكم سيان, أنه لا يعمل بخبر الضعيف و أن وجوده كعدمه ". [المجروحين لابن حبان: 1/ 327 - 328]
9/ الإمام أبو سليمان الخطابي –رحمه الله-
¥