تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التدليس المقبول]

ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 10:47 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

ماهي الحالات التي يكون فيها التدليس تدليسا مقبولا؟

الرجاء من الاخوة الأفاضل شرح هذا النوع من التدليس مع ايراد بعض الأمثلة.

و جزاكم الله خيرا.

ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[27 - 08 - 08, 09:37 ص]ـ

شرح المنظومة البيقونية - ابن عثيمين - (ج 1 / ص 85)

أما التدليس في الحديث فينقسم إلى قسمين: كما قال المؤلف - رحمه الله - "وما أتى مدلساً نوعان"، وبعض العلماء يقسِّمه إلى ثلاثة أقسام.

أما على تقسيم المؤلف فهو قسمان:

الأول: ذكره بقوله:

الأول الإسقاط للشيخ وأن ينقلُ عمن فوقه بعن وأن وهذا تدليس التسوية، بان يسقط الراوي شيخه، ويروي عمن فوقه بصيغة ظاهرها الاتصال.

كما لو قال: خالدٌ: إنّ عليًّا قال كذا وكذا، وبين خالد وعلي رجل اسمه محمد، وهو قد أسقط محمداً ولم يذكره، وقال إن عليًّا قال كذا وكذا.

فنقول هذا تدليس وهو في الحقيقة لم يكذب بل هو صادق، لكن هناك بعض الأسباب تحمل الراوي على التدليس: كأن يريد الراوي أن يخفي نفسه لئلا يُقال عنه أنه أخذ عن هذا الشيخ مثلاً، أو أخفى ذلك لغرض سياسي، أو لأنه يخشى على نفسه من سلطان أو نحوه، أو لغير ذلك من الأسباب الأخرى، أو لأجل أن الشيخ الذي أسقطه غير مقبول الرواية، إما لكونه ضعيف الحفظ، أو لكونه قليل الدين، أو لأن شيخه الذي روى عنه أقل مرتبة منه، أو ما أشبه ذلك.

المهم أن أغراض إسقاط الشيخ كثيرة غير محصورة، لكن أسوأها أن يكون الشيخ غير عدل، فيسقطه من أجل أن يصبح الحديث مقبولاً، لأن هذا يترتب عليه أحكام شرعية كثيرة، وربما يكون الحديث مكذوباً من قبل الشيخ الساقط.

ولا يقبل حديث المدلس، ولو كان الراوي ثقة، إلا إذا صرح بالتحديث وقال: حدثني فلان، أو سمعت فلاناً، فحينئذ يكون متصلاً.

القسم الثاني: تدليس الشيوخ: وهو ألا يُسقط الشيخ ولكن يصفه بأوصاف لا يعرف بها، وإليه الإشارة بقوله:

والثاني لا يسقطه لكن يصف أوصافه بما به لا ينعرف مثل أن يسمي أحد شيوخه باسم غير اسمه، أو بلقبٍ غير لقبه، وهو لا يمكن أن يُعرف إلا بذلك الذي لم يسمه به، أو يصفُهُ بصفةٍ عامة كمن يقول: حدثني من أنفه بين عينيه، أو حدثني من جلس للتحديث.

والأمر الذي دفع الراوي أن يفعل ذلك هو مثل الأغراض التي تقدمت في النوع الأول، لأنه يخفي اسم الشيخ حتى لا يوسم الحديث بالضعف، أو لأجل أن لا يرد الحديث، أو لأسباب أخرى.

وهذا النوع كسابقه غير مقبول إلا إذا وصف من دلسه بما يعرف به فينظر في حاله.

وهل التدليس جائز أم حرام؟

نقول: الأصل فيه أنه حرام، لأنه من الغش، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: "من غش فليس منا" 1 ولا سيما الغش في الشيء الذي ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم، فهذا أعظم من الغش في البيع، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم قال لصاحب الطعام الذي أخفى ما أصابته السماء: "من غش فليس منا" فما بالك بمن يغش في سند الحديث، هذا يكون أعظم وأشد، ولكن ومع ذلك فقد كان يستعمله بعض التابعين، وغير التابعين، لأغراض حسنة، ولا يريدون بذلك الإساءة إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلّم، ولا إلى الناس، وإنما يريدون بذلك بعض الأغراض الحسنة، ولكن هذا في الحقيقة لا يبرر لهم ما صنعوا، بل نقول: هم مجتهدون؛ لهم أجرهم على اجتهادهم، ولكن لو أصابوا وبينوا الأمر، لكان أولى وأحسن وأفضل.

ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[27 - 08 - 08, 12:21 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي محمد الاسلام و بارك الله لك في علمك و عمرك.

لكن للأسف ليس هذا ما أبحث عنه , فأنا قصدت التدليس المقبول الذي ان وجد في اسناد ما كان ذلك الاسناد صحيحا يعتد به و يقبل الحديث.

فهل من مجيب؟

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[27 - 08 - 08, 02:38 م]ـ

من التدليس المقبول تدليس من يعلم أنه لايدلس إلا عن ثقة.

ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - 08 - 08, 12:01 م]ـ

من التدليس المقبول تدليس من يعلم أنه لايدلس إلا عن ثقة.

كحديث: (يستحلون الحرة والحرير والخمر والمعازف) الذي ذكره الإمام البخاري في صحيحه؟؟

ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 02:27 ص]ـ

الأخوان الفاضلان محمد البيلى و عبدالرحمن الناصر جزاكما الله خيرا.

أخوكم في انتظار المزيد من التوضيح فهل من مجيب؟

ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - 09 - 08, 09:39 ص]ـ

السلام عليكم

أن يدلس الصحابي فيسقط الواسطة بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام مثل ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما في روايتهما بعض الروايات التي لم يعاصراها, مثل حديث بدء الوحي في البخاري الذي ترويه عائشة.

أن يدلس كبار التابعين وتدليسه مقبول لأن شيوخه صغار الصحابة مثل سعيد ابن المسيب.

أن يكون المدلس لا يدلس الا عن ثقة مثل سفيان ابن عيينة - والله أعلم -.

أن يكون المدلس غير مشهور بالتدليس ويكون لروايته رواية متصلة تقوى روايته فيقبل تدليسه في هذه الرواية.

أن يكون المدلس له رواية تعضده مرسلة أيضاً مع اختلاف المخرج لهذه الراوية كما قرره الشافعي في الرسالة.

والله تعالى أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير