[اعترافات وتناقضات علماء الشيعة في علم الحديث والرجال]
ـ[الباحث]ــــــــ[09 - 09 - 08, 12:42 م]ـ
تصنيف الشيعة لعلم الحديث لم يسبق عصر الشهيد الثاني:
فيقول شيخهم الحائري:
(ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني) المصدر: مقتبس الأثر (3/ 73).
والشهيد الثاني هو: الحسن بن زين الدين الجبعي العاملي المتوفى (911 هـ - 965 هـ).
بينما أول من ألف في مصطلح الحديث من أهل السنة والجماعة هو الرامهرمزي المتوفى سنة (360 هـ).
فالفرق بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في وضع قواعد وأسس علم الحديث = 600 سنة.
تصنيف علماء الشيعة لكتب علوم الحديث وكتب الرجال وذكرهم للأسانيد ليس حرصاً على وصول أحاديث أهل البيت إليهم صحيحة كما هي وإنما بسبب تعيير أهل السنة والجماعة لهم:
قال الحر العاملي (1033 هـ - 1104 هـ):
(والذي لم يعلم ذلك منه، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة، بل منقولة من أصول قدمائهم)، المصدر: وسائل الشيعة (30/ 258).
ويقصدون بـ (العامة): أهل السنة والجماعة.
وقال الحر العاملي (1033 هـ - 1104 هـ):
(أن هذا الاصطلاح مستحدث، في زمان العلامة، أو شيخه، أحمد ابن طاوس، كما هو معلوم، وهم معترفون به)، المصدر: وسائل الشيعة (30/ 262).
وأحمد بن طاوس: هو جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس المتوفى سنة 673 هـ.
قال الشيخ باقر الأيرواني:
(السبب في تأليف النجاشي لكتابه هو تعيير جماعة من المخالفين للشيعة بأنه لا سلف لهم ولا مصنف)، المصدر: دروس تمهيدية في القواعد الرجالية ص 86.
وابن المطهر الحلي المعروف عند الشيعة بـ (العلامة الحلي) – الذي رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية – مشهودٌ له عند الشيعة بنبوغه في العلوم العقلية.
ولكن بعد الحملة الشرسة عليه من شيخ الإسلام ابن تيمية إمام أهل السنة الجماعة في عصره بأن الشيعة أجهل الناس بالحديث:
ومن كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية في حق ابن المطهر الحلي وشيعته:
(بخلاف الرافضة فإنهم من أجهل الطوائف بالمنقول والمعقول)، المصدر: منهاج السنة النبوية (4/ 68).
ويقصد بـ (المنقول): ما تتناقله ألسنة المسلمين فقهاء ومحدثين من نصوص القرآن والسنة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن العلماء وعدّدَ بعض أقسامهم:
(والعلماء بالحديث أجلُّ هؤلاء قدراً و أعظمهم صدقاً و أعلاهم منزلة وأكثر ديناً وهم من أعظم الناس صدقاً وأمانة وعلماً وخبرة فيما يذكرونه عن الجرح والتعديل، مثل: .... ) وذكر من علماء الحديث، ثم قال (وأمثال هؤلاء خلق كثير لا يحصى عددهم من أهل العلم بالرجال والجرح والتعديل وإن كان بعضهم أعلم بذلك من بعض وبعضهم أعدل من بعض في وزن كلامه كما أن الناس في سائر العلوم كذلك، وقد صنف للناس كتباً في نقلة الأخبار كباراً و صغاراً، مثل:) وذكر بعض كتب الحديث، ثم قال ( ..... وهذا علم عظيم من اعظم علوم الإسلام، ولا ريب أن الرافضة أقل معرفة بهذا الباب وليس في أهل الأهواء والبدع أجهل منهم به)، المصدر: منهاج السنة النبوية (7/ 22، 23).
فمثل هذه الكلمات الجارحة من شيخ الإسلام ابن تيمية جعلت هذا الشيعي وشيعته يؤلفون في علوم الحديث ويأخذون بالاصطلاح الجديد (تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف) لتعيير أهل السنة والجماعة لهم.
فألّفَ ابن المطهر الحلي كتابه في الرجال (خلاصة الأقوال في معرفة الرجال) دفعاً لتعيير أهل السنة والجماعة له ولشيعته، مع أن بضاعته في الحديث والرجال مزجاة، فاختصاصه في العلوم العقلية، ومع ذلك لا نقل عندهم ولا عقل!
أخذ علماء الشيعة قواعد مصطلح الحديث من كتب مصطلح الحديث التي ألفها أهل السنة والجماعة، رغم أن طريقة متقدمي الشيعة مخالفة لطريقة أهل السنة والجماعة، فلا علم حديث ولا يحزنون:
قال الحر العاملي وهو يتحدث عن الشهيد الثاني:
¥