مُسْنَدِهِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ لَيْسَتْ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ.
فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا اِبْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ غَزَوْت مَعَ عَلِيٍّ الْيَمَنَ فَرَأَيْت مِنْهُ جَفْوَةً الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ فَقَالَ: " يَا بُرَيْدَةُ أَلَسْت أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "؟ قُلْت بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ " مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فَعَلَيَّ مَوْلَاهُ ". وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ اِبْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ الْحَدِيثَ. وَفِي آخِرِهِ: " مَنْ كُنْت وَلِيُّهُ فِعْلِيٌّ وَلِيُّهُ ". وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ , وَكِيعٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ اِبْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ وَهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَلِيٍّ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ: مَنْ كُنْت وَلِيُّهُ فِعْلِيٌّ وَلِيُّهُ. فَظَهَرَ بِهَذَا كُلِّهِ أَنَّ زِيَادَةَ لَفْظِ بَعْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ بَلْ هِيَ مَرْدُودَةٌ , فَاسْتِدْلَالُ الشِّيعَةِ بِهَا عَلَى أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ بَاطِلٌ جِدًّا. هَذَا مَا عِنْدِي وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَقَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ فِي مِنْهَاجِ السُّنَّةِ , وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: " هُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي " كَذِبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ هُوَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلُّ مُؤْمِنٍ وَلِيُّهُ فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ , فَالْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْعَدَاوَةِ لَا تَخْتَصُّ بِزَمَانٍ , وَأَمَّا الْوِلَايَةُ الَّتِي هِيَ الْإِمَارَةُ فَيُقَالُ فِيهَا وَالِي كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَمَا يُقَالُ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ إِذَا اِجْتَمَعَ الْوَلِيُّ وَالْوَالِي قُدِّمَ الْوَالِي فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ وَقِيلَ يُقَدَّمُ الْوَلِيُّ وَقَوْلُ الْقَائِلِ عَلِيٌّ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي كَلَامٌ يَمْتَنِعُ نِسْبَتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ إِنْ أَرَادَ الْمُوَالَاةَ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ بَعْدِي وَإِنْ أَرَادَ الْإِمَارَةَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ وَالٍ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ اِنْتَهَى. فَإِنْ قُلْت: لَمْ يَتَفَرَّدْ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِقَوْلِهِ: " هُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي " بَلْ وَقَعَ هَذَا اللَّفْظُ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ فَفِي آخِرِهِ لَا تَقَعُ فِي عَلِيٍّ " فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي وَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي ". قُلْت: تَفَرَّدَ بِهَذَا اللَّفْظِ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ وَهُوَ أَيْضًا شِيعِيٌّ.
قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ)
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.
وأعلم أن أبا عبد الرحمان ناصر السنة الألباني رحمه الله وغفر له قد صحح هذا الحديث فمن منكم يمدني بما جعل الشيخ رحمه الله يصحح الحديث بالرغم أن من رواته جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَهُوَ شِيعِيٌّ بَلْ هُوَ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ كما قيل في الشرح وأيضا من طريق أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ وهو شيعي أيضا،
أفيدونا وجزاكم الله خيرا
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 09 - 08, 05:24 م]ـ
هذه أول مشاركة لك بالملتقى ... أهلا
ـ[ماهر أبوعبد الله]ــــــــ[12 - 09 - 08, 05:28 م]ـ
أخي صلاح الدين
السلام عليكم ورحمة الله
هل ممكن تدلني على من يساعدني في هذا البحث
وبارك الله فيك
ـ[عبدالمنعم الشنو]ــــــــ[13 - 09 - 08, 01:29 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته
حياك الباري يا أخي و أهلا و سهلا بإخواننا من تونس ...
بالنسبة لسؤالك يا أبا عبدالله، فالرد عليه من وجهين.
الأول: أن الألباني رحمه الله تعالى، انتهى في بحثه إن جعفر بن سليمان لم يكن شيعيا غال أو رافضيا يسب الشيخين، فلو كان كذلك لا تقبل روايته و لا كرامة، فالتشيع غير الرفض، ومثله الأجلح الكندي. و هذا ما جرا عليه أئمة أهل الحديث كالبخاري و مسلم في صحيحيهما.
و الثاني: أن الحديث جاء مفرقا من طرق ليس فيها شيعيا، و منها جملة "وهو ولي كل مؤمن بعدي" فقد ذكر لها إسنادا من رواية أبي داود الطيالسي ليس فيها شيعيا هو "حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به."
عموما الحديث اختلف في صحته و قبل الجزم بثبوته من عدمه يجب جمع ما قيل فيه من كلام المحدثين ثم يكون الترجيح، و على فرض ثبوته، فليس فيه ما تقر به أعين الرافضة أخزاهم الله لما ذكرته أنت من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية المتين من الفرق بين الولي و الوالي وغير ذلك مما بسطه في المنهاج.
¥