تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

انتهى وهو عند البخاري من طرق أخرى غير هذه وقد أخرجه مسلم في الإيمان من صحيحه عن سعيد بن منصور عن هشيم به. من هدي الساري (ص / 391).

وغيره من الأمثلة كثيرة, تدل على أن من منهج الشيخين أنهما قد يرويان عن الضعيف من باب الاستشهاد لفائدة إما سندية أو متنية. والله تعالى أعلم.

رابعاً: أن يكون هذا الضعف طرأ بعد أن أخذ الشيخان أو أحدهما منه الحديث: وذلك كأن يختلط هذا الراوي بعد أن يأخذ عنه الشيخان أو أحدهما, قال ابن الصلاح رحمه الله كما في الصيانة (ص - 96): " أن يكون ضعف الضعيف الذي احتج به طرأ بعد أخذه عنه باختلاط حدث عليه غير قادح فيما رواه من قبل في زمان سدادة واستقامته كما في أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي عبد الله بن وهب فذكر الحاكم أبو عبد الله أنه اختلط بعد الخمسين ومائتين بعد خروج مسلم من مصر فهو في ذلك كسعيد بن أبي عروبة وعبد الرزاق وغيرهما ممن اختلط آخرا ولم يمنع ذلك من الاحتجاج في الصحيحين بما أخذ عنهم قبل ذلك".

وقد صرح مسلم بذلك, فعندما قال إبراهيم ابن أبي طالب له: قد أكثرت الرواية في كتابك "الصحيح" عن أحمد بن عبد الرحمن الوهبي, وحاله قد ظهر؟ أجاب بقوله: إنما نقموا عليه بعد خروجي من مصر.

رواه ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم (95 - 97) من طريق الحاكم أبي عبد الله بسند رجاله ثقات أئمة ما عدا أبا بكر محمد بن علي بن النجار فاني لم أعرفه وانظر الامام مسلم بن الحجاج ومنهجه لمشهور بن حسن (2/ 433).

وأما عن البخاري رحمه الله فقد أخذ أيضاً عن محمد بن الفضل السدوسي قبل اختلاطه ففي هدي الساري (ص / 441): "حمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان ولقبه عارم من شيوخ البخاري كان سليمان بن حرب يقدمه على نفسه وقال أبو حاتم إذا حدثك عارم فاختم عليه عارم لا يتأخر عن عفان وقال أبو حاتم أيضا والبخاري اختلط عارم في آخر عمره زاد أبو حاتم من سمع منه قبل العشرين ومائتين فسماعه جيد ولقيه أبو زرعة سنة اثنتين وعشرين ومائتين وقال الدارقطني تغير بآخرة وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة قلت إنما سمع منه البخاري سنة ثلاث عشرة قبل اختلاطه بمدة وقد اعتمده في عدة أحاديث وروى أيضا في جامعه عن عبد الله بن محمد المسندي عنه وروى له الباقون".

خامساً: أن يروي عن الضعيف لعلو إسناده, وإن كان عنده عن الثقات نازلاً, قال الامام ابن الصلاح رحمه الله كما في الصيانة (ص - 97): "أن يعلو بالشخص الضعيف إسناده وهو عنده برواية الثقات نازل فيذكر العالي ولا يطول بإضافة النازل إليه مكتفيا بمعرفة أهل الشأن بذلك وهذا العذر قد رويناه عنه تنصيصا وهو على خلاف حاله فيما رواه أولا عن الثقات ثم اتبعه بالمتابعة عن من هو دونهم وكان ذلك وقع منه على حسب حضور باعث النشاط وغيبته فروينا عن سعيد بن عمرو البردعي أنه حضر أبا زرعة الرازي وذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم ثم الفضل الصانغ على مثاله وحكى إنكار أبي زرعة على مسلم في كلام تركت ذكره منه أنه أنكر عليه روايته فيه عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى المصري وأنه قال أيضا يطرق لأهل البدع علينا فيجدون السبيل بان يقولوا للحديث إذا أحتج به عليهم ليس هذا في كتاب الصحيح, قال سعيد بن عمرو فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم ابن الحجاج إنكار ابي زرعة عليه وروايته في كتاب الصحيح عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى قال لي مسلم إنما قلت صحيح وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ويكون عندي من رواية أوثق منهم بنزول فأقتصر على ذلك وأصل الحديث معروف من رواية".

سادساً: أن يكون الراوي ضعيفاً في بعض الشيوخ دون غيرهم أو غير معروف بالرواية مثلاً عن بعض المشايخ فيرويان عنه عن غير شيوخه المعروف عنهم دون غير المعروفين بذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير