تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهناك جماعة وثقهم ابن معين وابن المديني وضعفهم غيرهم فهل يقول أحد بأنهما متساهلان.

ولو فتحنا هذا الباب ورمي أئمة الحديث بالتساهل مع بذلهم وجهدهم وتعبهم، لفتحنا باباً عظيماً للتجرأ على دعاة الإسلام والعلماء الأعلام.

3ـ أن لا يروي عن الراوي إلا راو واحد [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3) ولا يأتي بما ينكر عليه من حديثه، فابن حبان يرى أنه

ثقة لأن المسلمين كلهم عدول لذلك أودع من هذه صفته في كتابه الثقات.

وهذا اجتهاد منه، خالفه فيه الجمهور، ولكن قوله هذا ليس بحد ذاك من الضعف، بل في قوله هذا قوة خصوصاً في التابعين بل إن ابن القيم ـ رحمه الله ـ قال: (المجهول إذا عدله الراوي عنه الثقة ثبتت عدالته وإن كان واحداً على أصح القولين) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).

وأكثر المعاصرين شنع عليه من جهة هذه المسألة فقط، فلا يكاد يمر ذكر ابن حبان في كتبهم إلا ويوصف بأنه من المتساهلين في التصحيح فلا يعتمد عليه والأولى على منهجهم تقييد تساهله في هذه المسألة لا أنه يعمم وتهضم مكانة الرجل العلمية حتى جر ذلك إلى طرح قراءة كتبه، وخاض في ذلك من يحسن ومن لا يحسن دون بحث وتروي.

4ـ أن يروي عن الراوي اثنان فصاعداً ولا يأتي بما ينكر من حديثه فيخرج له ابن حبان في ثقاته وهذا لا عتب عليه فيه لأنه هو الصواب.

مع العلم أن العلماء اختلفوا في ذلك على أقوال:

1 - القبول مطلقاً (وهو الراجح).

2 - الرد مطلقاً.

3 - التفصيل.

والصواب الأول بشرط أن لا يأتي بما ينكر عليه.

ورجحناه لوجوه:

1ـ أن رواية اثنين فصاعداً تنفي الجهالة على القول الصحيح وقد نص على ذلك ابن القيم [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5).

2 ـ أنه لم يأتي بما ينكر من حديثه فلا داعي لطرح حديثه بل طرح حديثه في هذه الحالة تحكم بغير دليل.

3ـ أن الإمامين الجليلين الجهبذين الخبيرين البخاري ومسلماً قد خرجا في صحيحهما لمن كانت هذه صفته [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6) مثاله:

ـ (جعفر بن أبي ثور) الراوي عن جابر بن سمرة: (الوضوء من أكل لحوم الإبل) هذا الحديث أخرجه مسلم وتلقته الأمة بالقبول حتى قال ابن خزيمة: لا أعلم خلافاً بين العلماء في قبوله.

مع أن فيه جعفر بن أبي ثور لم يوثقه أحد إلا ابن حبان، ولكنه لم يأتي بما ينكر من حديثه وروى عنه اثنان فصاعداً قبل العلماء حديثه، وممن روى عنه: عثمان بن عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب.

(أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز) الراوي عن أبي هريرة حديث: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا … .. الحديث في مسلم).

أبو سعيد أخرج له مسلم في صحيحه مع العلم أنه لم يوثقه إلا ابن حبان ولكنه لم يرو عنه إلا الثقات ولم يأت بما ينكر.

احتمل العلماء حديثه وقد روى عنه داود بن قيس والعلاء بن عبدالرحمن ومحمد بن عجلان وغيرهم.

وفي الصحيحين من هذا الضرب شيء كثير جداً.

حتى قال الذهبي في ترجمة مالك بن الخير الزيادي: ((قال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته,

قال الذهبي: يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة)).

وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمت أن أحداً نص على توثيقهم، والجمهور على أنه من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح)).

تمت والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذا آخر ما أملاه شيخنا الحافظ أبو عبد الله

سليمان بن ناصر العلوان

بريدة ـ صباح الثلاثاء ـ

14 /محرم / 1413هـ

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) [ قال الحاكم: أخرج مسلم لمحمد بن عجلان (13) حديثاً كلها في الشواهد، (ميزان الاعتدال). أما ابن إسحاق فقد أخرج له مسلم خمسة أحاديث كلها أيضاً في الشواهد].

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2)[ ومثله مصعب بن شيبة خرج له مسلم حديث عشر من الفطرة وهو ضعيف الحديث على القول الصحيح كما ذهب إليه أحمد وانظر (3/ 147) شرح مسلم].

[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3) [ بشرط أن يكون ثقة أما إن كان ضعيفاً فابن حبان لا يوثقه كما نص على ذلك ـ رحمه الله ـ في كتاب المجروحين في ترحمه (سعيد بن زياد الداري)].

[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4)[ زاد المعاد ((5/ 456))].

[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5) [ زاد المعاد ((5/ 38))]، [وذكره الإمام الدار قطني في سننه ((3/ 174)) عن أهل العلم].

[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref6)[ وأيضاً مما يؤكد أن الراوي إذا روى عنه اثنان ولم يأت بما ينكر من حديثه أنه حجة (اتفاق أهل الحديث على تصحيح حديث حميده بن عبيد بن رفاعة في حديث الهرة انظر عون المعبود ((1/ 140))].


وفقنا الله للعلم النافع و العمل الصالح
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير