تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما رأيكم: رواية سفيان لح]

ـ[أبو باهر]ــــــــ[12 - 10 - 08, 10:08 ص]ـ

رواية سفيان عن الأعمش يجعلها محمولة على الاتصال ويكفينا قبلوها في الصحيحين وفي غيرها من الكتب

ومن يتعرف على سفيان وتبثته في السماع يدرك معرفته التامة بحديث الأعمش وعلى المتصل منه من المدلس، ومن حاله هذا لا شك في قبول روايته واتصالها

نقول ويكفينا قبولها في الصحيحين وقبول الفسوي وأحمد بن حنبل لعنعة الاعمش مطلقاً وعدم إعلال الحافظين ابن حجر والذهبي للحديث أعلاه بعنعة الأعمش

ولكي تتضح الصورة الحقيقة لرواية سفيان عن الأعمش نضيف هذا النقل لكي نطرق رؤوس البعض بالمطرقة:

سفيان أثبت الناس في حديث الأعمش ومن الطبقة الأولى من تلامذته،

وكان سفيان على معرفة تامة بالأحاديث التي سمعها الأعمش من تلك التي دلسها وعلى هذا دلائل واضحة

وقد كان سفيان من جهابذة الحديث ونقاده ومثله إن قيل إنه أثبت الناس في الأعمش فهو أولى الناس بمعرفة حديث شيخه ونقده ومعرفة علله وبنقل الصحيح منه وترك غير المسموع وإلا فما نفع حفظه ونقده وتثبته إلا لم ينفعه في شيخه!

وقد وصفه بأنه من نقاد الحديث ابن أبي حاتم فقال في الجرح والتعديل ما نصه:

(ومن العلماء الجهابدة النقاد بالكوفة سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو [عبد الله] وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طانحة باب ما ذكر من علم سفيان الثوري وفقهه .. إلخ)

أقول ومن كان من الجهابذة النقاد فمن شأنه أن يعرف ويدرك ما دلسه شيخه المكثر عنه وأثبت الناس فيه أعني الأعمش،وسننقل ما يدل على معرفته التامة بذلك، فهل يعقل أن يكون جهبداً خبيراً متثبتاً في علم الرواة الآخرين وليس كذلك فيمن هو أثبت الناس فيه؟ نترك هذا لفهم القارئ الفهيم

ثم أنقل بعض ما ذكروه من تثبت الثوري في السماع ومعرفته به ليتضح مدى تثبت الرجل فيمن يأخذ عنهم:

الجرح والتعديل - الرازي - ج 1 - ص 68 - 69

(من جودة اخذ سفيان للحديث حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - قال: كنت مع سفيان عند عكرمة فجعل يوقفه على كل حديث على السماع.

حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا على قال سمعت عبد الرحمن قال: شهدت سفيان عند العمري فجعل يوقفه في كل حديث توقيفا شديدا)

أقول فنظر إلى تثبته في الأخذ وحيطته في السماع، فمن هو أثبت الناس في الأعمش فلا شك أنه اشد تثبتاً فيه

ثم انظر في النقول التالية ما يدل على معرفته بما يحدث به الأعمش من حديثه ومن سماعه مما ينقله من حديث غيره وهل يعني ذلك إلا معرفته بما سمعه الأعمش من شيوخه وتميزه عما قد دلسه

ففي (الجرح والتعديل للرازي):

(حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يقول أخبرني الحسين بن عياش (ثقة) قال كنا تأتي سفيان إذا سمعنا من الأعمش فنعرضها عليه بالعشي فيقول: هذا من حديثه، وليس هذا من حديثه.

حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة (م ثقة) ثنا أبو داود عن زائدة قال كنا نأتي الأعمش فيحدثنا فيكثر ونأتي سفيان الثوري فنذكر تلك الأحاديث له فيقول: ليس هذا من حديث الأعمش، فنقول هو حدثنا به الساعة فيقول: اذهبوا فقولوا له ان شئتم، فنأتي الأعمش فنخبره بذلك فيقول: صدق سفيان ليس هذا من حديثنا)

أقول ومن هذا شأنه في الحفظ وفي التثبت والتدقيق في السماع والمعرفة بحديث الأعمش مدلسه من سماعه فلا يشك أحد في أن ما ينقله عنه ويرويه هو ما تيقن أنه من حديثه لا مما دلسه ومن هذا شأنه فلا شك قبول أحاديث الأعمش منه

مع ملاحظة أن كل الأحاديث الني نقلناها أعلاه من نقل الثقات

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير