تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الحديث: أخرجه أبو داوود - والبيهقي في الشعب من طريقه – وأخرجه الترمذي، والنسائي – ومن طريقه أبو بشر الدُّولابي في الكنى -، وأخرجه أبو يعلى في مسنده – كما عزاه إليه الزيلعي وابن حجر، ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى -، وأخرجه ابن حبان ي صحيحه؛ كلهم من طريق زيد بن الحباب عن عبد الله بن مسلم أبي طيبة، وتابع زيداً أبو تميلة يحيى بن واضح – مروزي، من التاسعة، من رجال الجماعة، ثقة - عند الترمذي، وذكر زيادة خاتم الذهب، فالظاهر أنها من تفرد أبي تميلة، وهذا الحديث مروزي مداره على أبي طيبة وإسناده ضعيف لا تقوم به حجة لما تقدم من حال أبي طيبة؛ ولا ينهض حديثه وحده على تقرير المنع، ولذا ضعفه الترمذي في سننه فقال: " هذا حديث غريب "، والنسائي في الكبرى؛ فقال: " هذا حديث منكر " وقال ابن حجر في الفتح: ((كأنه – أي البخاري -لم يثبت عنده شيء من ذلك – أي النهي -على شرطه)) ا. هـ، وضعفه ابن عبد البر في التمهيد، وقال النووي عنه في المجموع: (وفي إسناده رجل ضعيف)، وضعفه ابن رجب في أحكام الخواتم، وشكَّك ابنُ حجر في الفتح في صحته، وقال: (فإن كان محفوظاً حُمِلَ المنعُ على ما كان حديداً صرفاً)، وضعفه الشيخ الألباني من حديث بريدة في ضعيف السنن وفي ضعيف موارد الظمآن، نعم؛ صححه بعض أهل العلم كابن حبان في صحيحه، فقال: (ذكر الزجر عن أن يتختم المرء بخاتم الحديد أو الشبه)، وساقه بإسناده إلى أبي الكريب محمد بن العلاء الهمداني عن زيد بن الحباب به.

والصواب: أن هذا الحديث جاءنا من مرو وتفرَّد به أبو طيبة، ولا يحتمل لمثله فالحديث ضعيف، وهو من النكارة ليس ببعيد.

2. قال إمام السنة الإمام أحمد في موضعين من المسند: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتما من ذهب فأعرض عنه، فألقاه واتخذ خاتما من حديد، فقال: هذا شرٌّ – وفي الرواية الأخرى: أشرٌّ -؛ هذا حلية أهل النار، فألقاه فاتخذ خاتما من ورق؛ فسكت عنه

- يحيى: هو الإمام يحيى بن سعيد القطان الثبت الحافظ المتقن، توفي سنة 198 هـ.

- ابن عجلان: هو محمد بن عجلان أبو عبد الله المدني، من الخامسة، توفي في المدينة سنة 148 هـ، أخرج له الأربعة، ومسلمٌ استشهاداً، والبخاري تعليقاً، وثقه عامة الأئمة وإنما أخذوا عليه الاضطراب فيما يسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي حديثه عن نافع، وتابع المثنى بنُ الصباح ابنَ عجلان على حديثه هذا – ذكره ابن رجب في أحكام الخواتم -.

- عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: سند مشهور معروف كتبه العلماء الأئمة وما تركوه، وحسَّنه بعضُهم، وأنكروا تفرداته، تعرف وتنكر.

هذا الحديث: رواه أحمد في مسنده في موضعين بالسند نفسه، ومسدَّد في مسنده من طريق يحيى، والبخاري في الأدب المفرد من طريق سليمان بن بلال، ورواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان كلاهما من طريق همام بن يحيى ثلاثتهم عن محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب به؛ واختصره همَّامٌ بلفظ: " نهى عن خاتم الذهب وعن خاتم الحديد " وهذا إسناد محتمل واختلف العلماء في صحة حديث ابن عجلان هذا، فالبيهقي استنكر لفظ المسند إذ فيه: أن خاتم الحديد شرٌ من الذهب، فقال البيهقي: (وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، مرفوعا في كراهية التختم بالحديد، وقوله حين اتخذه: هذا أخبث وأخبث، وليس بالقوي) ا. هـ، وحديث ابن عجلان هذا ضعفه أيضاً ابنُ عبد البر في التمهيد، وغمزه ابن رجب في أحكام الخواتم.

واختار بعض أهل العلم صحة هذا الحديث فقال ابن مفلح في الفروع: (حديث حسن)، وجزم بصحته الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد وفي آداب الزفاف.

سؤال: هل الإمام أحمد يصحِّحُ حديثَ بُرَيْدَة وحديثَ عمرو بن شعيب المتَقَدِّمَيْنِ؟

سُئِلَ الإمامُ أحمد رحمه الله من أكثر من واحد من تلاميذه عن خواتم الحديد، وكل أجوبة الإمام أحمد تدل على أنه كان يكرهه شديداً، وانضاف إلى ذلك في بعض أجوبة الإمام أحمد أنه كان يذكُرُ حديثَ عمرو بن شعيب، وتارة كان يجزم هو بأن خواتم الحديد حلية أهل النار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير