ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 12 - 02, 10:36 ص]ـ
غفر الله و سامح من رمى الترمذي بالتساهل، و الحق أن المتساهل هو من رمى الترمذي بذلك، و تساهله من جهة أنه لم بنى حكمه على نماذج معينة، فلم يستوعب ما حكم عليه الترمذي في الجامع.
و ثانيا: تساهله من جهة تفسير مصطلحات الترمذي، حيث ظنوا أن ما قال فيه الترمذي حديث حسن، معناه أنه يحتج به، و هذا خطأ، كما سبق بيانه في مناسبة أخرى، كذلك مصطلح حسن غريب الذي يريد به الإعلال، ظنوا أنه احتجاج منه.
ثالثا: لم يفرقوا بين التساهل في القاعدة و الشرط الذي يشترطه الناقد و بين الحكم على راو أو تصحيح حديث لراو مضعف عند غير الناقد.
و خامسا: حكموا على تصحيح الترمذي من جهة تضعيف غيره، و هذا جهل؛ و هل الترمذي ملزم بقول غيره، هذا ناقد و ذاك ناقد ..
من أرد أن يحقق تساهل الترمذي فلينقل لنا تضعيفه لراو و حكمه على حديثه بالصحة مع التفرد بها، و ذلك لأن الترمذي قد صحح لمن هو مضعف عند غيره لأنه متابع عليه من الثقات، و قس على هذا.
الغريب أن الترمذي أكثر أحكامه على الأحاديث مأخوذة من شيوخه: البخاري و أبي زرعة و الدارمي بل من أحمد و غيره ..
فهل يتصور إمام ناقد متبحر في العلل، يناقش شيوخه في تعليلاتهم كما تراه في أمثلة كثيرة في الجامع و العلل المفرد، ثم يكون متساهلا فيما يعرفه صبيان الحديث اليوم، حاشا لله ...
أنتم تلاميذ الكتب تعرفون ضعف فلان من الراوة، و أولئك شيوخ الحفظ و الفهم و المعرفة، الذين ينظرون في مرويات الرواة أنفسهم ثم يخلصون إلى حكم عليهم: متساهلون!!!
في نظري أن جميع من قال بتساهل الترمذي لم يزل بعد لم يفهم طريقة النقاد في أحكامهم على الأحاديث، بل أقولها: لا يزال تعظيمه للأئمة المتقدمين ضعيفا، فعظم أقوالهم في نفسك، و قلب النظر فيها، فإنه بإذن الله سينكشف عنك سوء الفهم الذي قد غشي عقلك!
و من يرمي الترمذي اليوم بالتساهل هم أولئك الذين لا نزال نقرأ لهم: لا أدري كيف صححه، لا أدري كيف قال هذا مع أن فلانا اأوثق من فلان، لا أدري كيف فاتت هذه المتابعة على الحافظ فلان، لا أدري ما وجه تضعيفه له، لا أدري ما وجه نكارته، لا أدري ما وجه بطلانه، لا أدري كيف حكم بإرساله مع أن زيادة الثقة مقبولة،؟؟؟؟؟
تساؤلات كثيرا ما نقرؤها و هي تدل على قلة الفهم و قلة الإحاطة بمنهجهم في النقد، و لاأدري لِمَ لَمْ يقل تلاميذهم و الذين جاؤوا من بعدهم كما قال هؤلاء؟، أخوفًا منهم - مثلا -؟ أضعفًا في فهومهم؟! - كلا و الله -.
إذن، ما الذي ترك النقاد يسيرون على منهج واضح، متزن؟
الجواب هو وحدة المنهج و قوة الحفظ و دقة الفهم.
و قد يحصل اختلاف لقوة الاختلاف و دقة المسألة، فيرجح هذا كذا و يرجح الآخر غيره، لكن الكل فهم لم الحكم، فهذا فهم حكم ذاك لكن لم يره وجيها، و هكذا الآخر، و هاهنا يجد الباحث فسحة في اختيار حكم من رأى قوله الأظهر أو الأقرب إلى ما يوافق القواعد مع أمور أخرى لا مجال الآن لبيانها ..
و المسألأة طويلة لا أد الخوض أكثر
ـ[ابواحمد السلفي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 01:21 م]ـ
جزاكم الله خير
ولكن اين ذكر ابن تيمية الترمذي بالتساهل؟؟؟
ـ[ abuali12] ــــــــ[20 - 12 - 02, 01:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله يا اخوان وبارك الله فيكم وزادكم الله علما وفهما
وشكر خاص للاخ ابى تيمية فكلامه ممتع جدا بارك الله فيه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 12 - 02, 09:01 م]ـ
وكثير بن عبد الله المزني قال عنه الحافظ الذهبي في الميزان (3/ 406): قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب.
وضرب أحمد على حديثه.
وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال ابو حاتم: ليس بالمتين.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة.
وأما الترمذي فروى من حديثه: الصلح جائز بين المسلمين. وصححه فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.ا. هـ.
¥