يسرني جدا أن أراك تأخذ بمنهج واحد في نقدك للأخبار ..
و يسرني و وو ..
أقول هذا، لأنني أخي المحترم، أراك أخا مسلما قبل كل شيء، و ثانيا تحب العلم و بالأخص علم الحديث ...
ولكن، يا أخي الكريم ليس هكذا يؤخذ العلم و لا هكذا ينشر و يذاع ..
أخي الكريم .. كم و كم تركت التعليق على ما تكتب رغبة في عدم إثارة ردودك (!) علينا، التي – و الله – تعيقني كثيرا عن أعمالي، و لو كان يحصل لي من ورائها نفع و علم لفرحت بذلك ..
أخي المحترم ... لقد سبق أن قلتَ ما قلت من طعنك في أحاديث في أحد الصحيحين؛ و كلامك في رمي غير واحد من أئمة النقد بالتساهل كالنسائي في توثيقه للمجاهيل و كذا من قبله ابن معين، و دواليك ..
أخي الكريم سبق منك وضع تقسيمات مخالفة لمنهج النقاد جميعا المتقدم منهم و المتأخر، قسمت الأحاديث إلى صحيح و موضوع، و لم تفرق بين الضعيف و الموضوع ..
سبقت أشياء كثيرة جدا جدا، لا داعي لإحصائها، و كل من قرأها وجد فيها الذي ذكرته هنا ..
أخي الأمين ... اكتب ما تشاء أن تكتبه، لكن يا أخي راع أمورا:
أولا: حرر معلموتك – و لو القديمة -، فإن أكثر ترسبات الماضي تجلب المتاعب العلمية، حرِّر المسألة بأدلتها و اذكر نتائجك التي توصلت إليها، و لو كانت عن طول نظر و نحوه، فقل مثلا:
هذا الذي تبين لي مع طول النظر في كتاب فلان، أو هذا مع التتبع أو هذا الذي تبين عندي من خلال دراسة لجزء من كتابه و نحو هذا مما يدل على تحرير – و لو كان غير تام – للمسألة ..
و ثانيا: احترام النقاد و التلطف معهم في الرد، فلا تقل لي النسائي متساهل في توثيق المجاهيل، كيف صار عندك مجهولا و عند النسائي ثقة!
يعني أخي،، أبدِ ما عندك من براهين و قرائن كي نستدل بها على وجهة نظرك ..
وثالثا: أخي، تقبل ما يصدر ضد آرائك، فماذا تنتظر منا أن نفعل حيال اجتهاداتك – و لك ذلك – التي فيها تضعيف ما صححه البخاري أو مسلم، و التي فيها نسف ما جرى عليه الأئمة و نحو هذا ..
ما دمت تكتب مثل هذا فتقبل ما يكتب ردا عليك ..
و البادي أ ...
أخي الأمين
من لم يأخذ بالمذكور سيقع حتما في نحو هذه التخبطات العلمية المنهجية و التطبيقية؟
و هذا الرد بالتفصيل على ما جاء في ردك اللطيف!
أولا: اعلم يا أخي الأمين أنني لم أقصدك شخصيا في الرد، و لا كنت مستحضرا شخصك حال الرد، و إنما تكلمت عن المسألة و المتساهلين فيها على وجه العموم، و الحافظ الذهبي بعيد كل البعد عن رميي له بالتساهل – حاشا لله – فالحكم على وجه العموم لا يلزم منه عدم تخلف فرد أو أفراد من أفراده، فالعذر للذهبي أو لغيره قائم، و هذا تجده كثيرا في كلام العلماء، و لا يريدون به تنقيص المردود عليه، بل بيان خطأ المسألة و مجانبتها للقول الصواب، لكن القول متساهل فيه ..
و ثانيا: يا أخي الكريم، قلتَ في ردك: (فالإمام الذهبي ينقل عن جمهور العلماء وليس رأياً شخصياً خاصاً به. ثم يأتي أحد الناشئين ويتحدث عن تحسين الترمذي. وهذا يدل على أنه لم يقرأ كلام الذهبي أصلاً، لأن الذهبي يتحدث على التصحيح وليس التحسين. وإذا كان صاحبنا لا يدرك الفرق بينهما فسلام على العلم)
و قلت أيضا (فإنه يخلط بين الوصف بالتساهل وبين الوصف بالغفلة والتناقض.)
و قلت غفر الله لي ولك: (ولعله لم يقرأ ما كتبه الحافظ الذهبي في ذلك الكتاب. وآفة هذا العصر هي العجلة.)
و قلت أيضا (وهذه عجيبة لا تحتاج لتعليق مني، فهو لا يميز بين المنهج في توثيق الرجال وبين المنهج في علل الحديث!)
بارك الله في الأمين و زاده من هذا العلم و بارك له فيه ..
أخي الكريم الأمين ...
أ – أخبرك أخي المكرم أن كلام الذهبي أحفظه منذ زمن بعيد، و الحمد لله، و لقد فتح الله علي فعرفت السلف و علمهم و كنت مقدرا لهم، و قد نفعني الله بذلك، و قد رددت على من رمى الترمذي بالتساهل لما رددت على حسان عبد المنان عام 1413 لما طبع كتاب حوار مع الشيخ الألباني و كان قد رمى فيه الترمذي بالتساهل، و قد قرأت كلام الجديع لما طبع كتابه كشف اللثام عام 1989 و لا يزال كلامه في ذهني و كلام الذهبي من قبل، و قد بحثت كلام الذهبي و بينت وجه الخطأ فيه في مجلس لما كنت أدرس للشباب كتاب العلل المفرد للترمذي، فقد أخرج حديثا لكثير و سأل عنه البخاري، فاطمئنّ يا أخي: كلام الذهبي لست بناسيه و كيف أنساه و به أرعد من أرعد و رمى الترمذي بالتساهل، و كلمة الذهبي هذه صارت حديث الألسن في المجالس و الدروس،و خبرها سيأتيك بعد – إن شاء الله –
ب – قلت أخي الكريم (الذهبي يتحدث على التصحيح وليس التحسين)
أقول لك: أدري، لكنك أخي لا تدري أنني أدري ما لا تدري، الذهبي تحدث عن الأمرين في الميزان، و قد أشرت إليهما الإثنين، قلتُ (حكموا على تصحيح الترمذي من جهة تضعيف غيره)
و هاك تفصيل ما فاتك:
¥