فادعوا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى دعوته دعاوى لا يهضمها إلا من حرمه الله تعالى نعمة العقل السليم والفهم الصحيح!
فمرة اتهموه بأنه من الخوارج، وأنه وأتباعه سيماهم التحليق كما صحّ الخبر عنه عليه الصلاة والسلام!
وتارة زعمو أنه من نسل ذي الخويصرة التميمي!
وتارة زعموا أنّه من نسل مسيلمة الكذّاب الذي قتل في اليمامة!
ومن بين تلك الترّاهات والأباطيل زعمهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قد أخبر بطلوع قرني الشيطان في منطقة يقال لها نجد وأنّ هذه البلاد –أي نجد- هي موضع الفتن والزلازل والدّاء العضال، وبما أنّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى نشأ في نجد وعاش فيها ودعا إلى (مذهبه الجديد!) فيها فقد صدق فيه وصف النبي صلى الله عليه وسلّم فوجب الحذر من الشيخ محمد بن عبد الوهّاب ودعوته بل ومحاربته بكلّ وسيلة وبكلّ طريقة! وإن تطلّب ذلك الكذب والبهتان والتدليس والتلبيس وقلب الحقائق وكتمان العلم!!
فها هو أحد خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وهو المدعو ابن عفالق يقول في رسالته للشيخ ابن معمر رحمه الله:
(وفي فضل أهل الشام واليمن والحرمين وفارس ما يعرفه من له أدنى معرفة بالأحاديث وأما أنتم يا أهل اليمامة ففي الحديث الصحيح عندكم يطلع قرن الشيطان، وأنتم لا تزالون في شر من كذّابكم إلى يوم القيامة. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار). رسالة ابن عفالق لابن معمر ق 49.
ويسوق (الحداد) بعض تلك الفرية، فيزعم أن الشيخ الإمام هو قرن الشيطان يقول الحداد في كتابه (مصباح الأنام ص7.):
(وقد استنبط العلماء من مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم (يطلع منها – أي نجد – قرن الشيطان) من معجزاته، لأنه أتى بالياء للاستقبال؛ لأن مسيلمة لعنه الله، في حياته عليه السلام طلع، وادعى النبوة، وهلك في خلافة الصديق .. ، ولم يطلع قرن الشيطان إلا بعد الألف والمائة والخمسين، وهو محمد بن عبد الوهاب رأس هذه البدعة وأسّها).
ويورد (الحداد) بعضاً من علامات الخوارج، ليدعي - زوراً - وجودها عند من يسميهم بالوهابيين فيقول كاذباً:
(وأهم من ذلك كله ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المبينة لعلامات الخوارج، مما يبين أن ابن عبد الوهاب وأتباعه منهم، ككونهم من نجد، وكونهم من المشرق، ومعلوم أن نجدا شرقي المدينة، وكون سيماهم التحليق، مع كونهم من المشرق). ص5 باختصار.
ويقول الحداد:
(قال السيد العلامة المنعمي في مطلع قصيدة له في الرد على النجدي لما قتل عدة لم يحلقوا رؤوسهم قال:
أفي حلق رأسي بالسكاكين والحد****حديث صحيح بالأسانيد عن جدي) ص6.
ويأتي أفاك آخر، وهو المدعو عبد الرؤوف، حيث ساق حديث (اللهم بارك لنا في شامنا)، وما ورد في شأن الخوارج من الأحاديث .. ثم قال:
(المراد به أصحاب ابن عبد الوهاب فإن شعارهم تحليق شعر رؤوسهم أجمع، وعدم اتخاذ القنازع كما هو الأعراب قديماً وحديثاً، وإذا دخل الرجل في دينهم، أول ما يأمرونه به حلق شعر رأسه أجمع، وبهذا تعرف الوهابية عن سائر الأعراب كما هو معروف، فالحديث نص على رد الوهابية) (فصل الخطاب) ق 15.
ويزعم عثمان بن منصور أن نجد اليمامة هي قرن الشيطان، فيقول: (وقد امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعاء لها لما دعا للشام ولليمن والمدينة، لما علم بعلم الله ما يحدث فيها ومنها، وقال فيها (أولئك منها الزلازل والفتن، ومنها ما يظهر قرن الشيطان). نقلاً عن (مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام)، ص 234.
ويتهم الرافضي محمد حسن الموسوي الوهابيين بأنهم على نهج الخوارج. ثم يقول كاذباً (أن الوهابية أصحاب الزلازل والفتن بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم). (البراهين الجلية)، ص 71.
ويدعي النبهاني أن نجد اليمامة هي قرن الشيطان، وأنها من بلاد المشرق التي ذمها الرسول صلى الله عليه وسلم يقول النبهاني في الرائية الصغرى، ص 27.:
أشار رسول الله للشرق ذمّه **** وهم أهله لا غرو أن أطلع الشرا
به يطلع الشيطان ينطح قرنه**** رؤوس الهدى والله يكسره كسرا)
ويورد العاملي الأحاديث التي في ذم المشرق، وذم نجد، ليحملها على نجد اليمامة انظر: (كشف الارتياب)، ص 119، 120.
ثم يدافع عن موطنه – العراق -، فيقول نافياً أن تكون العراق هي نجد قرن الشيطان-.
¥