ولمسلم من رواية عكرمة بن عمار عن سالم سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده نحو المشرق ويقول ((ها ان الفتنة ههنا ثلاثا حيث يطلع قرن الشيطان)) وله من طريق حنظلة عن سالم مثله لكن قال ((ان الفتنة ههنا ثلاثا)) وله من طريق فضيلة بن غزوان سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول ((يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان)) كذا فيه بالتثنية.
وله في صفة إبليس من طريق مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر مثل سياق حنظلة سواء وله نحوه من رواية سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار أخرجه في الطلاق ثم ساق هنا من رواية الليث عن نافع عن بن عمر مثل رواية يونس الا انه قال ((الا ان الفتنة ههنا)) ولم يكرر.
وكذا لمسلم وأورده الإسماعيلي من رواية احمد بن يونس عن الليث فكررها مرتين
الحديث الثاني
6681 قوله عن بن عون هو عبد الله عن نافع عن بن عمر قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ((اللهم بارك لنا في شأمنا)) الحديث ...
قوله قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة ((هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)).
وقع في رواية الترمذي والدورقي بعد قوله ((وفي نجدنا)) قال ((اللهم بارك لنا في شأمنا وبارك لنا في يمننا)) قال وفي نجدنا قال ((هناك)) فذكره لكن شك هل قال بها أو منها وقال يخرج بدل يطلع وقد وقع في رواية الحسين بن الحسن في الاستسقاء مثله في الإعادة مرتين وفي رواية ولد بن عون فلما كان الثالثة أو الرابعة قالوا يا رسول وفي نجدنا قال ((بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان))
قال المهلب: انما ترك صلى الله عليه وسلم الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن.
إلى أن قال:
وقال الخطابي القرن الأمة من الناس يحدثون بعد فناء آخرين وقرن الحية أن يضرب المثل فيما لا يحمد من الأمور وقال غيره كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية فكان كما أخبر وأول الفتن كان من قبل المشرق فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة.
وقال الخطابي: نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة وأصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة انتهى.
وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي ان نجدا من ناحية العراق فإنه توهم ان نجدا موضع مخصوص وليس كذلك بل كل شيء ارتفع بالنسبة الى ما يليه يسمى المرتفع نجدا والمنخفض غورا. اهـ
فما قولكم الآن، يا عميان؟!! هل الحافظ ابن حجر ومن قبله الإمام الخطابي عليهما رحمة الله وهّابيان؟!!!
وجاء في كتاب ((السنن الواردة في الفتن)) لأبي عمر الداني رحمه الله (1/ 245 وما بعدها) دار العاصمة الرياض ط1 تحقيق: د. ضاء الله المباركفوري:
45) روى بإسناده إلى سالم ابن عبد الله رحمه الله قال: يا أهل العراق ما أسئلكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول إن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الفتنة تجىء من ها هنا وأومى بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان)) وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز وجل له وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا. اهـ انظر مسند أبي يعلى (9/ 383) حديث رقم 5511.
وقال العلامة أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاّني عليه رحمة الله في ((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)) (10/ 188) دار الكتاب العربي ط7 سنة 1323 هـ:
وإنّما أشار عليه الصلاة والسلام إلى المشرق لأنّ أهله يومئذ أهل كفر فأخبر أنّ الفتنة تكون من تلك النّاحية وكذا وقع فكان وقعة الجمل ووقعة صفين ثمّ ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق وكان أصل ذلك كلّه وسببه قتل عثمان بن عفّان رضي الله عنه. وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلّم وشرف وكرم. اهـ
¥