تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دعوى " تضعيف الحديث لعدم وروده في أحد الكتب التسعة " دعوى باطلة]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 05:14 م]ـ

قال الشيخ أسامة العتيبي في كتابه " التنويه والإشارة بثبوت حديث الإغباب بالزيارة " (ص 77 - 80 / ط. دار الفلاح):

الجواب عن هذه الشبهة (أي تضعيف حديثٍ ما لعدم وروده في أحد الكتب التسعة) من وجوه:

الوجه الأول: إن عدم إخراج أصحاب الكتب الستة أو التسعة (1) لحديث لا يدل على ضعفه عند أهل الحديث، لأنهم لم يدّعوا أن كتبهم شاملة لكل الأحاديث الصحيحة، بل هي مشتملة على أصول الشريعة، وحديث " زر غبًّا ... " إنما هو من أحاديث الآداب التي لم يستقصها أصحاب الكتب التسعة.

الوجه الثاني: أن ثمّة أحاديث صحيحة بإجماع العلماء لم يخرجها أصحاب الكتب التسعة موجودة في معاجم الطبراني ومسند أبي يعلى وغيره من الكتب المشهورة، وقد ألّف الهيثمي كتاب " مجمع الزوائد "؛ وهو زوائد مسند أحمد، ومعاجم الطبراني، ومسند أبي يعلى، ومسند البزّار، على الكتب الستة فبلغت أحاديثه ألوفاً، ويقع في عشر مجلّدات! منها حديث صحيح كثير، ويقع في صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبّان وسنن الدارقطني ومستدرك الحاكم وسنن البيهقي أحاديث صحيحة خارج الكتب التسعة.

الوجه الثالث: أن الأمّة مجمعة عمليًّا على بطلان هذه الدعوى، إذ لو كانوا يرون أن الحديث إذا كان خارج الكتب الستة أو التسعة يكون ضعيفاً لِما رووا أحاديث في كتبهم لغير ما في الكتب المذكورة، ولاقتصروا على ما خرّجه أصحاب الكتب الستة أو التسعة وما يشهد لها أو ما اشتمل على متابعة.

فنجد أن علماء الأمّة على خلاف هذا، وأنهم يستفيدون أحاديث صحيحة من خارج الكتب التسعة، بل يؤلّفون كتباً يصفونها بالصحيح؛ كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبّان والإلزامات للدارقطني، ويروون أحاديث خارج الكتب التسعة.

الوجه الرابع: أن من فنون العلم المعروفة الاستخراج على الكتب المشهورة المعروفة كالصحيحين وسنن الترمذي ونحو ذلك، ومعلوم أن المستخرج قد يزيد أحاديث خارج الكتب الستة ولم نجد أحداً أنكر ذلك، بل الجميع متفق على تصويب ذلك الصنيع، مع عدم التسليم المطلق لكل زيادة أو كل حديث خارج الكتب الستة، بل يعرض على أصول علم الحديث وتطبّق عليه شروط الحديث الصحيح أو الحسن، وبناءً عليه يُحكَم بالصحة أو الحسن أو الضعف أو الوضع.

ومعلوم أن مسند أبي عوانة مستخرج على صحيح مسلم، ويُطلق عليه أيضاً " صحيح أبي عوانة "، ومع ذلك فهو يزيد أحاديث خارج الكتب التسعة؛ منها الصحيح، ومنها ما دون ذلك، ومنها الضعيف.

وكذلك كتاب " الأحاديث المختارة " للضياء المقدسي؛ فيه أحاديث صحيحة كثيرة خارج الكتب التسعة، وقد أثنى على هذا الكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

الوجه الخامس: أن من فنون الحديث كتب الزوائد، ومنها الزوائد على الكتب الستة؛ كمجمع الزوائد للهيثمي، وإتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، ولم يقل أحد من العلماء أن كتب الزوائد من كتب الأحاديث الضعيفة والموضوعة! بل منها الصحيح ومنها الضعيف ومنها الموضوع.


(1) الكتب الستة: هي صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي الصغرى، وسنن ابن ماجه.
والكتب التسعة: هي الكتب الستة إضافة إلى مسند الإمام أحمد، وسنن الدارمي، وموطأ الإمام مالك.

ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[10 - 11 - 08, 06:49 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه، وهذه الدعوى واضحة البطلان، كما بينتم والحمد لله رب العالمين

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 11 - 08, 06:52 م]ـ
في هذا الرابط كلام أقعد وأجود:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81942

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير