تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أي صورة من التحدي هذه؟ .. وكم من دروس عظام فيها!!]

ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[13 - 12 - 08, 01:06 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كنت قد دونت -من بين ما كتبت ودونت من الجزء الذي وقع بيدي من كتاب "ايناس الموحدين" للشيخ آل عبدالرحمن البصري المديني وقد اجبت عن كتابه العديد من الأخوة ..

دونت هذه العبارة،وهي لصاحب الايناس رعاه الله،وهاكم أنظروا فيها ... :

قال: ومن السجن بعث رحمه الله تعالى برسالة مخراق الى الاخنائي قاضي المالكية بمصر،وهي التي سميت بالرسالة الاخنائية فيما بعد،فأمر السلطان باخراج ما عنده من كتب وورق،لكنه رحمه الله تعالى ما أنكسرت عزيمته أبدا،ولا طاوعت روحه أن يبقى منعزلا عن ما حملته روحه المباركة من أمانة عظيم،فأخذ يجاهد روحه أمام هذه الحُديا ثم فكر وتأمل .. ووجدها أمامه،أنها صفحات ذلك الجدار،وكأني أنظر اليه وهو يقترب ليختبر مادة الجدار ويحدث نفسه: هل يمكن ذلك؟ ثم ما لبث أن صدع قائلا: ولم لا انها الرواهص!،ثم لما أنتهى من كتابه هنا، أنتقل لصفحة الجدار الآخر،وبقى هكذا مجاهدا حتى لما طال نفسه وعظمت على الحدث رأى أن الباب ذات يوم يفتح عليه ويدخل نائب السلطان ليعتذر له ...

فقلت: أي رجل هذا، وأي جهاد ذاك؟

ثم تساءلت: يا ترى ماذا كتب على الجدران ذلك الجحجاح؟؟

ثم تحدث صاحب الايناس على ما كان يشغل فكر الشيخ في تلك الفترة وقال:لا ادري فلعله أراد أن يبين لهم حججه في أقواله وتحقيقه لدراياته فيها،ويشجب عليهم ما أضافوه ليأتي بالرحيض.

ثم اضاف رعاه الله:

وهذا ما يمكن أن ننعطف عليه عند الفترة التي نحن فيها من حياة الشيخ،فاذا تتبعنا لها بدقة وجدناها تقع عند سنة 726هـ،وفي أيام هذه السنة استطاع أعداء الشيخ رحمه الله تعالى استخراج فتوى قديمة له تقضي بتحريم زيارة قبور الأولياء،وتنهى عن شد الرحال الى المسجد النبوي بقصد التبرك بقبر الرسول "صلى الله عليه وسلم"،وقد حققنا أن هؤلاء ما تركوا الفتوى بل أجروا عليها اضافات بما يقتضي اتهام الشيخ في الاساءة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.

الأمر الذي اقتضى عودته الى سجن القلعة،وفي تلك الفترة مات أخوه "شرف الدين" الذي كان يخدمه في السجن وبقى وحيدا.

ثم أضاف صاحب الايناس:

فلا عيل عوله، فقد أنتصر بسلاح واحد،غير الروح والعزيمة الجلمد:

نحيف الشوى يعدو على أُم رأسه .......... ويحفي فيقوى عدوه حين يقطع

يمج ظلاماً في نهار لسانه ................... ويفهم عمن قال ما ليس يسمع

وكان المتني يشير الى القلم.

رأيتك في الذين أرى ملوكاً .... كأنك مستقيم في محال ِ

فان تفق الأنام وأنت منهم ..... فان المسك بعض دم الغزالِ

فأي دروس تلك التي تقف وراء هذه الحادثة ..

فهل لقنواتها من مطلب؟!!


المخراق: النافذ من الأمور.
الحُديا: المنازعة والمباراة.
الرواهص: الصخور المتراصة الثابتة.
الجحجاح: السيد السمح الكريم.
الرحيض: المصفى،والمنقى.
عيل عوله: نفذ صبره.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير