سالم آل عبدالرحمن البصري المديني والاعتناء بالآثار والسُنن ..
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[25 - 12 - 08, 07:55 ص]ـ
كيف نعتني بالآثار والسُنن لآل عبدا لرحمن البصري المديني
قال أ. د.سالم آل عبدا لرحمن البصري المديني في رسالته "الاعتناء بالآثار والسُنن"- عن مجموع أشرطة كثيرة،تسجيل سنة 1991للميلاد .... وهي موجهة إلى كل طلبة العلم وخاصة المشتغلين منهم بالتحقيق والمراجعة ونحوها:
لا تعجلوا بحكمكم أحبتنا، وحاولوا أن تعاودوا النظر بين حين وآخر حتى إذا ظننتم الوصول إلى حد الإشباع أو التيقن من سلامة العمل بقدر كبير،أطلقوا سراحه وتابعوه أيضاً،و إذا ما جاءتكم نصيحة النبيه أو إرشاد الفقيه، أو دلالة المسدد بينهما فأقبلوا العودة وجددوا العزائم واستنهضوا الهمم لتتعقبوا وقفاتكم ولتعدلوا مقرراتكم فكلنا خطاء،وما منا من يخلو من خطأ أو سهو أو نسيان والله المستعان،ثم لا تنسوا الدعاء والشكر لمن أرشد ونصح وأشار،ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ...
ثم قال بعد كلام طويل، وهاكم أدلة وبيانات على هذا الأمر:
... وتوقف عند مجموعة من الأحاديث، ونحن هنا نقتطف وقفته مع الحديث التالي:
قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع،حدثنا أبو النضر، حدثنا بكر بن خنيس،عن محمد القُرشي عن ربيعة بن زيد،عن أبي إدريس الخولاني،عن بلال – يعني ابن رباح- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بقيام الليل،فأنه دأب الصالحين قبلكم،وان قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم،وتكفير للسيئات،ومطردة للداء عن الجسد " الحديث أخرجه الترمذي ولم يخرجه من العشرة غيره – انظر تحفة الإشراف 2/ 106.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث بلال،إلا من هذا الوجه ولا يصح من قبل إسناده.سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد القُرشي،هو محمد بن سعيد الشامي،وهو أبي قبيس،وهو محمد بن حسان،وقد تُرك حديثه.
ثم تابع البصري المديني قائلا: وقد روي هذا الحديث معاوية بن صالح عن ربيعة بن زيد،عن أبي إدريس الخولاني،عن أبي أمامة رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حدثنا بذلك عبدا لله بن صالح عن معاوية بن صالح .... به نحوه
قال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال – جامع الترمذي 5/ 516.
قلت: هذا حديث مضطرب،فقد روي مرسلا ً ومتصلا ً، وروي من حديث بلال،ومن حديث أبي أمامة.
والذي آمل أن نتوقف عنده أحبتنا وهو مقصود من مقصودات هذه الوقفة،هو أن الترمذي كان قد نقل كلام البخاري رحمه الله من أن محمد بن سعيد قد تُرك حديثه،وهذا الرجل كان قد قتله المنصور وصلبه (أنظر الذهبي:الميزان – تحقيق البجاوي – دار المعرفة – بيروت،ط 1،1963م، وابن حجر:التقريب – تحقيق الشيخ محمد عوامة – دار الرشيد بحلب، ط 2،1991م، ص 480 رقم 5907).ولا أدري ما هو اعتبار الترمذي لتخريجه هذا وهو قد علم ما علم!!.
ثم قال البصري المديني: وكنت قد طالعت في رسالة لأحد أخوتنا من بغداد يشير فيها إلى أن أ. د.بشار عواد يقول في تحقيقه لتهذيب الكمال " لا ينتهي عجبي،من رواية الترمذي،وابن ماجة،نسأل الله العافية ".
قلت:إن سنن ابن ماجة مختص بجمع غرائب الحديث بين جنبيه، و - قد- يكون لا حرج عليه ولا عجب،أضف إلى أن الترمذي خرج له حديثا ً واحدا ً ونقده (3549)،إلا أن المرء يذهل عندما يأتي ليرى أن الإمام أحمد يخرج هذا الحديث من حديث أوس بن أوس،كما أن الدارمي يخرجه وهو عن رجل مبهم – حديث 2155 - ،كما أخرج أبو داود له من حديث ابن عباس (1356).
فان كان عجب شيخنا بشار العبيدي رعاه الله تعالى لا ينتهي من رواية الترمذي كما نص صاحبنا،وابن ماجة - وهما لم يشترطا الصحة- فما هو قوله يا ترى في تخريج أحمد وأبي داود،والدارمي له،ومن المعروف بأن أغلب علماء الحديث يرون أن شرط أحمد وأبي داود والدارمي، أشد من شرط الترمذي وابن ماجة!!!
وتابع البصري المديني رعاه الله تعالى: قلته فأمتطى صهوته أحد أخوتنا وأشار نحوه في أحدى بحوثه ولا أدري فقد كنت أتمنى أن يُسدد هذا الأخ أو غيره لمراجعة قولنا فلعل فيه ما لم ندقق فيه على حدود الاعتبار اللائق والله نسأل أن يعفو عنا،وانا لم أراجعه وعجزت عن تفقده جيداً.
قلت: ووقفات الشيخ كثيرة جدا ً في هذا الموضوع، وأني آمل أن أوفق في نقل مرئيات منها خاصة عند أقواله عن الشذوذ في المتن بصوره المختلفة وقد ذكرها وهي: الزيادة في المتن،والقلب،والاضطراب، والتصحيف والإدراج.
كما أن هناك توقفات مركزة عند باب الكشف عن العلة في المتن وهنا ذكر عدة وجوه منها:
مخالفته (أي المتن) لكتاب الله
مخالفته لحديث آخر صحيح معمول به
مخالفته للتاريخ الثابت ثبوتاً صحيحاً
مخالفته للحس
مخالفته للعقل السليم
ركاكة معناه ورداءته فيما يمجه السمع،ويدفعه الطبع.
اشتماله على المجازفة في الثواب أو العقاب على عمل صغير.