تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 05 - 04, 07:48 م]ـ

الشيخ محمد الأمين

1ـ قلت: عدي بن ثابت رافضي.

ولعلك تراجع نفسك في هذا الاختيار وإلا فالدليل على الرفض.

ولا يخفاك إخراج الأئمة له وإكثارهم عنه والله تعالى أعلم.

2ـ نقرت على تفرد الأعمش.

والأعمش إمام حافظ متقدم يجمع حديثه أفلا يحتمل تفرده؟

لقد رأيت البخاري رحمه الله يخرج أفراد من هم دون الأعمش ولهذا عندي أمثلة كثيرة ليس هذا مكانها.

3ـ قلت: أما البخاري فلم يخرج له مما يقوي بدعته، ولَنِعْمَ ما فعل. وأما مسلم فاجتهد وأخرج له هذا الحديث المعلول.

وما تفعل بحديث (اللهم إني أحبه فأحبه) أخرجه البخاري من طريق عدي بن ثابت وهو مما يقوي بدعته.

4ـ لوحت بتدليس عدي لهذا الحديث بلا دليل، أما أهل الكوفة فكما نقلتَ التدليسُ فيهم كثير، أما أن نحكم على كل كوفي من خلال هذا العموم فلا يصح ألبتة.

ولطالما كان طريق أهل الحديث إثبات الوسائط ليقولوا دلس عن فلان، أما هكذا فلا.

5ـ أنكرت متن الحديث وقويت كلامك بقولك:

إن الثابت أن هذا في حق الأنصار كلهم، لا في حق رجل معين، وإن كان خيراً من أيٍّ من رجالهم.

لم أفهم كيف يتم تعليل هذا الحديث بحديث الأنصار.

ثم من قال إن المقصود عموم البشر حتى تدخلَ غير المسلمين في مقتضى الحديث ثم تعترض على معناه.

ما المانع في أن يكون حب علي رضي الله عنه من أمارات الإيمان وبغضه من أمارات النفاق.

وقد وجَّه شراح الحديث معناه، ولا يعترض الحديث بأنه قد أحبه غير المسلمين إذ الإسلام شرط النجاة والجمع بينهما بّيِّن واضح، فكيف ينجو بحبه من لم يكن على الإسلام، أرى أن هذا لا يحتاج إلى نظر، وبهذا يخرج من أحبه وغلا فيه حتى خرج من الملة باعتقاداته المكفرة، فيخرج من الحديث من ترى أن الحديث يقوي شوكتهم في هذا الزمان.

وإن كنت ترى النكارة في تخصيص علي رضي الله عنه، فقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، خص بعضهم بأشياء دون بعض فهل تقول إنها منكرة.

وأما نقلك عن الذهبي رحمه الله في السير فجيد ولو أنك حذوت حذوه لكان أفضل فإنه قال:

وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء وطرق حديث من كنت مولاه وهو أصح، وأصح منها ما أخرجه مسلم عن علي رضي الله عنه قال إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ... الحديث.

ثم قال: وهذا أشكل الثلاثة فقد أحبه قوم لا خلاق لهم وأبغضه بجهل قوم من النواصب فالله أعلم.

رحم الله الذهبي لم يجترأ على هذا الحديث وإن كان استشكله.

6ـ مما يقوي صحة هذا الحديث أن اليمين فيه يمين علي رضي الله تعالى عنه وهي مأثورة عنه كما في الخبر الذي أخرجه البخاري وغيره من طريق أبي جحيفة رضي الله عنه قال قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر.

7ـ رميت الأعمش بتدليس هذا الحديث وهذا محل نظر إذ ليس كلما عنعن الأعمش قلت دلسه عن ضعيف أو متروك، وسأفصل الكلام عن الأعمش إن شاء الله تعالى في وقت لاحق لأني الآن مشغول.

8ـ إجماع ابن حبان والحاكم الذي نقلته لا يقيم صلبه أمام صنيع البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم (فهل فات الجميع تشيع عدي إن كان فات مسلما كما تدعي).

وللعلم فقط

حديث عدي هذا أخرجه ابن حبان في الصحيح 15/ 367

وترجم له بقوله

ذكر الخبر الدال على أن محبة المرء علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الإيمان

ثم ساق الحديث.

فأي إجماع هذا الذي تدعيه.

لعل الصواب أنهم كادوا أن يجمعوا عمليا على خلاف ما تدعي.

9ـ شيخنا الفاضل

على فرض أني سلمتُ لك إنكار هذا الحديث فهذا لا يؤثر في الحكم بقبول رواية الداعية فيما يوافق بدعته إن كان ثقة مأمونا، إذ ليس هذا الحديث وحده الذي تَقَرَّرَ على أساسه الحكم، وقد ذكرت لك مثالين في بدعة التشيع فقط غير هذا الحديث فراجعهما، وهناك العديد من الأمثلة التي تقرر هذا القول في باقي البدع تجدها مبثوثة في مواضيع متفرقة في الملتقى.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 05 - 04, 12:00 م]ـ

أخي الفاضل أبو بكر بن عبد الوهاب وفقه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير