وقد خلا من أي علة تقدح فيه. فإن قيل: تغير حماد في آخر حياته من حيث الحفظ فهذه علة.
قيل روى هذا الحديث قبل التغير فانتفت العلة.
تنبيه:
هذا الحديث الصحيح الذي تمت دراسته هو الصحيح لذاته (وهناك الصحيح لغيره لم تتم مناقشته بعد،والأصل في الإطلاق إذا قيل صحيح أي لذاته).
الفوائد:
1 - ما الفرق بين الحديث والأثر والخبر؟
الحديث: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الأثر: ما أضيف إلى من دونه من الصحابة.
الخبر: ويعم الحديث والأثر.
2 - ما هي أحوال التلقي؟
أحوال التلقي ثلاثة:
أ-أن يصرح بالسماع منه.
ب-أن يثبت لُقِيه به دون التصريح بالسماع منه.
ج-أن يكون معاصرا له ولكن لم يثبت أنه لقيه، دون التصريح بالسماع منه كذلك ففيه خلاف هل يحمل حديثه على الاتصال فقال البخاري لا يحمل على الاتصال حتى يثبت لُقيه ولا تكفي المعاصرة، وقال مسلم بل يحمل على الاتصال لأنه معاصر له ونسب الحديث إليه فالأصل أنه سمعه منه.
وقال الحافظ في النزهة ما نصه:
(وعنعنة المعاصر محمولة على السماع إلا من المدلس، وقيل يشترط ثبوت لقائه ولو مرة، وهو المختار).
توضيح هام:
إذا فالرواية نوعان:
أ-رواية يصرح فيها بالسماع بإحدى الصيغ الصريحة (حدثنا أخبرنا ... )،وحكمها الاتصال.
ب-رواية لا يصرح فيها بالسماع بإحدى الصيغ المحتملة (عن، أن)، وهنا لابد من توافر شرطين في الراوي لحمل هذه الصيغة على الاتصال:
-السلامة من التدليس (أن لا يكون مدلسا).
-المعاصرة وإمكانية اللقاء.
*وهاذان الشرطان عند الكثير من المحدثين،وقد اشترط البخاري وعلي بن المديني وغيرهما: ثبوت اللقاء ولو مرة كما ذكر الحافظ ذلك سابقا في النزهة.
*وهناك شروط أخرى فيها خلاف فليراجع (السنن الأبين والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن) لابن رشد.
3 - ما هي أصح كتب السنة؟
الجواب:
أ-ما اتفق عليه البخاري ومسلم (متفق عليه).
ب-ما انفرد به البخاري لأن شرطه أقوى من شرط مسلم وهو ثبوت اللقاء.
ج-ما انفرد به مسلم.
د-*ما كان على شرط البخاري.
ه- ما كان على شرط مسلم.
4 - هل جميع ما اتفق عليه البخاري ومسلم صحيح؟
يقول شيخ الإسلام (أكثر متون الصحيحين معلومة متقنة تلقاها أهل العلم بالحديث بالقبول والتصديق وأجمعوا على صحتها وإجماعهم معصوم من الخطأ، كما أن إجماع الفقهاء على الأحكام معصوم من الخطأ) مجموع الفتاوى18/ 49 ومواضع أخرى (17،22/ 41).
5 - هل جميع ما انفرد به أحدهما صحيح؟
الجواب: ما انفرد به أحدهما فإنه صحيح،لكنه ليس كما اتفقا عليه،ولهذا انتقد على البخاري بعض الأحاديث وانتقد على مسلم بعض الأحاديث أيضا (أنظر الإلزامات والتتبع للإمام الحافظ علي بن عمر الدارقطني دراسة وتحقيق الشيخ مقبل الوادعي).
وأجاب الحفاظ عن هذا الانتقاد بوجهين:
الوجه الأول: أن هذا الانتقاد يعارضه قول البخاري.
الوجه الثاني: أن أهل العلم تصدّوا لمن انتقد على البخاري ومسلم، لكنه لاشك أنه قد يقع الوهم من بعض الرواة في الصحيحين.
لكن هذا لا يقدح في نقل البخاري ومسلم له لأن الوهم لا يكاد يسلم منه أحد.
أبو همام الجزائري
الحلة البهية في شرح المنظومة البيقونية ـ 5 ـ
الجزائر العاصمة
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 09:47 م]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء
سَلَمَتْ يداكم
قد استفدتُ كتيرا من شرحكم اخي عبد الحميد الأثري الجزائري، في الإستئناف
ربنا يجزكم كل الخيرات
وأيضا النظم قد آتيتم به -فبارك لكم الرحمن
ممكن تراجعوا رابط شرح المنظومة، لأني لا اعرف ان أتعامل مع موقع ارشيف أو كيف التحميل منه
فهل ترفعوه لنا علي موقع آخر أو في المرفقات علي الملتقي .......
وننتظر المزيد من كاتبنا وشارح البيقونية أخينا الفاضل
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 11:04 ص]ـ
أخوكم أبو همام الجزائري
بارك الله في الجميع ........
و بعد هذه المجموعة الطيبة من دروس الحلة البهية في شرح البيقونية، يسرني أن أضع بين أيديكم أسئلة تتعلق بما مضى من الدروس و هذا من أجل المذاكرة و المراجعة، و الرجاء من إخوتي الإجابة على عجالة لنكمل شرح المتن، و لا أحب أن نطيل مدة الشرح .... كي لا يسأم الإخوة ....
و لتشجيع إخواني و تحفيزهم، فإن الشرح تام و معد في ملف بحمد الله، فلا تخشوا من الانقطاع أبدا بإذن الله فاطمئنوا .....
الأسئلة
¥