تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقول من قال بأن التشيع منتشر عند الكوفيين هو قول عام وهو من باب الكثرة لكن لايلزم أن يكون كل كوفي قد تشيع أو ترفض كما لايلزم أن كل شامي هو ناصبي أو كل بصري قدري

وتحقق ذلك في أفراد الكوفيين يحتاج إلى إثبات لأن هناك من الكوفيين لم يتشيع أمثال: طلحة بن مصرف اليامي وعبدالله بن إدريس الأودي وأبو وائل شقيق بن سلمة على خلاف في ذلك وزر بن حبيش قيل أنه كان فيه بعض الحمل على علي رضي الله عنه وهناك أيضا شمر بن عطية وثقه النسائي ولكنه عثماني غال كما قال الذهبي في الميزان وهناك قيس بن أبي حازم البجلي وهو كوفي جليل ولم تصح تهمته بالنصب فهو عثماني كما نقل ذلك ابن حجر عن يعقوب بن شيبة السدوسي و

ثانيا: التشيع المراد به هو التفضيل وليس هو السب والطعن وبينهما فرق واضح وظاهر

قال ابن تيمية رحمه الله: مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من باب الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة 000الخ

قال الذهبي رحمه الله: ليس تفضيل علي (على عثمان) برفض ولا هو بدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين فكل من علي وعثمان ذو فضل وسابقة 000ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان وإليه نذهب والخطب في ذلك يسير 00الخ

قال الأعمش: أدركت أشياخنا زرا بن حبيش وأبا وائل فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ومنهم من علي أحب إليه من عثمان وكانوا أشد شيء تحاباً وتواداً.

والكلام في مسألة التشيع يطول لكن حسبي ما نقلته عن ابن تيمية رحمه الله والذهبي

قال أحمد شاكر رحمه الله: والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيرا من أهل البدع موضعا للثقة والاطئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم ويرى كثيرا منهم لايوثق بأي شيء يرويه 0000فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة 000الخ

الباعث الحثيث. (95)

قلت: أكثر أحاديث فضائل آل البيت إنما جاءت عن طريق الكوفيين فهل نرد حديث هؤلاء الثقات الأثبات بدعوى أنهم شيعة؟! لاأظن أن أحدا يقول بذلك!

قال العجلي: كان طلحة بن مصرف وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا وكان طلحة يحرم النبيذوكان زيد يشرب ومات طلحة بن مصرف فأوصى إلى زبيد!! ز وهذا منصور بن المعتمر الكوفي رحمه الله رمي بالتشيع كما قال العجلي ولكن مع ذلك لم نجد أحدا قدح في صدقه وعدالته

قال الثوري: ما بالكوفة آمن على الحديث من منصور وقال أيضا: هؤلاء الأعين الذين لايشك فيهم وذكر منهم منصور بن المعتمر العابد الثقة

وقال أحمد: أثبت الناس في إبراهيم الحكم ثم منصور

قال العجلي: ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة لايختلف فيه أحد رجل صالح كان فيه تشيع قليل ولم يكن بغال 000الخ

قلت: فهل إذا روى منصور رواية في فضل أهل البيت نتوقف فيها بدعوى أنه شيعي؟! وكذلك أبو إسحاق السبيعي والأعمش والحكم وابن أبي ليلى وعدي ين ثابت وزبيد اليامي وعبثر بن القاسم وغيرهم كثير، لاأظن أن منصفا عارفا بالحديث يتوقف في رواية هؤلاء!!

قال المعلمي رحمه الله رداًعلى الجوزجاني: فإن في الكوفيين المنسوبين للتشيع جماعة أجلة اتفق أئمة أهل السنة على توثيقهم وحسن الثناء عليهم

قلت: ولم يفرق أهل الحديث المتقدمين في قبول رواية هؤلاء بين ما رووه في فضائل أهل البيت وما رووه في غيرهم بل قبلوا روايتهم من غير تفصيل حتى جاء الجوزجاني! وحصل الخلاف في تفسير كلامه وأظن أن الجوزجاني كان شديد العبارة لكنه لم يخالف من سبقه وقصد الجوزجاني رد أحاديث هؤلاء الثقات إذا كانت عن شيوخهم الضعفاء أو كانت غير متصلة الإسناد كأن يكون فيها انقطاع أو تدليس أو إرسال وما سوى ذلك فروايتهم مقبولةحتى لو كانت مؤيدة لبدعتهم في الظاهر والله أعلم

قال ابن حجر رحمه الله: فإن مذهب جماعة من أهل السنة أعني التوقف في تفضيل أحدهما على الآخر وإن كان الأكثر على تقديم عثمان بل كان جماعة من أهل السنة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير