بسنده من طريقين، عن أبي الزبير عن جابر، قال:
كان النبي صلى الله عليه و سلم لا ينام كل ليلة حتى يقرأ (تنزيل السجدة ... ) و (تبارك الذي بيده الملك ... ).
ثم روى بعده بسنده إلى زهير بن معاوية أنه قال:
سألت أبا الزبير: أسمعت جابرا يذكر أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان لا ينام حتى يقرأ (الم تنزيل ... ) و (تبارك)؟
قال: ليس جابر حدثنيه، و لكن حدثني صفوان أو أبو صفوان!!!
قال الشارح: ففي هذا المثال دلس أبو الزبير فأسقط واسطة سماعه هذا الحديث من جابر.
3ـ مثال تدليس الشيوخ:
قول أبي بكر بن مجاهد ـ أحد أئمة القراء ـ:
" حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله ... ".
يريد به أبا بكر بن أبي داود السجستاني، فهو بصنيعه هذا قد وعّر طريق معرفته على السامع و جعلها شاقة.
و للحافظ ابن حجر كتاب مفيد في هذا الباب اسمه "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس"، و هو مطبوع متداول.
و هناك أنواع أخرى للتدليس قد بينها أهل الحديث رحمهم الله تعالى.
الفائدة 64
و ما يخالِفْ ثقةٌ به المَلا .... فالشاذُّ و المقلوبُ قسمان تلا
إبدالُ راوٍ ما براو ِقسْمُ .... و قلبُ إسنادٍ لمتن قِسْمُ
المَلاَ: الجماعة، و قيل أشراف القوم و وجوههم، و المقصود هنا جماعة الرواة.
الفائدة 65
تعريف الشاذ: هو ما رواه الثقة مخالفا لمن هو أرجح منه حفظا أو أكثر منه عددا.
الفائدة66
مثال الشاذ: ما روى ابن ماجة في "سننه"، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا معاوية بن هشام:ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عمرو عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" إن الله و ملائكته يصلون على ميامن الصفوف ... ".
يقول الشارح (الشيخ علي حسن الحلبي):
فإسناده رجاله ثقات، و ظاهره الصحة، لكن أخطأ في متنه أسامة بن زيد، فرواه بلفظه: " ... على ميامن الصفوف "، بينما خالفه جماعة الثقات، فرووه بلفظ: " ... على الذين يصلون الصفوف" .... اهـ
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
لعلم إخواني الكرام .... أن للشيخ علي حسن الحلبي شرح مطول على البيقونية غير هذا المختصر، و هو غير متوفر عندي ... فالرجاء لمن يستطيع رفعه في الملتقى أو يدلنا على مصدره في الشبكة و له جزيل الشكر ....
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[11 - 04 - 09, 08:31 م]ـ
الفائدة67 المقلوب
و هو قسمان:
القسم الأول: إبدال لفظ بآخر:
1ـ و قد يكون ذلك في سند الحديث من حيث الرواة:
مثاله: حديث مروي عن كعب بن مرة، فيقلبه الراوي فيجعله عن مرة بن كعب.
2ـ و قد يكون في متن الحديث من حيث الألفاظ:
مثاله: حديث أبي هريرة في السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ففيه: " ... و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ... "، فهذا مما انقلب على بعض الرواة، فإن الثابت هو: " ... حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ... ".
القسم الثاني:
و هو إبدال إسناد متن بإسناد متن آخر، و إبدال إسناد هذا المتن بالاسناد الأول بقصد الامتحان و غيره.
مثاله:ما فعله أهل بغداد مع الامام البخاري رحمه الله تعالى، إذ قلبوا له مئة حديث، و سألوه عنها، امتحانا لحفظه، فردها على ما كانت قبل القلب، و لم يخطئ في واحد منها.
و هذه القصة تدل على سعة حفظ البخاري، و سيلان ذهنه، ودقة فهمه، و ثقوب نظره، رحمه الله رحمة واسعة.
الفائدة 68
و الفَرْدُ ما قَيَّدْتَه بِثِقَةِ .... أو جَمْعٍ أو قَصْرٍ على روايةِ
الفرد ـ مأخوذ من التفرد ـ، و هو قسمان:
1ـ فرد مطلق: و هو ما تفرد به ثقة، بأن لم يروه أحد من الثقات إلا هو:
مثاله: حديث أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأضحى و الفطر؟
فقال: " كان يقرأ فيهما ب (ق و القرآن المجيد) و (اقتربت الساعة و انشق القمر).
قال الحافظ العراقي: (و قد ورد هذا من رواية ضمرة بن سعيد المازني عن عبد الله بن عبد الله بن أبي واقد الليثي عن النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا الحديث لم يروه من الثقات إلا ضمرة، و قد روي من وجوه أخرى ضعيفة).
2ـ فرد مقيد: و هو نوعان:
أـ إذا تفرد به أهل بلد معين بأن لم يروه إلا أهل بلدة كذا أو كذا ...
مثاله:
¥