تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا شريك النخعي فيه تشيع خفيف قيل له: ماتقول فيمن يفضل علياً على أبي بكر؟ قال: إذا يفتضح يقول أخطأ المسلمون.)

وقيل له أرأيت من قال: لاأفضل أحدا قال: هذا أحمق أليس قد فضل أبو بكر وعمر!.

وقيل له: بلغنا أنك تنال من أبي بكر وعمر فقال شريك: والله ما أنتقص الزبير فكيف أنال من أبي بكر وعمر. فليس هناك تلازم بين التشيع والرفض الكامل المحض.

الملاحظة الثانية قال الأمين: (واحتجّ خصومنا بأن عدداً من العلماء قد احتج بعبد الرزاق وهو ثقة ثبت شيعي. ويدل على ذلك ما رواه أبو بكر بن أبى خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين و قيل له: «إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى يُرَدُّ حديثُه للتشيع». فقال: «كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مئة ضعف. و لقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد الله».

قلنا: ولكن عبد الرزاق لم يكن من الشيعة الغلاة، وغاية الأمر أنه يفضّل علياً على عثمان ويُعرّض بمعاوية (وهذا أقل من السب). ويدلك على ذلك قوله بنفسه: «واللهِ ما انشرح صدري قط أن أُفَضِّلَ عليّاً على أبي بكر و عمر. رحم الله أبا بكر و رحم الله عمر و رحم الله عثمان و رحم الله علياً. من لم يحبّهم فما هو مؤمن». و قال: «أوثق عملي حبي إياهم». و قال: «أُفَضِّلُ الشيخين بتفضيل علي إيّاهُما على نفسه. و لو لم يفضِّلهما لم أفضّلهما. كفى بي آزرا أن أُحِبَّ عليّاً ثم أخالف قوله». قال أبو داود: «و كان عبد الرزاق يُعَرِّضُ بمُعاوية».

قلت: العجيب أن الأخ الأمين في مشاركة سابقة له جعل عبدالرزاق بن همام من الرافضة وكذلك وكيع بن الجراح وقال كلاما شنيعا عليهما! رددنا عليه في وقتها وقام الأخ المشرف بحذف المشاركة للطرفين والآن يلين العبارة في عبد الرزا ق ويقول أنه لم يكن من الغلاة وهذا شيء طيب! يفرحنا كثيراً

وأما ما قيل في عبد الرزاق وروايته بعض الأحاديث المنكرة في الفضائل فنقول إن عبد الرزاق إمام محدث من كبار الحفاظ وثقه الأئمة كلهم إلا العباس العنبري وحده فتكلم فيه بكلام أفرط فيه ولم يوافقه أحد

وقال عنه أحمدبن حنبل: كامل الفقه في أصحاب الحديث وقال أيضاً: ما رأيت أحسن حديثا منه

وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره كتبوا عنه أحاديث مناكير وقال أحمد من سمع منه بعدما عمي فليس بشيء وما كان في كتبه فهو صحيح وما ليس في كتبه فإنه كان يتلقن وقد احتج به الشيخان في جملة من سمع منه قبل الاختلاط.

مقدمة ابن حجر (440)

قال الذهبي:بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ماروى. وقال عبدالله سألت أبي: عبد الرزاق يفرط في التشيع قال أما أنا فلم أسمع منه شيئا ولكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس.

قلت: والخلاصة: أن الأصل في رواية عبد الرزاق هي القبول في الفضائل أو في غيرها إلا في الأحاديث المنكرة المعدودة سواء كانت في الفضائل أو غيرها وأغلب الروايات المنكرة هي من شيوخه أو من الرواة عنه أو مما رواها بعدما كبر

ولا يصلح أن نعمم ذلك على جميع الشيعة لأن عبد الرزاق له وضع خاص فضعف الأحاديث ليس بسبب التشيع كما هو واضح في ترجمته وتعميم ذلك على جميع الرواة الشيعة خطأ محض لاشك في ذلك ولا ريب

الملاحظة الثالثة: قال الأمين: (وقال علي بن المديني: قلتُ ليَحيى بن سعيد القطان: إن عبد الرحمن بن مهدي قال: «أنا أتركُ من أهل الحديث كلّ من كان رأساً في البِدعة». فضَحِكَ يحيى بن سعيد فقال: «كيفَ يَصنعُ بقتادة؟ كيف يَصنعُ بعمز بن ذر الهمذاني؟ كيف يصنع بابن أبي رواد (يقصد عبد العزيز وكان مرجئاً غير داعية)؟». وعَدَّ يحيى قوماً أمسكتُ عن ذِكرِهم. ثم قال يحيى: «إن ترَك عبد الرحمن هذا الضّرب، ترك كثيراً». ويبدو أن يحيى القطان قد غَفِل عن قول ابن مهدي «كان رأساً» أي داعية. فإن الأمثلة التي سردها القطان كانت لرواة ثقات غير دعاة لبدعتهم، فلا يعارض قوله قول ابن مهدي. بل إن ابن مهدي نفسه روى عن محمد00)

قلت: بل اعتراض يحي القطان في محله فإن عمر بن ذر الهمداني كان رأسا في الإرجاء فقد قال أبو داود: كان رأسا ً في الإرجاء وكان قد ذهب بصره. وقال ابن حجر: وعن يحي القطان ما يدل على أنه كان رأسا ً في الإرجاء. وتوفي فلم يشهده الثوري وكان ثقة كثير الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير