[حديث المدلس بين القبول والرد]
ـ[عبدالله نياوني]ــــــــ[15 - 02 - 09, 08:14 م]ـ
قال أبو عمر رحمه الله تعالى في التمهيد المجلد الأول:
وجملة تلخيص القول في التدليس الذي أجازه من أجازه من العلماء بالحديث، هو: أن يحدث الرجل عن شيخ قد لقيه وسمع منه بما لم يسمع منه وسمهع من غيره عنه، فيوهم أنه سمعه من شيخه ذلك، وإنما سمعه من غيره، أو من بعض أصحابه عنه، ولا يكون ذلك إلا عن ثقة فإن دلس عن غير ثقة فهو تدليس مذموم عند جماعة أهل الحديث، وكذلك إن دلس عمن لم يسمع منه فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص من العلماء إلى ما ينكرونه ويذمونه ولا يحمدونه، وبالله العصمة لا شريك له. اهـ
من أقوال بعض السلف في ذم التدليس
*قال صالح بن أحمد بن حنبل: (ت 266) حدثنا علي المديني قال سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: قال شعبة يوما: حدثني رجل عن سفيان عن منصور عن إبراهيم بكذا، ثم قال: ما يسرني اني قلت: قال منصور وأن لي الدنيا كلها.
*قال أحمد بن حنبل: سمعت يزيد بن هارون يقول: قد تجوز شهادة الرجل ولا يجوز حديثه ولا يجوز حديثه حتى تجوز شهادته.
* قال أيوب: إن بالبصرة رجلا من أزهدهم وأكثرهم صلاة عييا لو شهد عندي شهادة ما أجزت شهادته، يريد فكيف أقبل حديثه.
* عن ابن معين قال: كان ابن عيينة يدلس فيقول: عن الزهري، فإذا قيل له: من دون الزهري؟ فيقول: أليس لكم في الزهري مقنع؟ فيقال: بلى، فإذا استقصى عليه يقول: معمر! اكتبوا لا بارك الله لكم.
*وسئل يزيد بن هارون عن التدليس في الحديث فكرهه وقال: هو من التزين.
من أقوالهم في تدليس الأعمش وابن عيينة
قالوا: لا يقبل تدليس الأعمش، لأنه إذا وقف أحال على غير مليء (غير ثقة) إذا سألته عمن هذا؟ قال موسى بن طريف (طريف الأسدي الكوفي) وعباية بن ربعي (الكوفي) والحسن بن ذكوان (أبوسلمة الحسن بن ذكوان البصري)
وقالوا: يقبل تدليس ابن عيينة، لأنه إذا وقف أحال على ابن جريج (عبدالملك بن عبدالعزيز الرومي ت 150) ومعمر (معمر بن راشد الأزدي ت 153) ونظائرهما.
قال يحيى بن معين: قال هشيم (بالتصغير) بن بشر بن أبي حازم ت 183 وكان الأعمش مدلسا، وكان الوليد بن مسلم مدلسا.
عن سفيان الثوري قال: حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة). قال علي المديني: قال يحيى بن سعيد قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذ الحديث من إبراهيم التيمي.
قلت: (عبدالله نياوني) قال أبو عمر في التمهيد:هذه شهادة عدلين إمامين على الأعمش بالتدليس ..
قول يزيد في محدثي الكوفة
قال يزيد بن هارون السلمي لم أر بالكوفة أحدا إلا وهو يدلس، إلا مسعرا هو (مسعر الهلالي الكوفي ت133) وشريكا وهو (شريك بن عبدالله النخعي الكوفي ت177)
المرجع: كتاب التمهيد على ما في الموطأ من الأسانيد لأبي عمر بشئ من التهذيب والترتيب.
جعله الله لوجهه خالصا وللقراء نافعا.